الحملة التعسفية لسكان قرى شمال جنين تبلغ ذروتها في تكرار عمليات الهدم

 

العودة إلى صفحة الرسالة

الاهالي يخشون ان تصادر اراضيهم وتضم قراهم للاراضي المحتلة منذ 48 في الاتفاقيات القادمة

جنين - مكتب بدر للخدمات الصحفية

هدمت قوات من الجيش الاسرائيلي خلال الاسبوع الماضي منزلاً يعود للمواطن فضل العمري ، وذلك في قرية عرابة على بعد اربعة كيلو مترات شمالي جنين بمحاذاة ما يسمى بالخط الاخضر وتذرعت قوات الاحتلال ان هذا المنزل من دون ترخيص ، وسبب هذا الهدم خسارة مادية للمواطن العمري زادت عن عشرة آلاف دينار وحرمته وافراد عائلته من السكن في بيتهم الذي كانوا ينتظروا رؤيته قائماً بفارغ الصبر ، وتأتي عملية الهدم هذه الثانية خلال اقل من شهرين في نفس القرية ، اذ كانت جرافات الجيش الاسرائيلي هدمت قبل حوالي شهرين وبنفس الحجة منزلاً آخر مكوناً من طابقين يعود للمواطن منير العمري ، وقدرت تكاليف بنائه بعشرين الف دينار حيث كان هذا المنزل من المقرر ان يأوي اربعة اخوة مع افراد عائلاتهم والذين توقف زفاف بعضهم بانتظار ان يبنى هذا البيت ، ومن المعروف ان قرية عرابة وبعض القرى الحدودية كان نصيبها من التصنيف حسب الاتفاقيات الاخيرة (ج) والتي يمنع فيها المواطنون من البناء خارج حدود مسطح القرية ، وغالباً ما تمنع السلطات العسكرية الاسرائيلية الاهالي من الحصول على تراخيص للبناء وتهدم منازل كل من يخالف هذه القوانين الجائرة .

ويعاني اهالي القرى الحدودية من المضايقات المستمرة والمقصودة كما يبدو ، حيث لوحظ ازدياد في سياسة التضييق هذه لا سيما بعد اتفاقية "واي بلانتيشن" ، وذكر الاهالي ان السلطات العسكرية الاسرائيلية تعترض الاهالي والمزارعين في المنطقة وتمنعهم من استصلاح الاراضي وشق الطرق الزراعية فيها مما يسبب صعوبة كبيرة لدى المزارعين في الوصول الى مزارعهم حيث منع المزارعون في هذه القرى في الآونة الاخيرة من تعبيد هذه الطرق او تمهيدها خاصة في اراضي قرى عرابة والجلمة ودير غزالة وعربونة وبيت قاد وعابة .

ويذكر ان طريقاً التفافياً بُدئ العمل به والتخطيط له يمر من اراضي هذه القرى ليصل الى المستوطنات التي تقع داخل الخط الاخضر بالمستوطنات الشرقية المحيطة بمدينة جنين ، وتقدر الاراضي التي ستصادر ويبتلعها هذا الطريق بالاف الدونمات .

اهالي تلك القرى عبروا عن مخاوفهم من ان تكون سلطات الاحتلال الاسرائيلي تخطط لضمهم الى المناطق المحتلة منذ عام 48 ويقول اهالي هذه القرى ان السلطات الاسرائيلية كانت تشعرهم عند احتجاجهم على بعض المصادرات او عدم السماح لهم بأي تغير في معالم المنطقة ، بأنهم سيكونون قريباً تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة ولن يحلموا يوماً من الايام بأن تسلم اراضيهم للسلطة الفلسطينية حتى بعد الاتفاقيات النهائية لان قراهم تشكل حزاماً امنياً واقياً لاسرائيل ، ويذكر ان معظم الاهالي في تلك القرى يمتازون بالعمل بالزراعة والطبيعة الغالبة للقرى في تلك المنطقة انها صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها مجتمعة العشرة آلاف مواطن وتتصل هذه القرى مباشرة بالكيبوتسات الاسرائيلية الزراعية التي يعتمد عليها المزارعون الاسرائيليون كثيراً اذ انها من اوسع المروج الزراعية الخصبة ، وتمتد هذه الاراضي لتشمل مئات الآلاف من الدونمات فيما يعرف بمرج ابن عامر الذي استولى عليه الجيش الاسرائيلي عام 48 وطرد اصحابه منه وصودرت اراضيهم ، ويمتد مرج ابن عامر من جنين جنوباً والاغوار شرقاً والناصرة وجبال الخليل شمالاً وحيفا والساحل غرباً .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل