رسالة تحذيرية من باحثة سعودية

 

العودة إلى صفحة الرسالة

الاطفال العرب يعتقدون ان اطفال الحجارة شخصيات كرتونية ولا يعرفون شيئاً عن اسرائيل

نواف العامر - نابلس

هالني ما قرأته في مجلة الاسرة الصادرة عن مؤسسة الوقف الاسلامي في هولندا حول نتائج دراسة لباحثة سعودية بعنوان "دور وسائل الاعلام العربية في تنشئة الطفل العربي وتبين من نتائج الدراسة التي اجرتها الباحثة ليلى عبد العزيز الهلالي ونالت بها درجة الماجستير من قسم الاجتماع عين شمس بمصر على عينة من اطفال السعودية ومصر من الذكور والاناث وعلى مستويات اجتماعية مختلفة تبين ان الاطفال يعتقدون ان اطفال الحجارة الذين قاوموا الهجمة الصهيونية بحجارتهم المقدسة وقالوا عنهم انهم شخصيات كرتونية جديدة ويجهلون كل شيء عن مأساة اطفال العراق .

وما يزيد الطين بلة ان نسبة الاطفال الذين يعرفون شيئاً عن اسرائيل بلغت 4.1% من العينة في السعودية و 2.3% من العينة في مصر مما يوضح بكل بساطة مؤلمة مدى الاهتمام التربوي والاسري بالقضية الفلسطينية ووجود سرطان الاحتلال المتربع في قلب القدس ومسجدها الاقصى وباقي الاراضي المقدسة الطهور .

وتتضح الصورة اكثر فاكثر في المقابل اذا علمنا من نتائج الدراسة ان 80.8% من اطفال السعودية متأثرين بالثقافة الغربية التي تضمنتها برامج الاطفال وارتفعت هذه النسبة بين اطفال مصر لتصل الى 88.1% بينما لا يستفيد من الثقافة العربية في تلك البرامج سوى 22% من اطفال السعودية و 20% من اطفال مصر .

واظهرت الدراسة ان الاطفال المعنيين يتابعون احداث الغرب حتى ان كثيراً منهم يعرفون تفاصيل القضية الغرامية بين الليدي ديانا وعماد الفايد وكذلك مقتلهم في حادثة سير بالعاصمة الفرنسية باريس .

ولاحظت الباحثة ان الرسوم المتحركة عنصر هام في اكثر البرامج وان جميعها تحمل الطابع الاجنبي وتحظى بقبول وشعبية كبيرة لدى الاطفال الامر الذي جعلها تحتل المساحة العظمى على خريطة برامج الاطفال الذين باتوا يجهلون اي معلومات عن الدول العربية .

وفي رأيي المتواضع ارى ان هناك مجموعة من العوامل التي ادت الى هذا الجهل المطبق لجيل يتوقع ان يبني المستقبل المشرق لهذه الامة وابرز هذه العوامل هو ان المعلومات التي تقدم في البرامج العربية على مستوى التلفاز الرسمي والمحطات الفضائية هي قليلة على البلد نفسه مع اهمال لباقي الدول العربية .

اضافة لقلة تبادل برامج الاطفال بين الدول العربية وغياب الاستراتيجية المستقبلية لمعالجة هذا القصور مما يدلل على تزايد حالة الخطورة .

** ما هو دور التلفزيون الفلسطيني والفضائية الفلسطينية

ومع الانطلاقة الواعدة للقناة الفلسطينية الفضائية لابد من وضع النقاط على الحروف والتقدم بمجموعة من الاقتراحات والنصائح لتعمل بها بالتعاون مع التلفزيون الفلسطيني والقنوات الفضائية العربية :ـ

1ـ الاهتمام بالبرامج المدبلجة للغة العربية خاصة تلك التي تلقى قبولاً لدى الاطفال . وانتاج برامج او دبلجتها بلغة عربية مبسطة تتوازى مع اللهجات المحلية العربية تسهيلاً لفهمها .

2ـ انتاج برامج خاصة عن اطفال الحجارة وتوزيعها على الفضائيات العربية وبثها في اوقات واحدة ضمن برامج يتفق بشأنها .

3ـ طرح القضية بشكل طارئ على اتحاد محطات التلفزة والفضائيات العربية لوضع الحلول المناسبة لالغاء وشطب الغزو الثقافي الغربي والتخلص من آثاره ومفاهيمه المستوردة ودعم المفاهيم التي تحمل ملامح الثقافة العربية والقيم الاسلامية الاصيلة .

4ـ الاهتمام باعداد معدي برامج الاطفال ومؤلفيها ومشاركتهم بدورات تدريبية متطورة لانتاج برامج تمتلك صفات المنافسة والصمود امام كل ما هو غريب وغربي .

5ـ واخيراً فإن للدور الهام الذي يقوم به خطباء المساجد ومعلمي المدارس والجامعات اهمية خاصة يجب تفعيلها والتنبيه من المخاطر حتى لا يصبح اطفالنا وامتنا "عرب اسرائيل" مع احترامنا الشديد لاخواننا في فلسطين المحتلة عام 48 .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل