رسالة

د. عطا الله أبو السبح

العودة إلى صفحة الرسالة

الرسالة(55)

الى الحجاج

اخواني الاحباب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارجو الا تضيقوا بي ذرعا وانا اودعكم ، وكم انا مشتاق لصحبتكم ، ولكن معذرة ايها الاحباب ، فلا يسمح لي يهود بالسفر اذ ما زالوا يجثمون على صدورنا ، ويقفون خلف ابوابنا ، يوصدونها علينا ، يختمون لنا جوازات سفرنا ، يفسدون الهواء الذي يمر علينا ، يزرعون في مباسمنا القبور ، ويجزون ضفائر امهاتنا ، ليفتلوا منها حبال المشانق التي يعلقون عليها رؤوس امالنا واحلامنا وكرامتنا .

كم انا مشتاق لصحبتكم ، ولكن يهود يسرقون قوت يومنا ، وينهبون القرش الابيض الذي علمتنا جدتنا ان نوفره لليوم الاسود ، فامست ايامنا بهم كلها سوداء ، ولا ابيض يمحو سوادها ، يسرقون ضياء منازلنا ، ومشافينا ، ويلوثون ماء الشرب الذي تدره ارضنا ، وتنزله علينا سماؤنا ، يسرقون (النار) التي نستمد منها الدفء في ليلنا الشاتي الطويل ، فجعلوه زمهريرا ، يبس اوصالنا ، واصطكت منه فرائصنا .

ايها الاحباب : كل ما اريده ان تقرئوا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام ، واناشدكم ان تخبروه عني ... وتقولوا له : يا سيدي ان هذه الالوف المؤلفة التي جاءتك زائرة تركت خلفها الملايين لا يقلون شوقا لزيارتك ، بل قلوبهم كقلبي يكاد يطير فلا يحط الا على قباب مسجدك الخضراء ، ويحوم حول مآذنك ، يزور البقيع ليسلم على ابطال الاسلام العظيم ، الذي صنع من الحفاة العراة العالة سادة واي سادة ، وقولوا له ان ولاة امور هؤلاء يا سيدي قد تركوا الجهاد ، بل نسخوه من معاجمهم ، منذ مؤتمر(دكار) ، فاخذت سكين الغدر تنحرهم ، ونيران الحقد تشوى اجسادهم ، ومعاول الحقد تهدم آثارهم في كل مكان .

في الجزائر يا سيدي يذبح الاطفال والشيوخ والنساء بعد ان يهتكوا اعراضهن .

في السودان يا سيدي حروب صليبية وثنية ضروس ، يحركها حاخامات يهود والكاردينال كلينتون والقسيس بلير والشيطانة المريدة اولبرايت .

في الشيشان يا سيدي يدكون المساجد ، ويذبحون القرآن بعد ان ذبحوا ( دوداييف) الثائر الباسل الذي تمرد على (دكار) .

في البوسنة يا سيدي مزقوا الشوارع التي يسلكها اتباعك ، ويقذفون في الاخدود الملتهب تاريخ امة ، وحياء امة ، ومستقبل امة ، قتلا ، اغتصابا ، هلاكا ما بعده هلاك ، ولا قبله ، اغرقونا هناك في بحار من الدم ، والدموع ، واسكنونا في مساكن مبنية من اشلائنا ومزق لحومنا .

في كوسوفو يا سيدي يدمرون كل شيء ... كل شيء ، اطفال الاسلام تتطاير لحومهم ، ونساء الاسلام يهربن باعراضهن الى لا مأوى ، او ملجأ .. يغتصبن في العراء ، يذبحن في العراء ، يمزقون اثوابهن ، يقطعون لحومهن ، ويبقرون بطونهن حتى لا ينجبن من يذكر الله ويتبع سبيلك . ان الصرب الملاعين الذين يقودهم الكاردينال كلينتون والشيطانة المريدة اولبرايت ، يفعلون ذلك باسم الصليب ونجمة داود . يا سيدي بلغت قلوب المسلمين هناك الحناجر وزاغت منهم الابصار ... جاء الصرب !! يا الله كم يبعث هذا الاسم من رعب في صدور المسلمين ، وكم يبعث فينا من اشمئزاز .

يا سيدي نتمنى ان نسمع ذات يوم ان الكاردينال كلينتون لم يقصف العراق ، ولم يدمر اعشاش العصافير فيها ، طائرات .. جنود ... جيوش ... تنطلق لضرب العراق من بلاد العرب ... المسلمين ، من قلوب العرب ، وعقول العرب ، بنار العرب يحرقون العراق ، ويذهب العرب يشترون ذمم المرتزقة مصاصي الدماء ... اذا هلك منا سيد لا يقوم فينا سيد ، حتى صرنا - في الظاهر- لهم عبيدا .

يا سيدي على طول شواطئنا من اللاذقية حتى شاطيء المحيط ، بلادنا مزروعة بالمستوطنات ، تحمل ذات الاسماء : هرتسيليا ، نتانيا ، اشدود ... فموانئنا توائم موانئهم ، فلن ترى فرقا ، البلاجات ، الشاليهات ، القرميد الاحمر ، المراقص ، المغاني ، الخمارات ، الملاهي ، اندية القمار ، مواخير الدعارة ، العيون الحمراء ، حملة المباخر ، وبائعو الترمس ، والذرة المشوية .. نفس المشاهد ، يديرها شيطان ، سمه ما شئت : ارييه درعي ، بن تسفي ، رابين ... سمه : شلومو ، شيشو لينا .. فلا فرق .

يا سيدي قدسنا يحكمها وحيد القرن : شارون ، يمحو ما يشاء من قوانين العالم وقراراته ، ويثبت ، لا شيء يردعه ، ولا يحسب لشيء حسابا ، بعد ان اعتلى الصدأ سيوف المسلمين ، بعد ان منعتها (داكار) من مغادرة اغمادها، ولاحقت زعاماتنا من لم يغمد سيفه ، ومن ادركته منهم كسرت سيفه على رأسه ، او رأسه بسيفه ، بعد ان وصموه بالارهاب ، او بالخيانة العظمى ، نبذوه ، قتلوه ، بعد ان قتلوا تاريخه وسيرته وعرضه ، اغلقوا في وجهه شوارعهم ، وضيقوا عليه ثقوب الارض ، وشقوق الجدران في (تتابع بلقاني) محموم يتسابقون في نيل شرف شنقه ؛ هو الاسلامبولي مرة ، وعلي بلحاج اخرى، ومروان حديد ثالثة ، هو سيد قطب ، ومحيي الدين الشريف ، ويحيى عياش ، هو خبيب بن عدي ، وهو ابن لادن ، كما انه عادل وعماد عوض الله . يزدريهم التافه (عادل امام) والسكير الحشاش (سعيد صالح) وتبصق عند ذكرهم نجماتنا اللائي يمارسن الايمان كما يمارسن الرقص .

قولوا له بأن صورتنا في عيونهم : عقال ، وغترة ، وعباءة ، وزجاجة ويسكي ، ودفتر شيكات ، ليلة حمراء ، مع بطلة من بطلات الفن الشامل !! بعد ان يلفها في عباءة كلفافة من حشيش او افيون ، ويشمون كما يشم الكوك ، او الهيروين (ولتذهب الى الجحيم يا وطن!!) .

قولوا له : يا سيدي ، قليل من ادبائنا مؤدبون ، والاغلب منهم يعلمون قلة الادب ، والسفالة ، والانحطاط ، جيوش من المرتزقة ، وغابات من الاقلام الفاجرة، يجهرون بالسوء من القول ، رائحة مدادهم تزكم الانوف بدعوى الواقعية، يكذبون بسهولة ، ينافقون بسهولة ، يرتدون بسهولة ، يلبسون لكل مجلس لبوساً ، يتلونون كحرباء ، ينسلخون من جلودهم كأفعى ، قعدوا على ارففنا ، وارصفتنا كالبثور الصديدية العفنة .

قولوا له : يفتتح اذاعاتنا بالقرآن ثم يتبع ذلك بدحره ، يصلي بعضنا بغير طهارة ، ويلبس افخر ثيابه ، وانقاها عندما يهم بالذهاب الى (بار) .. يختال كالطاووس برفقة (المدام) التي تعرف من الدين -بزعمها- اكثر مما يعرف معاذ بن جبل ، وتحترق اسى ولوعة لما ترى من اصفاد حول معاصم حرية المرأة !! تتحدث بصرخة ، وتبتسم بصرخة ، وتلوك (اللبان) بصرخة ، كلها جديد جديد ، صارخة في كل شيء ، تمردت على القديم ، خيره وخيره .

قولوا له : ان كل ذلك استثناء في حياتنا ، (داكار) يا سيدي استثناء ، واستعلاء يهود واستكبارهم استثناء، قصف بغداد استثناء ، وغطرسة دينيس روس -علينا- استثناء .

قولوا له : ان امتك لم تمت ، فإن امة تركت فيها كتاب الله ، وسنتك لن تموت ، فاقلام السفلة من قش ، والمرتزقة خونة ، تزدريهم عيوننا فضلاً عن عقولنا .

قولوا له: يا سيدي ، مع كل هجمة (لحزب الله) ينخلع لها قلب النتن او موشي يولد لنا امل جديد ، وعزم جديد، ويقين جديد.ومن كل حرف من القرضاوي ينبت قلم طاهر ، مداده من نور ، ويكتب نوراً ، ومن كل عظمة من عظام شهيد ينبت مشروع شهيد ، بعز عزيز ، او بذل ذليل . ولن يكتب الخلود لحملة المباخر، والمشعوذين ، والحواة.

يا سيدي : ان هذه الملايين من المسلمين وغيرهم ممن يلحقون بهم كل صباح ومساء ،من مشرق ومغرب ، سيقودهم يوماً خلفاء راشدين ، رغم الهندوس ، ورغم الصرب ، ورغم كل الشانئين ، فليلنا سيزول ، وان طال ، وسيمحوه فجر الاسلام الباهر العظيم ، سيهزم الجمع ويولون الدبر ، سيهزم الجمع ويولون الدبر .

يا سيدي : دينك بخير ، والمسلمون سيكونون بألف خير .

يا سيدي : ان هذه القلوب البيضاء ليلها كنهارها ، يغسلون اجسادهم بأنفاسك ، ويجددون انتماءهم اليك بالرحيل اليك . يبايعونك وهم يبتهلون : لبيك اللهم لبيك ... سكن ابتهالهم في افئدتهم ، واخذ يداعب حناجرهم ، وحواسهم ، خلعوا ، وتركوا من يكفرك ، يا سيدي اشفع لنا ولهم ، وادع ربك يغفر لنا خطايانا ، ولا يؤاخذنا بما فعله السفهاء منا ، ولا يحمل علينا اصراً كما حمله على السفلة من كتّابنا .

اخواني : ارجو الا اكون قد اثقلت عليكم ، ولا اخالكم الا امناء ... اتمنى لكم حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، ودعوة مستجاباً لها، وعوداً حميداً .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل