لافتــــــــــــــات

محسن الافرنجي

العودة إلى صفحة الرسالة

اما البناء او الفناء ...!

بدأ العد التنازلي لتاريخ قد يشهد تحولاً جذرياً في مسيرة صراعنا المرير والممتد مع الكيان الصهيوني الغاصب او ربما يبقى "لعبة" بأيدي السياسيين يتقاذفونها وقتما وكيفما شاءوا ...
فمع اقتراب الرابع من ايار الذي نأمل من قيادتنا الفلسطينية ان تحترم قدسيته والاّ تطالها عدوى التسويف والمماطلة والا تجعله رهينة لوعود وضمانات امريكية او اوروبية لا تسمن ولا تغني من جوع ويقتضي الحال منا ان نعد العدة بشكل جدي وواقعي وليس على شكل خطابات رنانة وبيانات رنانة وورش عمل "ورقية" ، فالخطب جسيم والخطر داهم وايماننا بحقنا اقوى وابقى .

ان حرص قيادتنا على كسب ود الرأي العام العالمي بخصوص اعلان الدولة ، وهو امر لا نقلل من شأنه، يجب الا يلغي الاهتمام بالرأي العام المحلي الذي يعتبر القاعدة الرصينة للانطلاق نحو كافة اهدافنا الوطنية متناسين ان المواطن الفلسطيني هو وقود المعركة الذي لا ينفد .

وفي المقابل يجب الا نترك السلطة وحدها تقاتل وسط هذا الزحام رغم خلافاتنا السياسية معها ، فجسامة الامر يجب ان تدفع الجميع قوى مؤيدة ومعارضة وسلطة ومواطنين ومهنيين واعلاميين الى تقديم مبادرات خلاقة وتضحيات بناءة من اجل المساهمة الواعية والفاعلة في بناء صرحنا الوطني اذا ما اعيدت جسور الثقة الفلسطينية الداخلية خاصة من جانب السلطة .

ان جوهر فهمنا للاعلان ينبغي ان يرتكز على احداث تغيير حقيقي في مسار العملية السلمية التي اشبعتها اسرائيل انتهاكاً واختراقاً ، وفي نهج السلطة الفلسطينية التي تركت لاسرائيل فرصة فرض املاءاتها وشروطها المجحفة مما كان له بالغ الاثر على طبيعة علاقتها بالاحزاب والقوى والفعاليات الشعبية وحتى بجموع المواطنين حيث رددت شخصيات مسؤولة ولمرات عديدة ان السلطة غير معنية الآن باقامة مجتمع مدني وفق اسسه المتعارف عليها ... وارجو ان تكون الفرصة القادمةمواتية للتغيير نحو الافضل .

ان المجتمع الدولي وكافة الهيئات العالمية لن تنتبه الى هذا التاريخ وتمنحه الشرعية والقدسية ونحن لازلنا نتأرجح بين الاعلان والتأجيل وتمضي بنا الايام كلمى مسرعة وسياسيونا لا يتوقفون عن اطلاق تصريحاتهم المتضاربة وعن تلاعبهم باعصاب الجماهير التي باتت لا تدري احقيقة ما سيحدث ام خيالاً خاصة انها لا تلحظ اي اجراء او خطوة عملية استعدادية من السلطة .

ولان المسؤولية موزعة علينا جميعاً وبصورة نسبية ارى من الضروري المباشرة بارساء قواعد العمل البناء الجماعي وفق ضوابط واسس تترجم شعاراتنا وخطاباتنا وتجسر الهوة بيننا جميعاً ، ويمكن تلخيصها في : ـ

ـ وقف كافة الاجراءات التي من شأنها توتير الاجواء الداخلية خاصة الاعتقالات وضرورة اغلاق ملف الاعتقال السياسي الى غير رجعة والغاء محكمة امن الدولة مع اعادة النظر في كافة الاحكام الصادرة عنها .

ـالابتعاد عن سياسات التخوين والتكفير والتركيز على تجميع الصف الوطني وتكثيف اللقاءات المشتركة وابداء الاهتمام الرسمي بمواقف واتجاهات الشارع الفلسطيني بقواه وفعالياته ومواطنيه .

ـ التزام المعارضة بعدم احراج السلطة في مناطقها او فتح جبهات جانبية تستنزف طاقات الجميع وضرورة ابراز المعارضة لدورها الميداني العملي وتحمل مسؤولياتها .

ـ اطلاق الحريات العامة والشخصية وخاصة حرية الصحافة والاعلام وتوجيه الاصابع والحناجر والعيون صوب عدو واحد .

ـالقتال جنباً الى جنب اذا تطلب الامر ومساهمة السلطة في تسليح المعارضة اذا نفذ الاحتلال تهديداته الواهنة ثم الاتفاق على اسس تفاوضية ثابتة وملزمة للسلطة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية .

الامر جد خطير واذا كانت السياسة هي "فن الممكن" ربما تكون فرصة الرابع من ايار هي الطريق الى اعادة البناء والتصحيح وبداية البداية السليمة نحو تحقيق آمالنا الوطنية، ولتكن ثقتنا بالله اولاً وبحقنا في ارضنا كلها هي المحرك لنا والدافع وليست المواقف الدولية التي اضاعت ديارنا ولا اعتراف اكثر من خمسين دولة عام 1998 ، ولن نخسر سوى القيد ، وكما يقول صاحب اللافتات :ـ

بلغ السيل الزبى

ها نحن والموتى سواء .. فاحذروا يا خلفاء

لا يخاف الميت الموت

ولا يخشى البلايا

قد زرعتم جمرات اليأس فينا

فاحصدوا نار الفناء!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل