مهرجان فلسطين الدولي

 

العودة إلى صفحة الرسالة

مهرجان فلسطين الدولي : الفرق الراقصة من اسبانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا .. ترسم ملامح الهوية الثقافية الفلسطينية !!

"المهرجان" ما نعرضه لا يخالف الشريعة الاسلامية

د. قاسم : سمسرة يراد من ورائها جني الارباح

الشيخ صبري : الثقافة لا تتحقق بالرقص ونشر الفاحشة

"الثقافة": حريصون على الانفتاح على الثقافات الاخرى

الرسالة / عمر احمد

العنوان الكبير هو مهرجان فلسطين الدولي .. وتحته مباشرة كتب "برنامج الرقص الحديث" ... ثم سيقت نماذج "راقصة" حتى تؤكد الهوية "الراقصة" للمهرجان مثل الراقصة نوال اسكندراني ومفيدة بلعزة ومسرح نوماد الراقص ... وهكذا تختلط الهوية الثقافية التي يريد المهرجان "تعميقها وتنويعها" كما يقول بهزات البطن والرقص الغربي والشرقي.

الخطورة في مثل هذا المهرجان انه يعمل على مسخ الهوية الثقافية والاصالة الفلسطينية واستبدالها بثقافة غير ذات هوية ، بل "وثقافة" غريبة وغربية  لا تمت بادنى صلة الى ثقافة وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني وسنسوق على ذلك امثلة جلية :

1- ان المهرجان يحمل اسم فلسطين وهو بذلك يحمل رسالة باسمنا الى العالم ، وهذا يعني ايضا ان تترجم هذه الرسالة حقيقة قضيتنا من احتلال واسرى ولاجئين ... وغيرها ، ورحلة العذاب التي يعيشها الفلسطينيون في كل مكان ، فأين هذا كله من مسرح نوماد للرقص الحديث الذي يشرف عليه الاسترالي نيكولاس ، وتقوم فيه البوسنية نيزوفيتش "بامتاع الجمهور بعرض تلعب في السياسة دورا كبيرا في غرفة نومها !!! وما علاقة الثقافة الفلسطينية بالراقصة مصممة الرقص نوال اسكندراني التي "درست الرقص في ايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة" وما علاقة الثقافة الفلسطينية بالراقصة "ايمان" من تونس ... وفرقة ايركوسيلر من تركيا .. وفرقة الوثيما لرقص الفلامنكو من اسبانيا!!.

2- والادهى من ذلك الترويج لمتعة الجسد خلال هذا المهرجان الثقافي ، اذ ورد تحت عنوان "لماذا الرقص الحديث" :لان الرقص امكانية مفتوحة وضرورية ... ولان الرقص الحديث يفتح فضاءات وامكانات بكر للجسد وابداعاته ... ولان طرح سؤال الرقص الحديث على الساحة الثقافية في فلسطين قد يحتمل من المغامرة والجرأة ما يحتمله .. الى ان يقول "وفي الواقع ان هذه برامج من شأنها ان تفتح اعيننا على فضاءات ارحب لجسد يحاصره الضيق من جميع الجهات" وهنا ترى ان التركيز ينصب على "الجسد" وعلى الامتاع لا على الروح والعقل التي هي موطن الثقافة ، وهذا يوضح ان الهدف هو امتاع الاعين وفتحها على ملذات اخرى وشهوات اخرى .

وتبدو السخرية اكثر حينما تقول افتتاحية المهرجان "كما انه -اي المهرجان - محظوظ لحيازته على الرقم المقدس (7) بكل ما يستدعيه هذا الرقم من تداعيات ميثولوجية ودينية!!.

3- ن المهرجان يقام في قاعة المناضل كمال ناصر الذي غنى على لحن البندقية وطاردته اوتار الغدر اليهودي ، مثل هذه القاعة يجب ان تحترم حرمة دم الشهيد وتقدس القضية التي ناضل من اجلها، وهذا بخلاف ما يطالب به الكاتب تحسين يقين في تعليقه على المهرجان بقوله "اما الرقص ذو الايقاع السريع والذي تمثل في الفرق الوافدة سواء كان ذلك في الـ Music Pop او الجاز ، فهو قد جعل هذه الفنون المعاصرة في متناول الشباب" أي ان الشباب ستكون مهمتهم ولب قضيتهم هي تناول هذه الثقافات الجديدة ، كما ان الكاتب يقين يفترض ان البحث عن الهوية يكمن في البحث عن الرقص كحل امثل لذلك "وبما اننا نفكر في المضمون الفكري والفلسطيني للرقص فمعنى ذلك اننا دخلنا في فلسفة الفن ، أي الثقافة الفنية التي لها علاقة اكيدة بالثقافة العامة الفلسطينية العربية ، أي ان المهرجان يبحث عن هويته بشكل متسارع...

ان قدرة الرقص والدبكة والغناء والموسيقى في فكفكة الانسان من جموده يساعد في جعل المواطن يتفتح على ابناء شعبه؟!!

ويذهب يقين ابعد من ذلك حينما يحلم بانه سيكون بوسع الفرق العربية (وليس الجيوش العربية) ان تدخل فلسطين "دون الخوف من تهمة التطبيع" خصوصا واننا -يقول يقين- على ابواب دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على معابرها!!.

د. عبد الستار قاسم محاضر في جامعة النجاح : فتح ابواب الوطن امام الغزو الثقافي

"هذا امر غريب على الثقافة الفلسطينية ، انا افهم ان الفن ضروري ويمكن تطويره في اطار شخصيتنا الوطنية والثقافية ، لكن لا يصح استبداله برقصات اجنبية، واعتقد ان هذا من سياسات السلطة التي تقوم على فتح ابواب الوطن امام الغزو الثقافي والفكري وامام كل عابث ومستهتر ، وذلك مقابل الاموال التي تحصل عليها ، والهدف من وراء ذلك خلق ثقافة جديدة وفكر جديد.

المشكلة ان هذا من ملحقات اوسلو التي هي عبارة عن مشروع استثماري باسم القضية الفلسطينية ، فهناك من يسعون لجني الارباح تحت مسميات مختلفة ، واعتقد ان هذا المهرجان هو من تفاصيل اوسلو ، وهو مشروع استذلالي يهدف الى اذلال الامة ومسخ هويتها. اعتقد ان الذين يقفون وراء المهرجان يريدون ان يشكل الجسد جزءا اساسيا في التفكير الفلسطيني والامة العربية ، والسمسار لا يسعى الا الى تحقيق الارباح. ليس كل ما يطرحه الغرب يجب ان نقبل به ، لان الغرب امتهن الانسان وحوله الى حيوان ، لذلك يجب ان نحافظ على هويتنا الثقافية التي تضمن بروز الشخصية الفلسطينية المناضلة والباحثة من حقها.

الشيخ عكرمة صبري  مفتي الديار الفلسطينية : الثقافة لا تتحقق بالفاحشة

نحن لدينا ثقافتنا المميزة التي تنبع من القرآن الكريم والسنة ، وكل ما يخالف ذلك يعتبر دخيلا على عاداتنا وتقاليدنا الموروثة مع الاشارة الى ان كل امة لها عاداتها وتقاليدها ، فما هو جائز وصالح في امريكا لا يكون صالحا او جائزا في بلادنا.

ونؤكد ان هناك فرقاً شاسعاً بين الثقافة والعلوم التقنية والتكنولوجية ان ديننا الاسلامي يحث على العلم وعلى جواز اخذ العلوم التقنية من غيرنا من الامم والشعوب ، اما بالنسبة للثقافة فلنا الثقافة المميزة التي نعتز ونفتخر بها ولا تتحقق الثقافة بالرقص والغناء والدعوة الى الفاحشة وان ما يجري هنا وهناك مما يسمى بالفن فهو امر دخيل على شعبنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا وله سلبياته في الداخل والخارج.

**احمد دحبور مدير عام وزارة الثقافة : يجب ان نكون شركاء في هذا العصر

ان تعميق الثقافة يقضي الانفتاح على العالم ، والمؤسسات المدعوة للمشاركة في المهرجان مؤسسات محترمة وليس عملها مجرد الرقص وكشف اللحم، نحن نعيش في هذا العصر ويجب ان نكون شركاء فيه وليسوا ضيوفا ، انظر الى ايران التي حصدت الكثير من الجوائز السينمائية ، وذلك من خلال الغناء والتمثيل والموسيقى نستطيع ابراز هويتنا الثقافية ، وعندما تشارك فرق من دول اخرى فهذا لاننا نريد ان نعرف ما يحدث في العالم.

لدينا ثقافة وطنية نحن حريصون عليها ، وهذا يقتضي منا الانفتاح على الثقافات الاخرى ، لكن ذلك لا يعني ان  نأخذ كل شيء ، بل نأخذ المناسب فقط.

**توفيق ابو شومر مدير المطبوعات في وزارة الاعلام : الفراغ الثقافي سيكون قابلا للتعدي عليه.

بادئ ذي بدء اؤكد على علاقة الفنون بالثقافة ، اذ ان الفنون جزء اساس من الثقافة ... ولعلها اروع اجزاء الثقافة ، فهي نصفها الجميل.

غير ان هناك اختلافا في تعريف هذه الفنون الرائعة ، التي تشكّل بناء الثقافة واسسها.. فقد وضعت الشعوب الفنون في موازينها ، وفصلتها وفق رؤاها ، فمنها من قاستها بغاياتها النهائية ، وجعلت الاخلاق والوفاء هي الميزان الاوحد ، ومنها شعوب برغماتية نظرت الى الفنون نظرتها الى سلعة تجارية ، تخاطب الجسد ، وتشبع حاجاته...

اعترف اولا انني لم اشاهد فقرات وبرامج مهرجان فلسطين الدولي ، بل قرأت عنها .. وهذا سيقلل من نقدي للفقرات ، لان النقد الحقيقي ، لا يكون الا بعد مشاهدة عملية ولكنني اعترف بأن "الانتقاد" للملحق الخاص بمهرجان فلسطين الدولي شيء مختلف عن نقد ما يجري فعلا في المهرجان!.

انا مؤمن بأن هناك (فراغا فنيا) وفراغا ثقافيا .. وهذا الفراغ سيظل قابلا للتعدي عليه مادام الواعون والمثقفون غير قادرين على ملئه وفق رؤيا ثقافية فلسطينية واعية تأخذ في الاعتبار ، الخصوصية الفلسطينية ، والحاجات الفلسطينية.

وهذا الغياب سيظل يدفع المغامرين ، والتجار الى استغلال هذا الفراغ لكي يفرضوا رؤيتهم بادّعاء الثقافة.. وقد لا يكون ذلك تعديا على الحرمة الثقافية بقدر ما هو اقتناص الفرصة ربح  ، ولغياب المستثمرين من المثقفين الصادقين ، الذين يجيدون -للاسف- النقد اكثر من اجادتهم وضع البرامج العملية لثقافة رصينة واعية.

انا لا انفي الدور الذي يجب ان تضطلع به المؤسسات المهتمة بالثقافة باعتبارها المسئولة المباشرة عنها ، لكنني مؤمن بان الثقافة عمل جماهيري ملقى على عاتق الواعين والمبدعين والمثقفين ، وهؤلاء هم اقدر على وضع الاسس والبرامج الثقافية الواعية والمؤثرة!.

المهرجان : انتقاء الفرق حسب معايير معينة

السيدة فاتن فرحات منسق المهرجان قالت في حديث للرسالة "ان الهدف بالفعل هو تعميق الثقافة الفلسطينية وتوسيع انفتاحها على العالم " وقالت "في السنوات السياسية الصعبة كان هناك تركيز على الفرق المحلية ، لكن اصبح الهدف هو تعرض الشعب الفلسطيني لمختلف الفنون والثقافات المختلفة".

وحول طبيعة الثقافة المقصودة من وراء المهرجان اوضحت فرحات "صحيح ان معظم ثقافتنا مرتبطة بمقاومة الاحتلال وحالة الصراع لكن ذلك لا يمنع ان تكون هناك وجوه اخرى للثقافة مثل الفن والغناء ورفضت فرحات ان تكون البرامج والفقرات هي عبارة عن احلال لثقافات اخرى مكان الثقافة الفلسطينية وقالت "من الضروري جدا للشعب الفلسطيني ان يطلع على الثقافات المختلفة"

وحول ما اذا كانت الفقرات تهدف الى الترفيه فقط قالت "لا ليس الامر كذلك وان كان الترفيه ضرورياً ، ويجب الا نقرن الترفيه بالانحلال ، ونحن لا نفرض على شعبنا شيئا لا يحبه ولا يقبل به".

وحول انتقاد العديد من ذوي الاتجاه الاسلامي قالت ان ما نعرضه لا يخالف الشريعة على الاطلاق ، فنحن نقوم بانتقاء الفرق حسب معايير معينة ، فمثلا الفنان عبد الستار فنان خليجي قيم.

كما نفت فرحات ان يكون الهدف من وراء المهرجان هو الربح وقالت "نحن مركز غير ربحي ، ولا نبغي الكسب ، وقالت : ان اسعار التذاكر في متناول الجميع ، فمثلا سعر تذكرة الدخول 40 شيكلا ، وحفلات الليالي 50 شيكلا وهناك فقرات اخرى بـ 80 شيكلا.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل