كوسوفو : هل قرر ميلوسوفيتش توريط حلف الاطلسي في الحرب البرية ؟!

العودة إلى صفحة الرسالة

عاد الوضع في كوسوفا للتأزم من جديد بعد ما لاح في الافق الاسبوع الماضي عن قرب التوصل لحل دبلوماسي للحرب الدائرة في اقليم كوسوفو منذ قرابة شهرين وذلك بعد ان دخلت الحلول السياسية حالة من الجمود بسبب الموقف الامريكي الذي يتمسك بمبدأ ضرورة استسلام ميلوسوفيتش وخضوعه لكافة الشروط التي حددتها دول حلف الاطلسي . وفي ظل هذه الاثناء تزايدت الدعوات الى ضرورة اللجوء للحرب البرية لحسم الحرب ووقف الاستنزاف البشري والمادي الحاصل الآن خاصة بعدما تأكد للجميع ان استمرار القصف الجوي لصربيا لن يضع حلاً للازمة .

وتشير تقارير صحفية وسياسية الى ان ميلوسوفيتش وجد في اخطاء الحلف العسكرية في اثناء العمليات العسكرية ، وعجز قادة دول الاطلسي في التوصل لاتفاق مع المجتمع الدولي خاصة الصين وروسيا واليونان وغيرها من الدول وتنامي الانتقادات الدولية للموقف الامريكي من الحلول الدبلوماسية فرصة لكسب مزيد من التعاطف الدولي مع بلاده واحراج دول الاطلسي . وتفيد هذه التقارير الى ان ميلوسوفيتش قرر ان يلعب ورقة اخيرة بعدما ايقن ان جميع الحلول المطروحة من قبل دول الاطلسي والوسطاء لن تخرجه محافظاً على ماء وجهه وربما تؤدي الى الاسراع بنهايته ونهاية حزبه خاصة بعدما المح عدد من قادة حلف الاطلسي الى انهم يتطلعون الى انهاء عهد ميلوسوفيتش والمجيء بقيادات جديدة على اسس ديمقراطية تعمل على دمج صربيا مع دول المنظومة الديمقراطية الغربية وهي دفع دول حلف الاطلسي نحو المغامرة بحرب برية مع صربيا لادراكه ان مثل هذه الخطوة لا تحظى باجماع داخل دول الحلف كما ستلاقي معارضة وانتقاداً دولياً اضافة الى انها ستعزز من جبهته الداخلية وربما تؤدي الى حدوث تفسخ في الدور الامريكي في اوروبا خاصة اذا ما توسع نطاق الحرب البرية ونجح الصرب في الصمود في وجهها وايقاع عدد كبير من القتلى في صفوف جيش الاطلسي ومعداته .

ويسود اعتقاد لدى كثير من المراقبين ان كثيراً من الاطراف والجهات المعنية بالحرب في كوسوفو لم تعد تتمنى ان تنتهي هذه الحرب وفق السيناريو الذي وضعه قادة الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية باعتبار ان هذا السيناريو سيترك آثاراً خطيرة على الوضع في المنطقة وعلى ادارة الصراعات الدولية والتعامل مع الخلافات الاثنية التي تعاني منها كثير من الدول .

ومن جانبه يدرك الزعيم الصربي حقيقة المخاوف والتحفظات الدولية ازاء موقف دول الحلف من ادارة الحرب في كوسوفو وتطوراتها لذا فهو يسعى الى اطالة امد هذه الحرب وتوسيع نطاقها باعتبار ان ذلك سيؤدي الى زيادة الضغوط الدولية على قادة الاطلسي واعادة النظر في مواقفهم من الحلول الدبلوماسية المقترحة بحيث يضمن استمرار وجوده في السلطة في المستقبل .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل