لافتــــــــــــــات

محسن الافرنجي

العودة إلى صفحة الرسالة

عندما يحكم الارهاب...!!

بعد مكان تحت الشمس عاد نتنياهو ليتخذ مكانه الحقيقي تحت اقدام الناخبين الذين خلعوا مجرما ليأتوا بإرهابي من طراز حديث يعتمد المناورة والمماطلة والطرق الالتفافية حتى بدا لبعض المتوهمين انه الحل للمآزق التي نعيشها والورطات التي وضعنا فيها انفسنا.

مضى نتنياهو وحل براك واللاءات لم تتغير والسياسات الاستيطانية تترسخ يوما بعد يوم والسلام يترنح والقدس تتهود بشراسة ولا فرق بين يهودي امضى حياته جنرالا قاتلا مولغا في دماء الاطهار والابرياء من قادة شعبنا وابنائه وبين من اعتمد الصدام المباشر وتعطيل الاتفاقات ونبذ العهود بلا مواربة حتى يظهر الوجه القبيح الحقيقي للكيان الغاصب.

ولكن السؤال الذي يتردد في كل مجلس ومحفل فلسطيني : ما الفرق بين براك ونتيناهو ، وهل يمكن ان نفضل ظالما على متجبر؟ وهل نحن على قدر من السذاجة لدرجة ابداء الفرح والغبطة لفوز براك وهزيمة نتنياهو؟

الموقف بين القيادة الفلسطينية والشارع اظهر وجود فجوة واسعة حول النظرة من الحكومة الجديدة حيث اعربت عن ارتياحها في الوقت الذي لم يبد فيه المواطنون اي اهتمام لادراكهم التام ومعرفتهم العميقة بهوية الارهابي الجديد ولن ينتظروا طويلا ليثبت لهم انه رسول السلام لان الافعال تسبق الاقوال ، فوتيرة الاستيطان الاستعماري لن تتوقف ولا يمكن للقدس ان تكون عاصمة لدولتنا المستقلة ولا لعودة اللاجئين ولا ولا...
طالما اننا جعلنا انفسنا رهنا لسياساتهم وانتخاباتهم ولم نتخذ موقفا صارما تجاه ما يدبرون ويخططون لتثبيت وحدتنا وصفنا وتجزئة قضايا الحل النهائي المصيرية سنبقى بلا وطن وبلا هدف واحد يجمع شتات صفنا.

ورغم ان القيادة الفلسطينية حاولت ان تظهر بثوب المراقب من بعيد دون التأثر بهذه النتائج الا ان خطابها السياسي الاعلامي كان تنظيرا بالدرجة الاولى لصالح براك الذي وصفته بأنه يمثل السلام ، فالعناوين الداعمة لبراك والمؤيدة لانتخابه تصدرت الصفحات الفلسطينية الرئيسة على مدار اسبوعين في محاولة لخلق رأي عام متقبل لهذا الارهابي الجديد وكأننا اصبحنا جزء من حملة براك الانتخابية.

ان المؤشر الهام الذي اظهرته نتائج الانتخابات هو الصعود المتنامي للاحزاب اليهودية المتدينة المتطرفة الامر الذي يعني ان الانتخابات لخمس فترات انتخابية اي في العام 2003 سيتربع على عرشها هؤلاء المتطرفون ، وهذا ما تدعمه نبوءة الشيخ الفاضل بسام جرار الذي تنبأ بداية نهاية دولة اسرائيل في هذا التاريخ وفق دلائل واحصاءات من القرآن الكريم.

لقد فقدنا التأثير فيمن حولنا بعدما فقدنا قوتنا الذاتية وابطل سياسيونا مفعول الجماهير التي استعصت على الانثناء ولذا لابد من عودة صادقة الى احضان الشعب والمدافعين عن الارض والاوفياء لأرواح الشهداء بدلا من الارتماء في احضان تربّت على معاني الارهاب والتطرف والتمييز العنصري والطائفية ..!!
فمتى ستبدأ رحلة البحث عن الذات؟!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل