الولجة : مسجد ومواطنون صامدون .. ومستقبل غامض

 

العودة إلى صفحة الرسالة

الولجة-الرسالة

لم تفاجيء حملة بلدية القدس الاسرائيلية لهدم اكثر من 42 منزلا سكان القرية التي احتلت مرتين (1948-1967) ولكنهم ، وهم الذين عانوا من اعمال الهدم لمنازلهم في السابق وللبطش والتنكيل من سلطات الاحتلال ، لم يتوقعوا ان تصل هذه السياسة لنية هدم مسجد النور وهو مسجد تحت الانشاء اقامه السكان في القرية المحاذية لخط الهدنة بين العرب واسرائيل عام 1948 والذي بلع جزءا كبيرا من اراضي القرية وقتذاك ، يقول مصطفى ابو التين رئيس المجلس القروي في القرية "في العام 1948 احتلت اسرائيل جزءا من القرية واكملت الاحتلال عام 1967 ، وضمت القرية ، الى حدود بلدية القدس ، وفي حين كانت اراضي القرية عام 1948 تصل الى 76 الف دونم اصبحت الان 51 الفا فقط ، يمنعونا من البناء فيها".

ويضيف ابو التين ، الذي كانت سلطات الاحتلال قد هدمت منزله ثم اعاد بناءه "لقد تم تغيير خط الهدنة اكثر من مرة كان اخرها عام 198 ، وذلك في تصرف فاضح وخطير ، ومن الاساليب التي استخدمتها سلطات الاحتلال للسيطرة على الارض ادعاء ان بعض الاراضي هي اراضي دولة ، وقد وجهت كتبا لاصحاب الارض تطلب منهم غرامة بدل استعمال اراضي الدولة".

**هدم منازل

تقع القرية جنوب غرب مدينة القدس ، ويحدها من الشرق بيت جالا ومنطقة صليب التي اقيمت عليها مستوطنة جيلو، ومن الغرب قرية بتير ومن الجنوب الخضر وحوسان ، ومن الشمال مجموعة المستوطنات الصهيونية التي اقيمت بعد عام 1948 مثل (كريات هيوفيل وعمينداف) والقرى الزراعية الاسرائيلية (اورة) المتاخمة للخط الاخضر ، وهي مقامة على اراضي قرية الولجة القديمة التي دمرت عام 1948.

ونتيجة لتلك الحرب (1948) نزح السكان من القرية القديمة الى اراضيهم الواقعة خارج خط وقف اطلاق النار ، حيث تكونت القرية الجديدة ومن ضمنها حي عين الجويزة المتاخم للخط الاخضر ، وفي عام 1967 ، ومثل باقي اراضي الضفة الغربية وقعت القرية تحت الاحتلال ، وعومل السكان مثل باقي سكان الضفة من حيث الهويات ورخص البناء وخلاف ذلك.

وتقع البيوت المهددة بالهدم ومن ضمنها مسجد النور في حي عين الجويزة ، وفي عام 1985 ، فوجيء سكان الحي بتلقي اخطارات لوقف بناء ودعاوى محاكم من بلدية القدس الاسرائيلية بحجة عدم الترخيص ، وبدعوى ان المسجد يقع ضمن حدود القدس الكبرى ، حيث تم ضمه لتلك البلدية عام 1967 ، مع العلم ان بعض السكان ، كانوا حصلوا على تراخيص بناء من دوائر التنظيم الاحتلالية في بيت لحم في ذلك الحين.

ونتيجة للاجراءات الجديدة ، امتنعت دوائر التنظيم عن اصدار تصاريح بناء في الحي مما اضطر السكان لمحاولة طلب رخص بناء من بلدية القدس ، من خلال الاجراءات القانونية في المحاكم الاسرائيلية الحصول على تراخيص بناء لحفظ المنازل القائمة وبناء منازل جديدة ، وقوبلت هذه الطلبات بالرفض للاسباب والحجج الاحتلالية التالية : ان المنطقة خضراء يمنع البناء فيها على الرغم من وجود مخططات اسرائيلية للبناء في اراضي الحي ، ولان السكان يحملون بطاقات الضفة الغربية ، ولا يخضعون للقوانين الاسرائيلية (يخضعون للقوانين الاسرائيلية بالمصادرة وفرض الضرائب..!).

والسبب الرئيس للهدم ومنع البناء هو ان الاحتلال يريد الارض بدون السكان ، وتم خلال السنوات الماضية هدم العديد من المنازل ، منها منازل تعود للمواطنين ، حسين محمد الاطرش ومحمد محمود شحادة ومحمد طالب منصور ووليد رباح وابراهيم الاطرش.

**مسجد النور

والان تعود الهجمة بشكل مكثف وتستهدف بالاضافة لـ 24 منزلا مسجد النور. يقول مصطفى ابو التين رئيس المجلس القروي " سنستمر في بناء المسجد ، رغم قرار الهدم ، منذ عام 1948 ونحن مستهدفون وليس لنا مكان نذهب اليه الا ان نبقى في ارضنا" ، واعرب خالد العزة ، رئيس لجنة الدفاع عن الاراضي في بيت لحم عن دعم اللجنة والجماهير سكان القرية ،ونظمت لجنته عدة اعتصامات وزيارات تضامنية للقرية لهذه الغاية" ، ويقول العزة " ان المسألة تتعلق بحدود بلدية القدس التوسعية ، فلذلك تضع البلدية مخططات تعديلية لسرقة المزيد من الاراضي ، وتقوم باغلاق الطرق المؤدية للقرية لترسيخ واقع الضم".

ولا يفصل العزة الهجمة على الولجة ، عن الهجمات الاخرى على مناطق اخرى مثل حي بيرعونة ، حيث تم ضم 320.3 دونما منه الى بلدية القدس ، وهو يشكل 20% من مساحة مدينة بيت جالا ، وتمارس البلدية ضغطا شديدا على السكان لدفع "الارنونا" والضرائب الاخرى لترسيخ واقع الضم.

ويرى العزة ان الهدف ، بالاضافة الى توسيع حدود بلدية القدس، هو خنق بيت لحم اقتصاديا ومصادرة الاراضي الزراعية وفرض امر واقع ، سياسي ، من خلال مصادرة اكبر مساحة من الارض للتفاوض على ما تبقى من الاراضي.

**الولجة والسلام

وكان سكان حي الجويزة وجهوا قبل سنوات قليلة كتابا لوزير الحكم المحلي شرحوا فيه معاناتهم وطرحوا في ختامهم التساؤلات التالية : ما مصير المنازل المهددة بالهدم؟ كيف تستطيع السلطة تقوية دفاعنا عن المنازل؟ اين يقع الحي من اتفاقية السلام؟ لمن نتوجه للحصول على الخدمات الاساسية من رخص بناء ، طريق للحي ، مدرسة ، عيادة صحية ...؟

وجاء الكتاب "على فرض ان اراضي الحي تخضع للتسوية النهائية ونظرا لبعد المدة التفاوضية ، فما هو اقتراحكم للحفاظ على بيوتنا في ارضنا؟

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل