اللغة العبرية أصلها عربية ... مائة بالمائة

 

العودة إلى صفحة الرسالة

استطيع ان اؤكد ان اللغة العبرية اصلها عربية.. مئة بالمئة

بطاقة تعريف

الاسم: د. علي ابو عمرو

العمر: 34 عاما ، خريج جامعة دمشق ، واكمل الدراسات العليا في الولايات المتحدة.

متزوج وله طفلان ، يدرس في كلية المجتمع في "دانفل" بالولايات المتحدة.

عندما بدأ الدكتور حديثه كان يظهر انه حديث من نوع اخر ، مختلف ومتميز ، اذ يبدو اولا انه واثق جدا من حجم المعلومات "الخطيرة" التي يدلي بها ، وثانيا : مدى خطورة الموضوع الذي ناقشناه فيه ، اذ انه "يقوّض" كثيرا من النظريات والافكار الصهيونية التي رسخت في عقول كثير من العرب والغرب على حد سواء ، خصوصا تلك التي تدعم تاريخ اليهود ولغتهم وتراثهم.

بحق كان اللقاء مع د. ابو عمرو مثيرا وجديرا بالتأمل والدراسة من كل الباحثين خصوصا الفلسطينيين.

*دوافع هذا البحث

*ترى ما هي الدوافع التي دفعتك للولوج الى مثل هذه القضايا الشائكة؟

اولا : انا اعتبر نفسي باحثا عن الحقيقة خاصة وانني اعيش في الولايات المتحدة واسمع كثيرا من الادعاءات الصهيونية حول فلسطين وشعبها ، واذكر انني رأيت في وسائل الاعلام امرأة اسرائيلية من احدى المستوطنات وهي ترفع التوراة ، وتقول للفلسطينيين: "ارحلوا" وكأنها تعتمد التوراة مرجعية في حقها في دولتهم المزعومة "اسرائيل".

انا لدي خلفية عن كيفية نظر القرآن للتوراة ، وكيف ان اليهود انفسهم يخشونها ويخشون الاحتكام اليها ، وحاولت ان اتحقق في هذا الموضوع ، ولم اكن بداية قاصدا للتوغل فيه ، لكن خطورة المعلومات التي وقفت عليها اغرتني بالبحث اكثر فاكثر، وخلال بحثي توصلت الى ان بني اسرائيل مجرد اعراب واشك في وجود اي علاقة إثنية بين التوراة وبين اليهود، ثم اخذت اقرأ نصوص التوراة والشروح التي كتبت حولها والتراجم ، وقراءات اخرى للغربيين والمستشرقين وحتى للكتاب اليهود انفسهم ، الذين قال معظمهم ان اليهود اصلهم عرب، وهناك من الاكاديميين البارزين الغربيين توصلوا الى حقائق قاطعة من خلال الدراسات الإثنية بان اصول شعب التوراة عرب، وهنا تجدر الملاحظة انه بناء على ما سبق لا نستطيع القول بانه ما دام ثبت اصلهم انهم عرب اذن اليهود الموجودون في فلسطين اليوم هم عرب ويحق لهم اقامة دولة فيها، لان الوضع مختلف تماما، ثم اخذت احقق في كيف "تجمع" هؤلاء اليهود وكيف يتكلمون "العبرية الحديثة"، واستطيع القول ان هناك من اليهود الصهاينة بدأوا يتنكرون لما يسمى بالرابطة الدموية لليهود او الرابطة الاثنية ، لكن ظلوا يتكلمون عن "رباط اثني" وبعد اواخر القرن التاسع عشر وبعد ان كثر الحديث عن موت "اللغة العبرية" اصبحوا يتكلمون عن " اعادة احياء العبرية" .

لقد وجدت نفسي مستغرقا بعد ذلك في قراءة نصوص التوراة وفي مراجعة التفسيرات والتعليقات التي كتبت حول هذه النصوص ، خصوصا في المرحلة الانتقادية (اواخر القرن 91 واوائل القرن العشرين) ، هناك تراث عظيم جدا في تفسير النصوص العبرية للتوراة ، وليست تراجم ، وتوصلت الى الفصل بوضوح بين التراجم والنص العبري وادركت ان هناك "شيئا" في النص العبري الصحيح للتوراة يختلف تماما عما هو شائع من التراجم، وهذه لازال عندي شك ، ومن ثم بدأت اقرأ النص العبري مستقلا عن التراجم مع الاستفادة من الاخيرة ، وتأكدت انه خلال فترة انتقال التراجم في 0052 عام (من ترجمة الى ترجمة الى اخرى) ، حصل تغيير كبير في النص العبري ، وبعد ذلك توصلت لضرورة البحث في الفوارق الاثنية بين العبرانيين وبين بني اسرائيل وحتى يهود "كاسم عشيرة" ودائما اؤكد ان يفرق بين "يهود" و"اليهود" ، فيهود هم عبارة عن "عشيرة" واليهود هم اتباع الديانة اليهودية.

واذا اردت ان اختصر مجمل البحث الذي انا بصدده فقد توضحت لي الحقائق التالية:ـ

1ـ حقيقة تاريخية : ان النص العبري للتوراة -بعد التحرر من التشكيل والتنقيط المضاف لاحقا من قبل جماعة اليهود في القرون الوسطى يطلق عليهم "المازوريين" الذين ادعوا المعرفة بنصوص التوراة ، وبدأوا نشاطهم بعد بروز الاسلام -حيث تبين لي ان النص العبري هو ذو اصل عربي ، وكل الدارسين الغربيين والمستشرقين تجاهلوا موضوع التنقيط والتشكيل - متجاوزين التراجم- يقرأون النصوص العبرية كنصوص عربية بل انهم يرجعون الى القواميس العربية ليفسروا النصوص العبرية على اساس جذرها العربي ، وهذا المنهج يطلق عليه اسم "المنهج العروبي" ، وبدأت لديّ حينها خطوط التوضيح : ان هذه النصوص العبرية نصوص عربية مكتوبة بخط غير عربي ولو سئلت ما الفرق بين النصوص العبرية للتوراة والعربية الحديثة فانني اقول ان هناك فرقين رئيسين : اولا فرق الخط ، حيث كتبوا هم بالخط العبري وهذا كان موجودا في الجزيرة العربية ولا استطيع ان اطلق عليه "خط اجنبي" لانك تجد ان ورقة بن نوفل كان يقرأ الانجيل ، والاصمعي كان يقرأ العبرية ، وزيد بن ثابت ايضا كان يكتب العبرية ، وليس معنى ذلك ان زيد بن ثابت كان اجنبيا ، الفرق الثاني هو عامل الزمن اي التغييرات التي تحدث طوال 0052 سنة ، مع ان تطور اللغة بطيء جدا لدرجة انه يمكن تجاهله في بعض العبارات ، وهو امر لا يمكن المبالغة فيه.

واستطيع التأكيد انك لن تجد كلمة واحدة في التوراة ليست مشروحة في "لسان العرب".

لقد اخذت فصلين كاملين لوضعهما تحت الدراسة والتمحيص ، اولهما فصل من سفر التكوين والثاني من كتاب لاحق ، وفوجئت انني وجدت كل الكلمات ( مئة بالمئة) الواردة في النصوص العبرية لها اصل عربي ، تستطيع ان ترجع الى ذلك ، كلمة .. كلمة، وهذا قادني فوراً للتساؤل حول مصطلحات "السامية" و"الحامية" ، وهم يسمونها في التوراة "الحامية" بالخاء المعجمة لانه تم نقل الاسم بالترجمة اليونانية ، واستطيع ان اقول ان التوراة تكلمت عن "اعراب" وسكان امصار (اي مثل اهل الوبر والمضر) وهذا هو المعنى الحرفي الذي راكمت عليه مجلداً كاملاً حول السامية والحامية ، فالتوراة تقصد بالساميين الاعراب وبالحاميين سكان الامصار .

ان دراساتي هذه تتصدى بقوة لكل الافكار الصهيونية خصوصاً الادعاء بالارتباط بابراهيم وسليمان وداوود عليهم السلام ، هم ليس لهم اي ارتباط بهؤلاء الانبياء .

هناك دلائل قوية جداً على ان الديانة اليهودية لم تخرج الى التاريخ قبل ظهور السيد المسيح ، والمشكلة ان الكثيرين يعتقدون انها موجودة قبل السيد المسيح ، وانا هنا اؤكد على نقطة ذات اهمية وهي النظر على ان الديانة التي نزلت على موسى عليه السلام كانت "الاسلام" وانما اقصد هنا الديانة التي اطلق عليها اليهودية والتي اقول انها ظهرت بعد ظهور المسيح عيسى عليه السلام . وقامت على الانتماء لدين يهود اي جماعة صغيرة في آسيا الصغرى قالت انها منشقة عن كنيسة بولس وتعود الى دين يهود فأطلق عليهم لفظ يهود ، لكنهم ليسوا يهوداً دينياً ولا اثنياً ، وعندي باب كامل حول الفروق بين هؤلاء "يهود " واليهود ، وهناك فرق حتى في الزواج والعادات التقاليد .

لقد اكتشفت من خلال قراءاتي للنصوص التوراتية بعيداً عن التراجم ان هناك كثيراً من المصطلحات ضخمت واخرى اختصرت ، مثل كلمة "الصدق" في التوراة والتي تعني في لغتنا العلاقة بين العبد والله الى كلمة "عادل" . في كل التراجم الحديثة لكلمة " الصدق" في التوراة تعني "الاستقامة" ، ولقد وجد المترجمون ان التفسيرات للعبارات الواردة في التوراة لا تتطابق مع معنى اصل الكلمة سواء كلمة الصدق او السلم وغيرها .

نستطيع القول انه لا توجد لغة عبرية بتة على الاطلاق ؟

هذا اذا جاز ان نسميها لغة ، حتى التوراة نفسها لم تسمها اللغة العبرية بل سمتها الكنعانية . لقد قلبوا الحروف العربية الى عبرية ، لا استطيع ان افهم لماذا يقولون "موشيه" بدلاً من "موسى" رغم ان حرف (د) العبري اصله عربي (س) لكنهم قلبوا وضع الحرف بحيث اصبح قائماً بدل ان يكون افقياً ، ولو استعرضت كل حروف اللغة العبرية ستجدها كذلك : (گ) و (ر) ، (ك) و(د) .

كما انهم احتالوا في موضوع الاعجام فمثلاً بدل ان يقال سن قالوا "شن" وبدل غزة قالوا عزة ، رغم ان كلمة غزة موجودة منذ 2500 سنة .

* هذا يقودنا الى السؤال : بأي لغة نزلت التوراة ؟

نزلت باللغة العربية القديمة والتي يسمونها العبرية والتي استطيع ان اقول ان العبرية هي فقط "خط كتابة" او لهجة الاعراب البداة العبريين ، ولا يشوب ذلك اي شائبة وعندي من الادلة مما يقطع ذلك .

* هل هذا يعني ان سكنى اليهود في مناطق العرب انهم تحدثوا بلغة العرب ولم يعرفوا العبرية ؟

طبعاً وكيف حذق زيد بن ثابت العبرية في اقل من نصف شهر (في كتابات الواقدي)؟.. او يستطيع اي واحد ان يتكلم الحروف العبرية في اقل من شهر.

واعود فأقول انها "لهجة" تختلف عن اللغة العربية الحالية في هذا الجانب فقط ، كما تختلف اللهجة التونسية عن المصرية عن الفلسطينية ... الخ ، وهذا يعني انهم لا يتحدثون لغة مختلفة بل لهجة مختلفة .

ان بني اسرائيل لما ذهبوا الى مصر تكلموا المصرية ولم يحتاجوا الى ترجمان ، ان الروايات التي سيقت بأن النبي يوسف عليه السلام تحدث مع اخوته بواسطة ترجمان غير صحيحة على الاطلاق وحتى بعض التراجم نأت بنفسها عن هذا الخطأ ، بل ان ما ورد في التوراة يفيد انه -يوسف- استمع اليهم وحاورهم بدون ترجمان .

* هل هناك شواهد اخرى تؤيد قولك بأن نص التوراة نزل عربياً ...

لدى العشرات والعشرات من الشواهد ، وكتبت في ذلك فصلاً مستقلاً ، وهناك بعض الشواهد من خارج التوراة ، لكن الاقوى من ذلك هو الشواهد من التوراة نفسها ، اما الشواهد الخارجية مثل : ـ

1ـ الترجمة اليونانية للتوراة هي نص عربي بحت ، وقرئت ايضاً بنص عربي

2ـ شواهد من مرحلة حكم "ال الحسموني " والتي يسميها الصهاينة المكابيين ، وقد ذكرت كتبهم واسماءهم وكلها عربية.

3ـ شواهد من كتابات "جوزيفوس" وهو من كبار كتاب اليهود القدامى حيث يقول في احد كتاباته (تاريخ تدمير القدس) "انه قصد ان يترجم لليونانية ما كتبه سابقا بلغة بلده وارسله الى البرابرة البعيدين " ويوضح جوزيفوس ما قصده بـ "البرابرة البعيدين" فقال انه لا يستطيع ان يترك القراء الرومان والاغريق ضحية الاخبار المشوهة في حين ان الفرث والبابليين وابعد الاعراب مع الديابيين (عشيرة عربية) قد عرفوا بشكل صحيح بواسطتي كيف بدأت تلك الحرب" ................. يعني هذا النص ان لغة جوزيفوس هي اللغة التي يقرأها الاعراب وعشيرة الديابيين ، ويوضح جوزيفوس ايضا التناقض بين اليهود والاعراب في سوريا حيث حدث حوار بينهما باللغة العربية.

4ـ شواهد من كتب العهد الجديد، فعيسى عليه السلام صحح لغويا ماورد في التوراة ، وهناك العشرات من الشواهد الاخرى.

5ـ شواهد من القرآن الكريم وما اعقبه من كتابات اسلامية ، فمثلا في القرآن الاية الكريمة "وانه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الامين... بلسان عربي مبين وانه لفي زبر الاولين" فما معنى "زبر الاولين" فهل هذا يعني انها غير عربية ، بل ان الاية التالية توضح الامر بجلاء "اولم يكن لهم اية ان يعلمه بني اسرائيل " ولو كان بنو اسرائيل من غير العرب اذن كيف يفهمون هذه الايات.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل