أول تحقيق مستقل حول كوسوفا يؤكد فظاعة المجازر الجماعية

 

العودة إلى صفحة الرسالة


حرق المدنيين .. وتمويه المقابر الجماعية بجثث حيوانات

أول تحقيق مستقل حول كوسوفا يؤكد فظاعة المجازر الجماعية

أكد تقرير حقوقي مستقل ارتكاب السلطات الصربية مذابح بحق المدنيين العزل في كوسوفا ، وأظهر صحة الروايات الصحفية حول المقابر الجماعية في راهوفيتش ، حيث تقصى معهد بولتزمان لحقوق الانسان الذي يتخذ من فيينا مقرا له الحقائق حول الانباء التي أوردتها مصادر صحفية الصيف الماضي بشأن وقوع مجازر في مدينة راهوفيتش في إقليم كوسوفا ذي الأغلبية الألبانية المسلمة. وللمرة الاولى يقوم معهد دولي مرموق ومستقل على تقصي الحقائق حول انباء نشرتها صحيفتا /واشنطن بوست/ الأمريكية و/برسه/ النمساوية ، إضافة الى عدد من وسائل الاعلام الدولية التي تحدثت عن وقوع مذابح ووجود مقابر جماعية في مدينة راهوفيتش ، ونقت بلغراد تلك الانباء بشكل قاطع ، فيما ذهبت بعض وسائل الاعلام الاوروبية الى التقليل من صحتها.

ويرتكز تقرير معهد لودفيغ بولتزمان لحقوق الانسان الى روايات شهود عيان جرى سؤالهم في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي ، فقد عايش هؤلاء استيلاء جيش تحرير كوسوفا على المدينة ، وكذلك استعادة الجيش الصربي والشرطة السيطرة عليها ، ويؤكد التقرير ان القوات الصربية مارست >خروقات فادحة ومنظمة لحقوق الانسان< ، ومن ضمن ذلك حالات >إحراق وإطلاق رصاص ضد ألبان ، ولا سيما من المدنيين<.

ويقدم التقرير من بين جملة البيانات المثيرة التي يتضمنها أسماء 112 مواطنا ألبانيا ممن لقوا مصرعهم في 17 و18 تموز (يوليو) 1998 في راهوفيتش ، ويقول >ان معظم الجثث نقلت الى مركز قديم لتجميع القمامة يقع خارج المدينة بالقرب من المقبرة ، حيث جرى شحن القتلى مع جثث حيوانات ، وغطت الجرافات الجثث الآدمية بالجيف< للتمويه على وجود المقادر الجماعية. وطالب معهد بولتزمان بتحقيق عاجل في القضية من خلال لجنة قضائية ، وتضمن تقريره وصفا مروعا لممارسات القوات الصربية في المدينة ، بما في ذلك إحراق البيوت والمساجد ، وروى شهود عيان تفاصيل عن الممارسات الصربية ضد المدنيين العزل ، إذ أفادوا بان قوات الشرطة الخاصة الصربية أمسكت بالمواطن الألباني كمال سيلكا وقيدته بأسلاك الكهرباء ثم أشعلت النار في جسده على مرأى من ابنه ، كما قتلت القوات الخاصة فائق سيلكا ، وهاكسهي شرقو ، وباكي شيهو ، وشمالي راما ، بإشعال النار في أجسادهم أيضا.

وفي 20 تموز (يوليو) 1998 جاءت الى المدينة ميليشيا صربية ترتدي ملابس سوداء لتباشر مهمة اعتقال المدنيين الألبان وقتلهم ، وأقدمت هذه الوحدات على حرق مصنع "رابا" للملابس ، ثم قيدت مالكه إسماعيل رابا وألقت به في النار ، وبالطريقة ذاتها لقي هداير هاكسهياها حتفه حرقا. وكشفت التقرير النمساوي النقاب عن ان مدنيين صربا تواطؤوا في إسقاط المدينة في يد القوات الصربية ، وكما لقي المؤذن سليمان سيلا مصرعه على يد جاره الصربي ، فان قرابة 200 مدني ألباني قُتلوا بطريقة مشابهة على يد "المدنيين" الصرب.

وكانت القوات الصربية قد استولت على مدينة راهوفيتش بعد تراجع جيش تحرير كوسوفا منها الصيف الماضي ، وخلال يومي 18 و19 تموز (يوليو) الماضي أحكمت القوات الصربية المكونة من "الجيش الوطني اليوغسلافي" وقوات الشرطة الخاصة ووحدات من الميليشيا الخناق على المدينة ، وبعد ذلك بأيام قليلة سرت تكهنات عن وقوع مجازر جماعية فيها انتقاما من السكان الألبان ، وفي الثالث من آب (اغسطس) كشف صحفيون دانماركيون ومراسل لصحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية النقاب عن وجود قبور جماعية في المدينة ، وفي اليوم التالي أشار مراسل صحيفة /برسه/ النمساوية الى وجود آثار مقابر جماعية ، وحصل على معلومات تفيد بنقل 567 جثة لمواطنين ألبان إلى وجهة مجهولة.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل