رسالة

 

العودة إلى صفحة الرسالة

الرسالة الثانية والستون.. الى الرسالة (مرة اخرى)

حفظك الله ، وادام صدورك

طاهرة انت ، قوية ، صادقة، تحملين هم الوطن ، تبكين لبكائه ، وتنزفين اذا نزف ، وتصدر صفحاتك متشحة بالسواد اذا ما نصب مأتما ، عندما يرتفع من فلذات كبده الى عليين شهيد، كمال كحيل يحيى عياش ، الاخوان (عماد ، وعادل) عوض الله ، شهداء النفق وجبل ابو غنيم ، يحترق قلبك عندما يجتث المجرمون اشجار الزيتون التي شهدت لمئات السنين ان فلسطين لنا ، وكأنهم يحرقون وثائقنا وشهادات ميلادنا ، ويقتلعون جذورنا ، تتشبثين بالميثاق الوطني الذي يحمل اسم فلسطين ، وتحذرين من تعسف يهود وصلفهم عند مطالبتهم باعدام 95% من بنوده.

اقلب صفحاتك الاولى فيطل (غلباوي) بوجهه الساخر من خلال كوة محفورة (بالمقلوب) في ذاكرتك ، اقرأ من خلالها قصاصات صغيرة سيلملها ذات يوم قلم مؤرخ منصف او حقود ، لينشر فضلك وليقول : كان الغلباوي لسان صدق لهذا الشعب الذي ما فتيء مرابطا على ثغورك يا وطني.

واذا اراد الله نشر فضيلة مطوية اتاح لها لسان حقود

ثم تأخذني صفحاتك الى قلم احمد بحر الذي شاخ في مدرسة الدعوة ، وقد دخلها وهو صبي لم ينبت له عارض او شارب ، اعتلى منابرنا فتى ، وام رجالها مراهقا ، وتفيأ (ظلال سيد اياما طوالا وليالي ، كانت صفحاته له فيها اقمارا ، انعكس نورها على وجدانه الذي تكويه عيون السجان ، واسلاك السجن في معتقلات الصهاينة وزنازينهم ، ولكن الشيخ لم ينكص ولم يحجم فاخرجوه الى (مرج الزهور) مع الصحب الكرام الاربعمائة ، فاختزن قلبه المزيد من العبر وذاكرته المزيد من الدروس ، هي الحياة مدرسة واي مدرسة ، وقد ارادوها لهم محنة فجعلها الله منحة ، وكانت للشيخ احمد منحا يقدم لنا (فيها) كل اسبوع حزمة من ضياء سماها الشيخ على صفحاتك (دروس وعبر) بعبارة حاذق خبير.

ثم امضي معك من اوائل سطورك لالتقي بالمثقف الواعي صالح النعامي ، الذي تخصص في دراسة السياسة في واحدة من جامعات وطني (النجاح) وحمل منها قلما حساسا كاشفا عن زيف يهود ، والعملاء والطواغيت ، مجليا الحقيقة، قلم صالح جوال لا يمل الحركة ولا السفر ، كعصفور دوري يلتقط حب الحصيد من اي سنبلة ، عناوين مقالاته مقالات ، فمن (ماذا بعد عودة نتنياهو المظفرة) و (في انتظار الجولة القادمة - هذا ما سيحدث) الى ("معجزة" فقط ستمنع نتنياهو من السقوط) ستجد نفسك مع محلل تاريخي ، او نفس سياسي متمرس رغم شبابه الذي بدا مع ميلادك ، فازداد بك حيوية ونفاذا ، وازددت به قبولا وحصافة.

ثم امضي معك لأجلس في صالونك لاستمع الى حديث يصدر (من القلب) الذي يخفق في صدر العزيز الغالي ابراهيم المقادمة الذي بلي الحديد في معاصمه واكله الصدأ ، ومعاصم ابراهيم تزداد قوة ، وقلب ابراهيم يزداد توهجا وتوقدا على محتليك يا وطني ، صفحاتك تذكرنا بإبراهيم الدائم الترحال من سجن الى سجن ، ومن معتقل الى معتقل ، عينه كتاب والاخرى قلم، وعين قلبه ترشد الاحرار الى اقصر طريق الى النصر ، تذكرنا صفحاتك ان ابراهيم ما زال سجينا في سجوننا رغم احد عشر عاما في سجون النازيين من يهود ، من اجلك يا وطني ، واسير بين سطورك فأقف لأقرأ رسالة محمد عبد الباسط الى زهرة فلسطين عطاف عليان التي وقفت بعنفوان الاسلام وشموخه امام الاستكبار اليهودي ، وهي العزلاء الا من ايمانها بالحتمية القرآنية لزوال اسرائيل ، لتؤكدي من جانبك -يا عزيزتي- ان الحق هدف وغاية ، لا يثنيك عن حمله ما جمع لك الناس وما جمعوا لآل عطاف.

عزيزتي .. لقد دفعت الى دائرة الضوء الساطعة في بلاط (صاحبة الجلالة) شبابا رائعا في ثقافته وشجاعته ، رائعا في مواهبه ، وابداعه دفعت الى دائرة الضوء بمحسن الافرنجي الذي يضيف الى لافتات احمد مطر بعدا فلسطينيا جريئا عميقا ، ناقدا بإخلاص ، بانيا بدأب ، يقتحم المجهول (لدى الكثير) بجرأة ورشاقة ، بعبارة قصيرة سريعة موحية ، ذات دلالة

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل