رسالة مجدو

 

العودة إلى صفحة الرسالة

المعتقل الاداري منير مناصرة

سلسلة من حلقات المعاناة في سجون الاحتلال ومرج الزهور وسجون السلطة والاحتلال من جديد

خاص بالرسالة

"لقد ضاقت عليّ الدنيا وتقطعت بي السبل ، ولكن الحمد لله رب العالمين .. فمنذ 8 سنوات وانا مشرد او معتقل ، ولم اعمل سوى شهور قلائل، حتى اولادي لا يعرفونني جيدا حيث ان ولدي يحيى عندما كان يحضر للزيارة لا يعرفني، وعندما خرجت من السجن في احدى المرات ناديت عليه، فكان يهرب مني ويتوجه الى اعمامه، وعندما خرجت من السجن مرة اخرى كان اخوتي يسألون ابنتي الكبيرة نسيبة (5 سنوات) : اين والدك ؟ فتذهب وتحضر صورتي ، رغم اني اجلس امامها" بهذه الكلمات الممزوجة بالالم والشوق بدأ المعتقل منير فرح مناصرة حديثه ، منير يحيى عمره 92 عاما من بلدة بني نعيم ، قضاء الخليل ، هو ابن لعائلة محافظة متدينة تتكون من 6 ذكور و5 اناث هو اوسطهم ، متزوج وله ثلاثة ابناء : شيماء ونسيبة ويحيى .. ليس له عمل رسمي .. ابعد الى مرج الزهور في العام 92 ضمن عملية الابعاد الشهيرة التي طالت اكثر من 415 من حركتي حماس والجهاد الاسلامي، يعاني من عدة امراض اهمها دسك في الظهر ، قرحة مزمنة ، ويشكو من عدم السمع باذنه اليمنى.

الاعتقالات: في تشرين اول 1988 اعتقل للمرة الاولى لمدة عام بتهمة المشاركة في فعاليات الانتفاضة ، قضاها في معتقلات الفارعة ومجدو والظاهرية وبيتونيا ، وافرج عنه في تشرين اول 1992، تمت ملاحقته من قبل القوات الخاصة حيث كانوا يرصدونه ، وتم نقله الى اقبية التحقيق في سجن الخليل المركزي ، ومكث شهرين تعرض خلالها لاساليب عنيفة وهمجية ، الا انه لا يوجد شيء يقوله ، فمكث شهرين ولم تثبت عليه تهمة ، وافرج عنه في كانون اول 92، كما حدث في المرة الاولى فلم يكد يرى اقاربه واصدقاءه حتى كان خطف الجندي الاسرائيلي نسيم طوليدانو ، وكانت عملية الابعاد الى مرج الزهور فقد قامت قوات الاحتلال باعتقاله ليلة 13/12/92 اي بعد الافراج عنه باربعة ايام ، ونقلته الى معتقل الظاهرية ، ومن ثم الى مرج الزهور مع باقي اخوانه حيث امضى سنة كاملة هناك، وعاد الى بلدته الحبيبة في كانون اول 93، رغم ذلك الا ان مسلسل الاعتقالات لم ينته.. ففي شباط 94 اي بعد الافراج عنه بشهرين اعتقل منير من بيته واقتيد الى التحقيق في سجن الخليل المركزي ، ومن هناك تم تحويله الى تحقيق المسكوبية حيث مكث 4 شهور وتم الحكم عليه 26 شهرا بتهمة ايواء مطلوبين من كتائب القسام ، وقد افرج عنه في 1 كانون ثاني 95 .. وبعد الافراج عنه باسبوع واحد، اي في 8 كانون ثاني تم اقتحام البلدة لاعتقاله ، وقامت قوات الاحتلال بتفتيش الحي الذي يقطن فيه حيث كان في بلدته مركز للشرطة الفلسطينية ، ولحسن حظ منير انه كان موجودا في مركز الشرطة وهم داخله (اثناء الاقتحام ) ومنعوهم من الخروج ، فلم يلحظوه ، وبعد خروج قوات الاحتلال توجه منير الى مدينة جنين وبقي فيها 3 شهور ، ولم يبق الامر متعلقا بالاحتلال ، بل تعداه الى السلطة الفلسطينية ، فقد قام جهاز الامن الوقائي باعتقاله في مدينة جنين ، ومن خلال التحقيق معه كانوا يحققون عن علاقته بالمعتقل حسن سلامة ، كما علم ان قوات الاحتلال تريده لنفس السبب ، وعندما لم يثبت عليه شيء افرج عنه بعد ثمانية شهور، وكان ذلك في كانون ثاني 1996 .. ومرة اخرى حيث لم يهنأ برؤية ابنائه وعائلته حيث بدأ العمل في احد المحاجر في بلدته، وفي آب 1997 حيث كان يعمل في المحجر فوجئ بعدد من قوات الوحدات الخاصة قرب المحجر ، فهرب منهم ، ولاحقوه الا انه افلت من ايديهم وذهب الى مدينة الخليل/منطقة أ/ ، وهناك حضر الامن الوقائي وجهاز المخابرات الفلسطينية لاعتقاله ، لكنه لم يسلم نفسه لهم، واخيرا اعتقل لدى جهاز الـ 17 لمدة 6 شهور ، وعندما افرج عنه في اذار 1998 عاد الى بلدته .. وفي نيسان 98 قامت الوحدات الخاصة بملاحقته مرة اخرى مستخدمين طائرة مروحية ، الا انه تمكن من الهرب متوجها نحو رام الله حيث مكث هناك مدة اشهر..

الاعتقال الاخير: في يوم 4/8/98 بينما كان خارجا من بلدة بيرزيت متوجها الى رام الله فوجئ منير بسيارة فورد ترانزيت فيها وحدات خاصة تغلق الشارع امام السيارة التي كان فيها، يقول منير: وما ان التفت يمينا وشمالا حتى بلغت بالاعتقال الاداري لمدة 6 شهور ، ونقلت الى معتقل مجدو حيث نزلت محكمة الاستئناف ، ولكن تم رفض الاستئناف وعلمت اني معتقل على قضية مساعدة حسن سلامة ، وبعد رفض الاستئناف رفعت قضيتي الى محكمة العدل العليا ، حيث كانت المحكمة في 29/11/98 ، الا انني لم اخرج الى المحكمة ولم ابلغ بشيء حتى هذه الساعة.

الاسير منير مناصرة ليس الوحيد الذي يتعرض للمعاناة من بين ابناء شعبنا، فهناك المئات بل الالاف الذين ذاقوا ويلات الاحتلال ، فبعد ثماني سنوات من العذاب والاعتقال والمطاردة والابعاد ، اما آن لمنير ان يتعرف على اطفاله .. اما آن له ان يعيش حياة آمنة مطمئنة .. اما آن له ان يجلس بين اهله واخوانه واهل بلدته الذين احبهم واحبوه.. نسأل الله ذلك .. مع دعائنا لجميع الاسرى بالفرج القريب.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل