بالمختصر المفيد

 

العودة إلى صفحة الرسالة

ارحمونا ...

لماذا تصر صحفنا اليومية على ان "تمتعنا" كل يوم "بوجبة نظر" الى المحرمات عمدا وقصدا مع سابق الاصرار ، ولماذا تزدان الصفحات الاخيرة -يوميا- بالصور العارية والظهور العارية والبطون والسيقان العارية .. هل هي ثقافة مفروض ان نتجرعها كي نتخلص من عبء الصفحات الاولى التي لا تحمل لنا بصيص امل في الخروج من ورطتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لماذا تنفرد نعومي كامبل (عارضة اللحم الرخيص ) في معظم الايام بالظهور بالالوان والمساحة الكبيرة على صفحاتنا الغراء ؟.. ثم كلوديا شيفر وملكات الجمال (العاريات) .. ثم الساقطات اللواتي لم يحملن في يوم من الايام هما لقضية او وطن او مجرد فكر، بل الهم كله: عرض اللحم والجسد الرخيص للعيون الجائعة النهمة كي تحشو جيوبهن بالمال ...نجوى كرم احتلت على مدى ايام متواصلة الصفحة الاخيرة في صحفنا اليومية .. اما الراقصات ونجوم "هوليود" و"كان" فاصبحت لهم مساحة ثابتة اجباريا على شعب يعاني من البطالة والقهر.

ان السماح بمثل هذه الثقافة الاجبارية تعني دفع الجيل الفلسطيني نحو التمثل والاقتداء بهذه النماذج الرديئة الساقطة .. ولا تعني سوى نشر الفاحشة والاباحية والمنكرات ، وهذه ضد عقيدتنا وتقاليدنا واعرافنا ، ولا ادري لماذا تصمت وزارتا الاعلام والاوقاف وحتى نقابة الصحفيين عن مثل هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد ضابط القيم والاخلاق لهذا المجتمع.

احد المسئولين في احد الصحف قال لي في لقاء جمعني واياه ان مثل هذه الصور تزيد من انتشار الصحيفة !! ولا ادري اذا كان وضع صور تمثل تاريخ وقرى ومدن فلسطين (التي ضاعت) يمكن ان تروج اكثر ام لا؟ ام ان صور الشهداء والمناضلين الذين قضوا نحبهم وعمرهم في الدفاع عن شرف القضية لا يستحقون ان نضعهم مكان كامبل وشيفر وبروك شيلدز وغيرهن من حثالات البشر.

اين هؤلاء من القسام وعبد القادر الحسيني وابو جهاد وابو اياد ويحيى عياش وعماد عقل ومحمود القاسم .. اين هؤلاء من القرى الفلسطينية التي كاد الكثير من هؤلاء "المترفين" ان ينسوها في غمرة اللحوم والعروض والاضواء الفاقعة.

لماذا لا نجعل صفحتنا الاخيرة تذكارا لكل مواطن يشحن بها عاطفته وعقله بالتاريخ والوطن.. وان كان لها ان ترفه وتخفف عن المواطن فليس عن طريق اغراقه باخبار الساقطين والساقطات الذين لا يمتون لديننا او ثقافتنا او لغتنا بشيء البتة.

انني اهيب باخواني رؤساء الصحف اليومية ان يتقوا الله فينا وان يرحمونا من هذه "الوجبة ذات العيار الثقيل" ولقد مللنا وسئمنا من هذا المسلسل الاجباري ، فيا ليتكم تفكروا جيدا .. فكروا في هذا الجيل المهدد ، وفكروا في هذا الشعب المضيع ، ساعدوه كي ينهض على قدميه ، ولا تحطموه بهذه الثقافة التافهة.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل