قلق اسرائيلي شديد من تطور العلاقات الاردنية السورية

العودة إلى صفحة الرسالة


تقرير خاص بالرسالة

ابدت المحافل الامنية والسياسية في اسرائيل مخاوف كبيرة من توثيق العلاقات المتصاعد بين سوريا والاردن في اعقاب الزيارة التي قام بها الملك عبد الله لسوريا مؤخرا والاتفاق على القيام بمشاريع مشتركة بين سوريا والاردن ، وقد عبر سيلفان شالوم وزير العلوم الاسرائيلي امتعاضه من التقارب بين عمان ودمشق ، وردا على سؤال وجه اليه قال شالوم :" نحن نأمل الا يؤثر هذا التطور على متانة العلاقات بين اسرائيل والاردن ، وعلى الاردن ان تتذكر دوما ان اسرائيل هي الدولة الاكثر وفاء "لها في الشرق الاوسط" مصادر صحافية اسرائيلة اكدت ان مكتب رئىس الوزراء نتنياهو يعكف على اجراء اتصالات مع الادارة الامريكية لتطويق كل انفراج مرتقب في العلاقات بين سوريا والاردن ، حيث يخشى نتنياهو من ان توظف المعارضة اليسارية التقارب الاردني السوري ، للتدليل على " عقم سياساته الخارجية التي تؤدي الى هروب اصدقائنا الى الاعداء " كما قال افرايم سنيه القائد البارز في حزب العمل الاسرائيلي ، وبالفعل فان اليسار والصحافة الاسرائيلية تصور زيارات الملك عبد الله للدول العربية والانفتاح الاردني الواضح على محيطه القومي على انه "دليل اخر على المأزق الذي قادت اليه حكومة نتنياهو ، وتوريط اسرائيل مرة اخرى في عداء عربي " كما يقول حامي شليف المعلق السياسي المعروف .

الا ان ردة الفعل الاسرائىلي لم تخل من التهديد المبطن اذ قال ميخائىل ايتان نائب الوزير في حكومة نتنياهو : " ان الاردن يدرك جيدا انه سيكون الخاسر الوحيد في حال اختياره طريقا اخر غير تلك التي سلكها الملك حسين وجده " وذكّر ايتان بما اسماه بــ" المزايا التي عادت على الاردن اثر توقيعه على اتفاقية وادي عربة " .

وبدا واضحا من حديث المعلقين الاسرائيليين انهم يتطرقون الى قضايا افتراضية ، حيث بالغوا جدا في تقييم هذه الزيارة على الرغم من ان المستويات السياسية العليا في اسرائيل ممثلة برئىس الوزراء نتنياهو ووزير خارجيته ارئيل شارون ووزير دفاعه موشيه ارنس قللوا من اهمية تأثير زيارة عبدالله لدمشق . ومن المفارقات ان نتنياهو تلقى دعما من اتجاه غير متوقع ، اذ ان داني ياتوم رئىس الموساد السابق - وابرز معارضي سياسة نتنياهو حاليا - اكد في مقابلات صحفية انه على الرغم من الانفتاح الاردني على الدول العربية الا ان ذلك لا يعني اطلاقا ان الاردن تفكر في التخلي عن علاقاتها الخاصة مع الاردن ، وكرر ياتوم ماكان دائما يقوله من ان الاردن تعتبر الدعم الاسرائيلي هاما جدا للاردن ، واستذكر ياتوم - الذي تجند بشكل كامل لصالح حملة ايهود براك الانتخابية - استعادة العلاقات الاردنية الاسرائيلية لعافيتها بعد محاولة اغتيال خالد مشعل التي نفذها ( الموساد ) الذي كان تحت امرة ياتوم نفسه .

المعلقون العسكريون في اسرائيل عادوا ليؤكدوا اهمية العلاقات الخاصة بين اسرائيل والاردن كعنصر هام في الاستراتيجية الامنية الاسرائىلية . الدكتور رؤفير جات المختص في العلاقات الاسرائىلية الاردنية اكد ان اهمية الاردن لاسرائيل تنبع من كون الاردن يمكن ان يلعب دور المنطقة العازلة " ( Buffer cone ) في كل مواجهة عسكرية مستقبلية بين اسرائيل والعالم العربي ، وقال جات " وجود نظام معاد لاسرائيل في الاردن سيضاعف من متاعب دولة اسرائيل في الحروب المقبلة ، حيث بامكان الدول المعادية استخدام الحدود الطويلة بين الاردن واسرائىل لمباغتة اسرائيل على حين غرة " وحث جات حكومات اسرائيل بغض النظر عن توجهاتها السياسية على تطوير علاقات الدولة العبرية مع الاردن على كل الصُعدة ، واصفا هذه العلاقات بانها هامة ومصيرية .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل