بالمختصر المفيد

 

العودة إلى صفحة الرسالة

خصمٌ اخر "من نوع" آخر

سيبقى السؤال الملح والمتصدر الهم الفلسطيني : ما الذي سنفعله نحن ؟ وليس ما يفعله الآخرون لان القاعدة الاصيلة تقول بأنه "لا يحك جلدك مثل ظفرك" ، وبراك ليس ظفرنا ، بل هو المخلب المغروز في لحمنا والمتعطش دوماً لان يوفي بوعده لشعبه -ليس لشعبنا- بأن يجلب لهم السلام والامن ، اما نحن فلا يعدنا سوى بمواصلة المفاوضات .. والمفاوضات المشروطة (اعلنها في الساعات الاولى لانتخابه وليس كدعاية يراد تسويقها) بأن القدس ستبقى عاصمة اسرائيل الموحدة ، ولا لاخلاء التجمعات الاستيطانية ، ولا للعودة الى حدود عام 67 .. اذاً ماذا تبقى لكي نفتح باب التفاوض عليه ، هذا اذا استذكرنا بأن براك قد جعل محور انتصاره في حملته الانتخابية بعرض بطولاته في تصفية "المخربين والمجرمين" من قادة المنظمة ، وكيف انه استطاع ان يفجر جمجمة احدهم ويفقأ عينه برصاصته. لست اريد الدخول في معمعة السؤال "ما الفرق بين الليكود والعمل" لان الليكود ذهب الى حال سبيله الآن ، وبقي امامنا خصم من نوع آخر : اكثر حنكة واحتيالاً واقتناصاً للفرص ، ومعمل تجاربه .. السلطة الفلسطينية ، يعطيك من القول والوعود ما يحسبه العالم كرماً زائداً ، وعلى ارض الواقع تكون المماطلة والمرارة . نتنياهو كان خصماً واضحاً وعدواً لا تشوبه شائبة ، ولم يخجل من اخفاء عدوانه ، وهذا ما دفع العديد من دول العالم لان تتعاطف مع قضيتنا اكثر ، اما اليوم فربما يكون تعاطفهم مع "العمل" اكثر ، اذ ان مرونة العمل وحربائيته كفيلة بقلب الموازين .. لذلك نطرح السؤال المهم : ما الذي سنفعله نحن وليس ما سيفعله براك ؟ واطرح السؤال لقناعتي بأن المرحلة القادمة ستكون خطرة جداً بل اخطر من اتفاقات اوسلو ذاتها ، اذ المراد جرّ السلطة الى مستنقع الوحل النهائي ، وبوقت قصير وسريع واخشى ما اخشاه ان تكون السلطة سيناريو فشل المرحلة الانتقالية ، وحينها سيغرق المركب الفلسطيني بأكمله ، ضحية النظام العالمي وضحية الضغوطات .. وضحية التنازلات .

ومن هنا سيكون السؤال المهم المطروح على الفصائل المعارضة : ماذا يمكن ان تصنع لكي تضع كوابح لمنع حالة التدهور والانفلات .. هل ستقف وتتفرج ام ستكتفي بالرفض البياني والورقي !!

بقدر خطورة المرحلة يجب ان تكون جدية العمل وحكمة التخطيط .. وبقدر استشعار المسؤولية الوطنية بقدر ما يكون التحدي . هذا يعني ان تحدد الفصائل رؤيتها السياسية للمرحلة القادمة وكيف ستواجهها والا فإن الطوفان سيغمرها ويغمر برامجها وتكتيكاتها ، وحينها لن تستوي لنا سفينة على الجودي .

بودي ان نتخطى مرحلة "احتلال البيانات والخطب" الى مرحلة الالتحام بالجماهير : توعية وتعبئة ، لان الجماهير ستبقى "الرقم الصعب" الذي بامكانه كسر الحواجز وفعل المعجزات .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل