لافتــــــــــــــات

محسن الافرنجي

العودة إلى صفحة الرسالة

الاصلاح او الدمار...!

كلما اشتدت المحن وتعالت الشدائد ازدادت الحاجة الى الحكمة والشجاعة ومن قبلها العدالة حتى تبدأ الامور في العودة الى مجراها الطبيعي ومن اجل نزع فتيل اي مواجهة كانت لأننا جميعا خاسرون والرابح الوحيد آنذاك هو العدو الذي يتربص بنا الدوائر.

الاحداث التي اندلعت في رفح مؤخرا والصدامات العنيفة بين المواطنين وقوات الامن الفلسطيني في اعقاب قرار المحكمة باعدام رائد العطار ادمى قلوبنا جميعا، ولا اظن ان احدا كان يدفع باتجاه وصول الامور الى حافة الهاوية والانهيار كما صور البعض الاحداث واعتبر رفض الشارع لقرار جاء مخالفا لكل ما دار في جلسات المحكمة العلنية بمثابة "بروفات انقلابية" .

رغم مرارة الاحداث الاخيرة الا ان اشياء ايجابية ظهرت يجب عدم هدر قيمتها واولها هو الموقف المشرّف لحركة فتح على صعيده الرسمي والشعبي فقد ضمت صوتها الى المطالبين بالغاء الحكم وباعادة النظر في قرار المحكمة وبمحاكمة المتهمين بقتل الشابين على ايدي قوات الامن الفلسطيني كما جاء في بيانها ومارست "فتح" دورا اصلاحيا يستحق الاشادة.

والامر الاخر في هذا المجال هو ضرورة ان يتحمل احدنا الاخر عندما يضيق الخناق به ويفقد زمام امره وهو ما حدث مع الشرطة الفلسطينية في اليوم الثاني من الاحداث ، حيث تدخلت لتفريق المحتجين دون رصاص ودون التسبب بقتل المواطنين كما حدث في البداية وهو الامر الذي كانت المعارضة الفلسطينية قد اثبتت جدواه منذ دخول السلطة من اجل الحفاظ على المسيرة الوطنية ونبذ الفتن والخلافات.

فكل من توفرت له نية المحافظة على الصف الوطني يكون مرغما على تحمل تبعات ذلك ليس ضعفا وانما حرصا وشجاعة وهو درس يجب ان يتكرر دائما حتى نستطيع وقف كل الجهود الشيطانية المبذولة بعناية لضرب وحدتنا وقوتنا ..

ولا اعتقد ان احداً من ابناء شعبنا يرغب برؤية سلطته ضعيفة مهانة لان ذلك سينعكس علينا ولكن هذا الحال يقتضي الشروع الفوري في اجراء اصلاحات شاملة على كافة الاصعدة لان البديل الآخر الذي ينتظرنا في حال فشلنا هو الدمار و الهلاك للجميع دون تمييز حتى وان تسنى للبعض ان يحصد الانجازات ليهرب بها ...

درس آخر حاول البعض ان يتناساه ولكن يجب ان يبقى ماثلاً وهو ان غضب الجماهير لم يكن وفق اوامر تنظيمية وليس موجهاً من فصيل او قوى سياسية لان الشعور بالظلم لا ينتظر اوامر او قرارات ولذا يجب احترام عقلية الجماهير ومشاعرها ومنحها الحرية في التعبير دون اللجوء الى القوى من الجانبين .

المخاطر المحدقة بنا تقتضي منا التكاتف والتعاضد ، ولا يمكن لحالة كهذه ان تنشأ وتترسخ دون اقرار لمعاني الحق والخير والفضيلة ودون محاربة للفساد ومحاكمة المفسدين بغض النظر عن اي اعتبارات اخرى لان ذلك يعزز جسور الثقة بين السلطة والشعب والقوى السياسية ويدفع الجميع الى دعم ومساندة قراراتها وخاصة اننا على ابواب مرحلة سياسية ذات تحول خطير وانعكاسات لا يعلم مداها الا الله ..

ايها المسؤولون .. يا سيادة الرئيس .. لا تتوان عن احقاق الحق ونصرة المظلومين وسؤال الرعية عن شكواهم واوضاعهم الحقيقية وليست كما تنقل لك منقوصة غير واضحة وغير دقيقة ..وانها لأمانة فلنتعاون جميعاً في ادائها بصدق واخلاص حتى لا يعمنا العذاب والهلاك لانه اما اصلاح او دمار :ـ

متطرفون بكل حال

اما الخلود او الزوال

اما نحوم على العلا او ننحني تحت النعال!

في حقدنا :ـ

أَرَجُ النسائم ... جيفةٌ

وبحبنا :ـ

روث البهائم ..برتقال!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل