الحرمان من الهويات الزرقاء يصل حداً لا سابق له

 

العودة إلى صفحة الرسالة

الحكومة الاسرائيلية تواصل تضييق الخناق على المقدسيين لمغادرة مدينتهم

خاص

في الوقت الذي يتواصل فيه الجدل داخل اروقة السلطة الفلسطينية حول اعلان الدولة، تعكف الحكومة الاسرائيلية على اتمام مخططاتها التهويدية بتجذير الطابع الصهيوني في المدينة ، وفي حديث مع التلفزة الاسرائيلية اكد وزير الاسكان الاسرائيلي الحاخام مئير بورش ان وزارته بصدد وضع مخطط لاستكمال محاصرة الاحياء العربية في القدس من الجهة الشرقية عبر اقامة مزيد من الاحياء الاستيطانية على اراض عربية مصادرة ، واضاف بورش "ان رئيس الوزراء قد منح موافقته على تحويل 20 مليون شيكل لتمويل مشاريع الاستيطان" ، مؤكداً في الوقت ذاته على حق الدولة العبرية في ارساء حقائق على الارض تدعم بقاء هذه المدينة "موحدة كعاصمة ابدية لدولة اسرائيل" ، من ناحية ثانية اشارت الصحف الاسرائيلية الى التواطؤ الواضح من قبل محكمة العدل العليا الاسرائيلية والجهاز القضائي الاسرائيلي في تسهيل مهمة الحكومة ، حيث ان هذه المحكمة تقبل بدون تحفظ مبررات الحكومة الاسرائيلية لمصادرة الارض الفلسطينية . واشارت مصادر فلسطينية ان الاراضي المستهدفة هي ارض واسعة وفسيحة وخارج حدود بلدية القدس الامر الذي يجعلها مناسبة لاقامة احياء استيطانية كبيرة .

من ناحية اخرى اكدت صحيفة "هآرتس" ان عدد المستوطنين اليهود الذين يقطنون الآن في الاحياء العربية من القدس يصل الى 185 الف مستوطن وهو يفوق عددهم في جميع مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة .

يذكر ان المستوطنين الذين يمنحون كل هذه التسهيلات للاستقرار في القدس معروفون بتوجهاتهم المتطرفة واثاراتهم للشغب وايمانهم العقائدي باستخدام العنف كأساس للتعامل مع الفلسطينيين ، بل ان عدداً من قادتهم كانوا ينتمون الى التنظيم الارهابي اليهودي الذي اشرف على تنفيذ عدد من العمليات الارهابية التي اسفرت عن مقتل وجرح العديد من الفلسطينيين اوائل الثمانينيات ومن بين جرائمهم محاولة اغتيال عدد من رؤساء البلديات في الضفة الغربية .

** سحب الهويات الزرقاء

وقد ترافق اعداد المخططات الاستيطانية في القدس بحملة منهجية تقوم بها وزارة الداخلية الاسرائيلية لحرمانهم حق الاقامة في المدينة ، وعلى الرغم من الضائقة السكنية الخانقة التي يعيشها المقدسيون فإن البلدية ووزارة الداخلية ترفضان اعتماد خرائط تطويرية لاقامة احياء سكنية للعرب في القدس ، الامر الذي يجبر الفلسطينيين على الانتقال للسكن في ضواحي المدينة ، وعند ذلك تقوم وزارة الداخلية تلقائياً بحرمانهم من الهوية الزرقاء وحرمانهم ، بالتالي، من كل الحقوق التي يتمتع بها حاملوها مثل مخصصات التأمين الوطني ومخصصات الاولاد ... الى ذلك فإن البلدية وضمن سياسة متعمدة لا تقوم بأي خطوة في مجال تطوير الاحياء العربية ، فعلى الرغم من احتلال اسرائيل للمدينة منذ 30 عاماً الا ان البلدية لم تقم حتى الآن شبكة طرق خاصة بهذه الاحياء ، ولا يوجد حتى مركز تجاري ، الى جانب الضرائب الباهظة المفروضة على السكان والتي لا تتناسب مع معدلات الدخل التي يحصلون عليها .

** دوافع انتخابية

الواضح جداً ان وزراء حكومة الدولة العبرية يتنافسون فيما بينهم حول من يساهم اكثر في تهويد المدينة المقدسة ، وقد جعلت جميع الوزارات لها اقساماً خاصة تعني بتكثيف انشطتها في المدينة ، وحيث ان هؤلاء الوزراء يتبعون احزاب سياسية فإنهم يتخذون موضوع القدس حجة لكسب التأييد السياسي الجماهيري عبر تبني مواقف متشددة وذلك من اجل ان تؤدي مثل هذه المواقف الى مضاعفة التأييد لها في الانتخابات المقبلة ، ولعل وزراء "شاس" ، وزير الداخلية ايلي سويسا ، ووزير الشؤون الاجتماعية ايلي يشاي هم اكثر الوزراء عملاً في مجال التهويد ، وينفرد سويسا الذي كان مسؤول التنظيم والبناء في وزارة الداخلية قبل ان يتم انتخابه عضو كنيست وبالتالي وزيراً للداخلية ، الى غير ذلك بملف التهويد في القدس فإن "شاس" مثل سائر الحركات الدينية الاخرى معنية باستخدام الرموز الدينية التي يمنحها استخدام القدس لكسب دعم الجماهير .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل