الرسالة(55)
الى الحجاج
اخواني الاحباب
السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
ارجو الا تضيقوا بي ذرعا وانا
اودعكم ، وكم انا مشتاق لصحبتكم ، ولكن معذرة ايها
الاحباب ، فلا يسمح لي يهود بالسفر اذ ما زالوا
يجثمون على صدورنا ، ويقفون خلف ابوابنا ، يوصدونها
علينا ، يختمون لنا جوازات سفرنا ، يفسدون الهواء
الذي يمر علينا ، يزرعون في مباسمنا القبور ،
ويجزون ضفائر امهاتنا ، ليفتلوا منها حبال المشانق
التي يعلقون عليها رؤوس امالنا واحلامنا وكرامتنا .
كم انا مشتاق لصحبتكم ، ولكن
يهود يسرقون قوت يومنا ، وينهبون القرش الابيض الذي
علمتنا جدتنا ان نوفره لليوم الاسود ، فامست ايامنا
بهم كلها سوداء ، ولا ابيض يمحو سوادها ، يسرقون
ضياء منازلنا ، ومشافينا ، ويلوثون ماء الشرب الذي
تدره ارضنا ، وتنزله علينا سماؤنا ، يسرقون (النار)
التي نستمد منها الدفء في ليلنا الشاتي الطويل ،
فجعلوه زمهريرا ، يبس اوصالنا ، واصطكت منه فرائصنا
.
ايها الاحباب : كل ما اريده ان
تقرئوا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام ،
واناشدكم ان تخبروه عني ... وتقولوا له : يا سيدي ان
هذه الالوف المؤلفة التي جاءتك زائرة تركت خلفها
الملايين لا يقلون شوقا لزيارتك ، بل قلوبهم كقلبي
يكاد يطير فلا يحط الا على قباب مسجدك الخضراء ،
ويحوم حول مآذنك ، يزور البقيع ليسلم على ابطال
الاسلام العظيم ، الذي صنع من الحفاة العراة العالة
سادة واي سادة ، وقولوا له ان ولاة امور هؤلاء يا
سيدي قد تركوا الجهاد ، بل نسخوه من معاجمهم ، منذ
مؤتمر(دكار) ، فاخذت سكين الغدر تنحرهم ، ونيران
الحقد تشوى اجسادهم ، ومعاول الحقد تهدم آثارهم في
كل مكان .
في الجزائر يا سيدي يذبح
الاطفال والشيوخ والنساء بعد ان يهتكوا اعراضهن .
في السودان يا سيدي حروب صليبية
وثنية ضروس ، يحركها حاخامات يهود والكاردينال
كلينتون والقسيس بلير والشيطانة المريدة اولبرايت
.
في الشيشان يا سيدي يدكون
المساجد ، ويذبحون القرآن بعد ان ذبحوا ( دوداييف)
الثائر الباسل الذي تمرد على (دكار) .
في البوسنة يا سيدي مزقوا
الشوارع التي يسلكها اتباعك ، ويقذفون في الاخدود
الملتهب تاريخ امة ، وحياء امة ، ومستقبل امة ، قتلا
، اغتصابا ، هلاكا ما بعده هلاك ، ولا قبله ،
اغرقونا هناك في بحار من الدم ، والدموع ، واسكنونا
في مساكن مبنية من اشلائنا ومزق لحومنا .
في كوسوفو يا سيدي يدمرون كل
شيء ... كل شيء ، اطفال الاسلام تتطاير لحومهم ،
ونساء الاسلام يهربن باعراضهن الى لا مأوى ، او
ملجأ .. يغتصبن في العراء ، يذبحن في العراء ، يمزقون
اثوابهن ، يقطعون لحومهن ، ويبقرون بطونهن حتى لا
ينجبن من يذكر الله ويتبع سبيلك . ان الصرب الملاعين
الذين يقودهم الكاردينال كلينتون والشيطانة
المريدة اولبرايت ، يفعلون ذلك باسم الصليب ونجمة
داود . يا سيدي بلغت قلوب المسلمين هناك الحناجر
وزاغت منهم الابصار ... جاء الصرب !! يا الله كم يبعث
هذا الاسم من رعب في صدور المسلمين ، وكم يبعث فينا
من اشمئزاز .
يا سيدي نتمنى ان نسمع ذات يوم
ان الكاردينال كلينتون لم يقصف العراق ، ولم يدمر
اعشاش العصافير فيها ، طائرات .. جنود ... جيوش ...
تنطلق لضرب العراق من بلاد العرب ... المسلمين ، من
قلوب العرب ، وعقول العرب ، بنار العرب يحرقون
العراق ، ويذهب العرب يشترون ذمم المرتزقة مصاصي
الدماء ... اذا هلك منا سيد لا يقوم فينا سيد ، حتى
صرنا - في الظاهر- لهم عبيدا .
يا سيدي على طول شواطئنا من
اللاذقية حتى شاطيء المحيط ، بلادنا مزروعة
بالمستوطنات ، تحمل ذات الاسماء : هرتسيليا ،
نتانيا ، اشدود ... فموانئنا توائم موانئهم ، فلن ترى
فرقا ، البلاجات ، الشاليهات ، القرميد الاحمر ،
المراقص ، المغاني ، الخمارات ، الملاهي ، اندية
القمار ، مواخير الدعارة ، العيون الحمراء ، حملة
المباخر ، وبائعو الترمس ، والذرة المشوية .. نفس
المشاهد ، يديرها شيطان ، سمه ما شئت : ارييه درعي ،
بن تسفي ، رابين ... سمه : شلومو ، شيشو لينا .. فلا فرق
.
يا سيدي قدسنا يحكمها وحيد
القرن : شارون ، يمحو ما يشاء من قوانين العالم
وقراراته ، ويثبت ، لا شيء يردعه ، ولا يحسب لشيء
حسابا ، بعد ان اعتلى الصدأ سيوف المسلمين ، بعد ان
منعتها (داكار) من مغادرة اغمادها، ولاحقت زعاماتنا
من لم يغمد سيفه ، ومن ادركته منهم كسرت سيفه على
رأسه ، او رأسه بسيفه ، بعد ان وصموه بالارهاب ، او
بالخيانة العظمى ، نبذوه ، قتلوه ، بعد ان قتلوا
تاريخه وسيرته وعرضه ، اغلقوا في وجهه شوارعهم ،
وضيقوا عليه ثقوب الارض ، وشقوق الجدران في (تتابع
بلقاني) محموم يتسابقون في نيل شرف شنقه ؛ هو
الاسلامبولي مرة ، وعلي بلحاج اخرى، ومروان حديد
ثالثة ، هو سيد قطب ، ومحيي الدين الشريف ، ويحيى
عياش ، هو خبيب بن عدي ، وهو ابن لادن ، كما انه عادل
وعماد عوض الله . يزدريهم التافه (عادل امام)
والسكير الحشاش (سعيد صالح) وتبصق عند ذكرهم
نجماتنا اللائي يمارسن الايمان كما يمارسن الرقص .
قولوا له بأن صورتنا في عيونهم :
عقال ، وغترة ، وعباءة ، وزجاجة ويسكي ، ودفتر شيكات
، ليلة حمراء ، مع بطلة من بطلات الفن الشامل !! بعد
ان يلفها في عباءة كلفافة من حشيش او افيون ، ويشمون
كما يشم الكوك ، او الهيروين (ولتذهب الى الجحيم يا
وطن!!) .
قولوا له : يا سيدي ، قليل من
ادبائنا مؤدبون ، والاغلب منهم يعلمون قلة الادب ،
والسفالة ، والانحطاط ، جيوش من المرتزقة ، وغابات
من الاقلام الفاجرة، يجهرون بالسوء من القول ،
رائحة مدادهم تزكم الانوف بدعوى الواقعية، يكذبون
بسهولة ، ينافقون بسهولة ، يرتدون بسهولة ، يلبسون
لكل مجلس لبوساً ، يتلونون كحرباء ، ينسلخون من
جلودهم كأفعى ، قعدوا على ارففنا ، وارصفتنا
كالبثور الصديدية العفنة .
قولوا له : يفتتح اذاعاتنا
بالقرآن ثم يتبع ذلك بدحره ، يصلي بعضنا بغير طهارة
، ويلبس افخر ثيابه ، وانقاها عندما يهم بالذهاب
الى (بار) .. يختال كالطاووس برفقة (المدام) التي تعرف
من الدين -بزعمها- اكثر مما يعرف معاذ بن جبل ،
وتحترق اسى ولوعة لما ترى من اصفاد حول معاصم حرية
المرأة !! تتحدث بصرخة ، وتبتسم بصرخة ، وتلوك (اللبان)
بصرخة ، كلها جديد جديد ، صارخة في كل شيء ، تمردت
على القديم ، خيره وخيره .
قولوا له : ان كل ذلك استثناء في
حياتنا ، (داكار) يا سيدي استثناء ، واستعلاء يهود
واستكبارهم استثناء، قصف بغداد استثناء ، وغطرسة
دينيس روس -علينا- استثناء .
قولوا له : ان امتك لم تمت ، فإن
امة تركت فيها كتاب الله ، وسنتك لن تموت ، فاقلام
السفلة من قش ، والمرتزقة خونة ، تزدريهم عيوننا
فضلاً عن عقولنا .
قولوا له: يا سيدي ، مع كل هجمة (لحزب
الله) ينخلع لها قلب النتن او موشي يولد لنا امل
جديد ، وعزم جديد، ويقين جديد.ومن كل حرف من
القرضاوي ينبت قلم طاهر ، مداده من نور ، ويكتب
نوراً ، ومن كل عظمة من عظام شهيد ينبت مشروع شهيد ،
بعز عزيز ، او بذل ذليل . ولن يكتب الخلود لحملة
المباخر، والمشعوذين ، والحواة.
يا سيدي : ان هذه الملايين من
المسلمين وغيرهم ممن يلحقون بهم كل صباح ومساء ،من
مشرق ومغرب ، سيقودهم يوماً خلفاء راشدين ، رغم
الهندوس ، ورغم الصرب ، ورغم كل الشانئين ، فليلنا
سيزول ، وان طال ، وسيمحوه فجر الاسلام الباهر
العظيم ، سيهزم الجمع ويولون الدبر ، سيهزم الجمع
ويولون الدبر .
يا سيدي : دينك بخير ، والمسلمون
سيكونون بألف خير .
يا سيدي : ان هذه القلوب البيضاء
ليلها كنهارها ، يغسلون اجسادهم بأنفاسك ، ويجددون
انتماءهم اليك بالرحيل اليك . يبايعونك وهم يبتهلون
: لبيك اللهم لبيك ... سكن ابتهالهم في افئدتهم ، واخذ
يداعب حناجرهم ، وحواسهم ، خلعوا ، وتركوا من يكفرك
، يا سيدي اشفع لنا ولهم ، وادع ربك يغفر لنا
خطايانا ، ولا يؤاخذنا بما فعله السفهاء منا ، ولا
يحمل علينا اصراً كما حمله على السفلة من كتّابنا .
اخواني : ارجو الا اكون قد اثقلت
عليكم ، ولا اخالكم الا امناء ... اتمنى لكم حجاً
مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، ودعوة مستجاباً لها،
وعوداً حميداً .
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته ،،،