المخابرات الإسرائيلية ترصد أوضاع الزعماء العرب الصحية

 

العودة إلى صفحة الرسالة


من اجل المقدرة على التنبؤ باستقرار المنطقة العربية

المخابرات الاسرائيلية ترصد اوضاع الزعماء العرب الصحية

صالح النعامي

تكاد المؤسسة الاستخبارية الاسرائيلية تخرج عن طورها اذا ما حدث طاريء في المحيط العربي ولم يسبق لها ان تنبأت به ، ولذا فان اجهزة اسرائىل الاستخبارية سواء كانت الموساد او الشاباك او الاستخبارات العسكرية تقف دوما على بلورة التقييمات للاوضاع في العالم العربي وتقدمها للمستوى السياسي ممثلا في الحكومة لكي يتسنى لها اتخاذ القرارات وفق مصالح اسرائيل كما تعكسها هذه التقنيات .. ومن بين الامور التي توليها الاجهزة الاستخبارية العناية الفائقة في البحث والمتابعة : الاوضاع الصحية لزعماء الدول العربية اذ انه حسب واضعي الاستراتيجية الامنية الاسرائلية حياة الزعماء العرب او موتهم تلعب دورا حاسما في تحديد مستقبل استقرار المنطقة ، وهذا ما يجد تأثيره على الامن الاسرائيليي ،ذلك لسببين جوهريين كما يقول اليكس فيشمان المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرنوت" اتن الزعماء العرب ونظرا لغياب الديموقراطية يبقون سنوات طويلة في الحكم ولذا فانهم ينزاحون عن الحكم اما بوفاة الحاكم فجأة او بسبب انقلاب عسكري ، ومن هنا فان الحاكم العربي عادة يترك بصماته الخاصة على طابع الدولة ، ناهيك عن انه سيحرص على اقليمية استراتيجية بلاده لتتوافق مع متطلبات بقائه في الحكم ، وخلا هذه الفترة تستطيع اسرائيل جمع المعلومات الكافية حول هذا النظام وتحليلها بما يشكل صورة واضحة عن النظام تسمح ببلورة طريقة للتعامل معه اسرائيليا .

ايضا وبسبب غياب الديموقراطية فان آليات انتقال الحكم في العالم العربي بعد زوال حاكم ما غير واضحة ويصعب التنبؤ بها ، لذا فان اسرائىل تجد صعوبة في تحديد هوية الوريث الذي سيتولى الحكم بعد زوال هذا الحاكم او ذاك .

من هنا فان اجهزة اسرائيل الاستخبارية قد وضعت آلية لرصد الاوضاع الصحية لزعماء العرب حتى يتم التنبؤ بالوقت الذي يغيبون فيه عن الساحة .

*** ملف صحي لكل زعيم

ان كانت الاجهزة الاستخبارية جميعها تشترك في تقصي الاوضاع الصحية للزعماء العرب فان جهاز الاستخبارات العسكرية بالتحديد يأخذ على عاتقه هذه المهمة بتوسع واستفاضة ، وكما يوضح فيشمان فان قسم الابحاث التابع للاستخبارات العسكرية يتولى اعداد ما يسمونه " الملف الصحي " وحسب الصحافي الاسرائىلي فان جميع زعماء الدول العربية لهم ملفات صحية في اروقة قسم الابحاث التابع للاستخبارات العسكرية ، وتتم عملية جمع المعلومات حول الاوضاع الصحية للزعماء العرب اما عن طريق زرع عملاء قريبين من دائرة صنع القرار ، او من خلال الطواقم الطبية الاجنبية التي يستعين بها الزعماء للعلاج سرا ، كما يملك قسم الابحاث طاقما من كبار الاطباء الاسرائيليين في تخصصات مختلفة بغرض ابداء تقييمات طبية حول الزعماء العرب من خلال مظهرهم الخارجي .

الامر لا يقف عند هذا الحد بل ان هناك فريقا من امهر علماء النفس الاسرائيليين تستعملهم الاستخبارات العسكرية من اجل وضع تصورات حول اوضاع الزعماء النفسية .

رؤساء الانظمة العربية ليس وحدهم الذين يحظون بالمتابعة الصحية في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ، بل انهم في الدولة العبرية يتابعون الاوضاع الصحية حتى لرؤساء الاجهزة الامنية في العالم لما لهم من ثقل سياسي وامني واثر في الاستقرار .

هناك اربعة دول عربية يحظى زعماؤها بعناية فائقة حسب "اليكس فيشمان" وهي سوريا والسعودية والعراق ومصر ، يؤكد المراقبون في اسرائيل ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية كانت قد ادعت وقبل اثني عشر عاما ان حافظ الاسد رئيس سوريا يعاني من امراض خطيرة وخصوصا في القلب والشرايين ، ويدعون ايضا ان الاسد لا يتحرك من مكان الى اخر الا في وجود طبيب ولا ينصحوه ببذل جهد جسدي اطلاقا ، وبالنسبة للعراق فان الموساد والاستخبارات العسكرية يؤكدون ان الرئىس صدام حسين مصاب بمرض السرطان وانه يستعين بطاقم اطباء اوروبي لعلاجه من المرض ، وفي السعودية التي لم يعد مرض عاهلها سرا ، وبالرغم من انه لم يكن هناك توتر بين اسرائىل والسعودية فان الاستخبارات العسكرية الاسرائىلية تولي اهتماما بالغا لرصد معلومات عن الاسرة المالكة في السعودية وذلك بحكم المصالح الاستراتيجية التي يعول عليها الغرب في السعودية والخليج بشكل عام ، وفيما يتعلق بمصر فان التقديرات الاسرائيلية تؤكد انه يتمتع بصحة جيدة ، لكن حسب - المخابرات الاسرائيلية - فان التقدم في العمر سيعكس تأثيره على مبارك ايضا .

*** الورثة

وفي غمرة الاستغراق في البحث عن معلومات حول الزعماء العرب المرضى فان المخابرات الاسرائيلية تبلور تصورات حول الورثة المحتملين لهؤلاء الحكام ، ففي سوريا يرى الاسرائيليون ان الرئيس حافظ الاسد قد عزم على حصر وراثته في ابنه بشار الذي يتولى حاليا ملف لبنان ، ويؤكدون انه يحظى بدعم الجيش نظرا للعلاقة الخاصة التي تربطه برئيس هيئة الاركان والرجل القوي "علي اصلان" ، لكنهم في اسرائيل لا يفوتهم ان يؤكدوا انه قد لا يكون خيار الاسد موفقا وقد لا يسفر بشار عن قدرات قيادية خصوصا انه مطالب ان يحكم بلدا ذا تركيبة طائفية وسياسية متعددة وتتهدده مخاطر حقيقية ، اما في مصر فان الاستخبارات العسكرية تعتقد ان الرئيس مبارك قد عزم على استخلاف وزير دفاعه محمد سعيد طنطاوي .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل