سجن نفحة الصحراوي صورة مصغرة لواقع سجون الإحتلال

 

العودة إلى صفحة الرسالة


محرومون من الالتحاق بالجامعات وقيود اعتقالية جديدة عليهم

مليون شيكل مصاريف كلاب الحراسة السنوية في السجن

نابلس - نواف العامر - مكتب نابلس للصحافة

في المنطقة الواقعة بين بئر السبع وصحراء النقب يقبع اكثر من 500 معتقل في سجن شطة تنتصب ابراج الحراسة لتعلو رمال الصحراء اللاهبة بجانب الشارع المؤدي لما يمى " سديه بوكير" باتجاه " متسيه ريمون"
ويقضي عدد كبير من المعتقلين في هذا السجن المنفي احكاما مرتفعة جدا وصلت للمؤبد وتعود اصول المعتقلين لفلسطين ودول عربية اخرى كالاردن والسودان وسوريا ولبنان والعراق .

ومن خلف الكثبان الرملية المترامية تنطلق التعليمات الصارمة والاوامر الظالمة من خلال جدول اشرفت عليه واعدته مصلحة سجون الاحتلال وخططت لتوسيع السجن بشكل مضاعف في العام الماضي لتصبح سعته حوالي الف معتقل تصل كلفته 22 مليون شيكل حسب تقرير اعدته صحيفة معاريف الصهيونية .

وقد يبدو لاول وهلة ان السجن هو سجن عادي ولكنه في حقيقة الامر تحول لحصن منيع من اسوار الاسمنت المسلح العالي وجدران الكترونية وكشافات انارة قوية تحول ليل العتمة الى نهار مزيف تحيط بذلك جميعة شبكة من ابراج الحراسة والكلاب المتوحشة التي تنبح طوال الوقت .

وتحول هذه العوائق والاجراءات بين المعتقلين الذين يتوقون لساعة الخلاص تحول بينهم وبين الحرية التي حرم الله حجزها وتقطع احلام المعتقلين بالحرية اصوات هدير الدوريات العسكرية في المحيط تتجول طوال الوقت وتعود الى بوابة السجن الظالم اهله وهكذا في حالة اقرب ما تكون للملل ، وتتابع حراسات من نوع اخر حالة المعتقل وتتمثل بالطائرات العمودية التي تقوم بالتدريب في سماء النقب وفوق السجن لتبرز قوة الظالم المحتل من حين لاخر .

وما يزيد من معاناة المعتقلين اوضاع ذويهم الذين يتمكنون من زيارتهم بعد فترة تطول من الحرمان والعقبات وتزيد من مدة التوترات بعد اجبار كل زائر للخضوع لتفتيش دقيق قبل السماح له بالدخول خلف سياج شبكي حديدي في ظل رقابة مشددة اكثر من العادة .

وتمكن المعتقلون العام الماضي من ادخال هاتف خلوي رغم الاجراءات وادى اكتشافه لمضاعفة تشديد التعليمات والاوامر وادخال تعليمات اخرى جديدة خاصة لدى ادخال شاحنات الطعام والتموين من باب السجن خشية ادخال اسلحة للمعتقلين .

وتتم عملية تفتيش دقيقة للبضائع عبر اجهزة للكشف عن المعادن وتتم عملية سكب زيت الزيتون واعادة تعبئته في عبوات وتجري عملية تفتيش دقيقة للخضار الذي يدخل بكميات تكاد تصل الى حالة العدم لندرتها وقلتها .

وقال محامون يتابعون قضايا المعتقلين ويزوروهم باستمرار ان اكثر ما يعانيه الزوار والمحامون هو انعدام المظلات الواقية من الشمس والامطار حيث تصل درجات الحرارة 40 درجة مئوية بالاضافة الى وضع التهوية السيء حيث تحجز شبابيك الغرف الضيقة والمصنوعة من الصاج الهواء للدخول ويشعر المعتقلون الذين يتم تكديسهم في الغرف بالحرارة العالية في موسم الشتاء .

ويصف محام فلسطيني السجن بانه مقطوع عن العالم الخارجي حيث يمنع دخول الصحف والمجلات باللغة العربية ويتم ادخال ما ينشر بالعبرية فقط وبعد تدقيق وفحص شديدين وانتهاء فاعلية الخبر والحدث .

ويؤكد المحامي ان ادارة المعتقل قاسية للغاية حيث يدير المعتقل ضابط صهيوني حاقد تلقى تعليمه في الجيش ويتعامل مع المعتقلين وذويهم بفظاظة وانضباط عسكري يزيد من صعوبة الحوار لتحسين اوضاع المعتقلين انفسهم .

وتتفاوت درجات الغليان في السجن حسب الاوضاع السياسية خارج المعتقل اذ تتوتر الاوضاع اثر كل عملية تفجير او قتل يهود ويقول حراس السجن للصحف العبرية انهم لا يستطيعون ضبط انفسهم عند رؤية معتقلي حماس مسرورين لتنفيذ عملية عسكرية الامر الذي لا يمكنهم معه الغاء مشاعرهم الشخصية وعملهم كحراس في السجن .

ويقبع ثمانية اسرى في كل غرفة اعتقال بظروف اعتقالية سيئة للغاية كما ذكرنا .

ويقضي ابناء الحركة الاسلامية في السجن حسب تقرير صحفي اعده صحفي يهودي اسمه حاييم ذلكاي " يقضي معظم وقتهم في قراءة القرآن والصلاة ومطالعة الصحف وتخصص ساعة لرياضة كرة السلة وتنس الطاولة ".

ويعيش في السجن معتقل مصري منذ حوالي 13 عاما فقد ذاكرته ويعيش حالة النسيان وارسلت رسائل للرئيس المصري مبارك للضغط على سلطات الاحتلال املا في اطلاق سراحه اذ لا يعرف الداعي لاستمرار اعتقاله بعد حالته الصحية المتدهورة وقد اطلق سراحه مؤخرا .

وسعت ادارة السجن لقتل شهوة حفر الانفاق تمهيدا للهروب من المعتقل واستحدثت ثلاث دوريات تفتيش خلال اليوم الواحد والبحث في حالة القضبان والارضية والمباني وانابيب المراحيض .

وتتلخص طريقة البحث بتجول الحارس في الغرفة حاملا بيده قضيبا من الخشب على رأسه قطعة من بلاستيك المقوى يضرب به البلاط الذي يهتز في حالة وجود فراغ تحته ، وحالة الاستنفار هذه قد تنجم في بعض الاحيان عن رغبة الجنود باجراء تمرينات داخل السجن ومحيطه او بناء على وصول معلومات عن تحركات مريبة على الحدود المصرية ليتم اعلان الحالة والغاء الاجازات وحرمان الاسرى من حقوقهم لحين انتهاء الازمة .

وتشكل الكلاب المدربة جزءا هاما من الحراسة وتم احضار 12 كلبا ذكرا وثمانية اناث للحراسة ، وبعد اجراء عمليات تعقيم لها لمنعها من التكاثر ويجري اختيارها بعد التأكد من جودة اصولها في الشراسة والحراسة ويعتبر اقل عمر لهذه الكلاب لتخدم في السجن 3 اعوام وتعطى الاولوية للخدمة للكلاب ذات المزاج الحاد وتتمتع بعصبية مستديمة ومعظمها من اصناف دبرمان والذئىبية والكنعانية .

ويتم تدريب الكلاب قبل ارسالها لجدران السجن واجبارها علي دخول دورة تدريبية عنيفة منهكة يتم تعليمها خلالها على مهاجمة اشخاص يجتازون الحاجز والقائهم ارضا دون مقدمات فيما يقوم مسؤول عسكري بالاشراف على قسم الكلاب والذي يبلغ حجم الاستثمار فيه مليون شيكل .

وابدى المعتقلون للمحامين سخطهم الشديد من عدم اطلاق سراحهم بعد اتفاق اوسلو ويؤكدون انهم ( اي المفاوضون) ارتكبوا خطأ فادحا بذلك ويستذكرون بحالة نلسون مانديلا الذي رفض التوقيع على الاتفاقيات الا بعد اطلاق سراح المعتقلين السود الذين ناضلوا من اجل حرية بلادهم من الاستعمار الانجليزي .

ومؤخرا منعت ادارة المعتقل المعتقلين من الالتحاق ببرامج دراسية خاصة بالمراسلة مع الجامعات وحددت جامعة تل ابيب فقط للالتحاق الامر الذي احدث مشاكل للمعتقلين الذين لا يعرفون العبرية ونظرا لارتفاع الاقساط مقارنة مع الجامعات الفلسطينية .

ومع ذلك يبقى معتقلو نفحة صورة مصغرة لمعاناة الالاف من الاسرى والمعتقلين جراء احتجاز حريتهم من الاحتلال وينتظرون الفرج من الله تعالى ويطالبون المؤسسات الحقوقية العمل على الضغط على سلطات الاحتلال لتحسين اوضاعهم وتخفيف معاناتهم حتى يحين موعد الافراج عنهم ورغم ذلك هل سيظلون رهائن لما يسمى عملية السلام .


آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل