باراك يفضل الصمت حتى تشكيل حكومته الائتلافية

 

العودة إلى صفحة الرسالة

نتنياهو: لا يعقل أن يسود الهدوء لبنان بينما تقصف المستوطنات الشمالية

الناصرة - قدس برس

ما زالت الأزمة اللبنانية تحتل واجهة الاحداث في الدولة العبرية مقرونة بجدل على المستويين السياسي والشعبي ، وبتفاوت بين موقفي رئيس الوزراء المنتخب ايهود باراك وحكومة بنيامين نتنياهو المنتهية ولايتها والتي خصصت جلستها الاخيرة للنظر في المسألة اللبنانية ، وقال نتنياهو في تصريح للصحفيين اليوم انه لا يعقل أن يسود الهدوء لبنان بينما يُقصف "شمال إسرائيل" ، وهو ما وافقه عليه وزير دفاعه موشيه ارينز.

وقال ارينز من ان سورية "المسيطرة على لبنان" ، حسب وصفه ، تمارس ضغطا على اسرائيل من خلال تفعيل منظمة حزب الله اللبنانية لتسريع الانسحاب من مرتفعات الجولان السوري المحتل ، وحذر من ان اقدام اسرائيل على اخلاء هذه المرتفعات سيبدو وكأنه خضوع لحزب الله ، كما قال. وكان الهجوم الاسرائيلي الأخير واسع النطاق قد استهدف على يد الطائرات الحربية مساء الخميس الماضي البنى التحتية في مناطق عدة في لبنان ، وطال محطتي كهرباء و5 جسور ، فيما أوقع القصف الجوي الاسرائيلي 8 شهداء ، وما لا يقل عن 62 جريحا لبنانيا ، من بينهم 5 عسكريين ، وجاء ذلك ردا على قيام مقاتلي حزب الله بقصف عدد من "الأهداف المدنية" في مستوطنة كريات شمونة الإسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا.

وقال ارينز ان الضربات الاخيرة استهدفت استفزاز سورية وايصال رسالة واضحة الى دمشق ، وان ما فعله الجيش الاسرائيلي يعتبر البداية ، وطالب باراك بأن لا يتدخل في القرارات التي تتخذها وزارة الدفاع قبل ان يفرغ من تشكيل حكومته.

واتهمت مصادر في الدولة العبرية حزب ليكود بتحريك انصاره من سكان المستوطنات المستهدفة بالكاتيوشا للتظاهر امام باراك لابتزاز الحكومة بتعويضات مالية عن الخسائر التي ألحقها قصف المقاومة اللبنانية لممتلكاتهم ، إذ تحولت صواريخ الكاتيوشا التي أمطرت المستوطنات الحدودية الى نصب احتجاجية نُصبت قبالة ديوان الحكومة على شكل مجسم وبقايا كتب عليها ان "وضع السكان شمال اسرائيل الامني والاقتصادي يشكل قنبلة موقوتة" ، وذلك خلال تظاهرة صاخبة نفذها رؤساء التجمعات الاستيطانية الشمالية التي نفذت اضرابا شاملا اليوم مطالِبة بالتعويض عن الاضرار اللاحقة بها.

ولم يخفف قرار الحكومة تشكيل لجنة تعويضات وصرف تعويضات أولية فورية من حالة الغضب والاحتقان ، والتقى ممثلو الاحتجاج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، وقدموا عريضة لايهود باراك ، الذي لاذ بالصمت ، لايجاد حل لوضعهم. وقال مقربون من باراك ان الملف اللبناني سيحظى باولوية لدى رئيس الوزراء الجديد فور تشكيل حكومته ، وسط توقعات باستئنافه المفاوضات مع سورية اولا وصولا الى ايجاد حل للمعضلة اللبنانية ، وأضافوا ان لباراك خطة متكاملة لتنفيذ الانسحاب من لبنان خلال عام واحد عبر تفاهم مع سورية ، لكن البداية تنتظر الانتهاء من تشكيل الحكومة الائتلافية التي لم يفرغ من تشكيلها بعد.

وعلى الصعيد ذاته يواصل باراك مساعيه ويجري المزيد من المشاورات في اطار جهوده لتشكيل الحكومة الائتلافية التي لم يتبق على انقضاء المهلة القانونية المحددة بخمسة وأربعين يوما لتشكيلها سوى أيام. ووقع باراك ثلاث اتفاقات حتى الآن مع كل من حزب المتدينين القوميين "المفدال" اليميني المتطرف (6 مقاعد) الذي سيتولى حقيبة البنى التحتية ، وميرتس اليساري (10 مقاعد) الذي سيشغل حقيبتي التعليم والصناعة ، والمهاجرون الروس الجدد "اسرائيل بعليا" (4 مقاعد) الذي حاز على وزارة الداخلية على حساب حزب "شاس" اليميني المتشدد (17 مقعدا) الذي أبدى غضبه من "استخفاف" باراك بزعمائه ، لكنه لم يقل كلمته الاخيرة بعد بخصوص الانضمام الى التشكيلة الوزارية القادمة.

وحتى الآن حصل باراك على تأييد 47 عضو كنيست (برلمان) من أصل 120 عضوا ، ومن المقرر أن يتوصل اليوم الى اتفاق مع حزب شنوي اليساري (6 مقاعد) ، وكذلك مع حزب الوسط بزعامة اسحق مردخاي (6 مقاعد) ، الى جانب عشرة نواب عرب لتحظى حكومته باغلبية 71 صوتا. وينوي باراك الاحتفاظ بوزارة الدفاع لنفسه فيما يعتبر يوسي بيلين ، وهو من القياديين البارزين في حزب العمل ، أقوى المرشحين لوزارة المالية.

وقال نواف مصالحة عضو الكنيست عن حزب العمل ان بيلين هو الوحيد الذي تكلم ضد تشكيل حكومة ائتلاف وطني مع ليكود ، حسب ما اشارت اليه الدلائل مؤخرا بعد اجتماع باراك أكثر من مرة مع اريئيل شارون الزعيم المؤقت لليكود ، واشار مصالحة الى ان باقي القيادة في حزب العمل "ساكتون لان كلا منهم يريد منصبا وزاريا ، والاغلبية الساحقة من العمل تهمهم السلطة". ولم يستبعد النائب العربي أن يكون باراك قد قدم تنازلات لحزب "اسرائيل بعالياه" أو المفدال في مجال الاستيطان ، على الاقل في مجال تقوية المستوطنات القائمة حتى التوصل الى الحل الدائم مع الفلسطينيين.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل