حجاب مروة قاوقجي ... معركة المسلمين جميعا

 

العودة إلى صفحة الرسالة

المعتقل السياسي : ابراهيم ابو الهيجا

سجن جنيد العسكري - نابلس

"اذا ادت اليمين الدستورية وهي ترتدي الحجاب فذلك سيثير ردود فعل ... و ( اضاف ) لا استطيع قول المزيد .... الحجاب علامة التعصب الديني وهو يثير امتعاضا في الدولة ، ان التعصب هو ابتعاد عن الحياة العصرية والمثال عليه في ايران وافغانستان " هذه من اقوال " ديميريل" رئيس الجمهورية التاركية ... ويقول في موقع اخر " انها لم تذهب الى البرلمان هباء ، لدينا ما يثبت ان لها صلات بدول بعينها " ما الذي يحدث في تركيا المسلمة وماذا يجري ؟ دولة مسلمة تحظر الحجاب الاسلامي ومن المفارقات والمتناقضات حقا .. ان تفصل (مروة قاوقجي ) من دراستها بسبب حجابها في دولة مسلمة ... ولكنها تكمل دراستها في الولايات المتحدة ولم نسمع ان " الكونغرس " والادارة الامريكية او " البنتاغون" حركوا ساكنا تجاه " مروة" ولم يجرؤ احد منهم ان يقول ان الحجاب الاسلامي هو علامة التعصب والتخلف وهم في اقوى دولة عالمية ولديهم اكثر من دبابات " ديميريل" والعسكر الاتراك .

والغريب ايضا ان ( حزب الشعب التركي ) الذي اسسه ( اتاتورك) فشل في تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات الاخيرة وهو يعاني الان من الهزات والشروخ ولا ندري بعدها ... احرام على (مروة) ان تعبر عن حريتها في لبس حجابها وهي منتخبة من الشعب التركي ؟ اما افكار ( اتاتورك) وحزبه الفاشل فيجب ان تبقى تحكم الاتراك والا فالسلاح والعسكر جاهزون للتدخل !!!!

وقبل ذلك كان (اربكان) رئيسا للوزراء وهو بالاصل زعيم حزب الرفاه الذي حصل على اعلى نسبة في الانتخابات ولا يخفى على احد انه اجبر على التخلي عن رئاسة الوزراء بتلويح العسكر للتدخل والانقلاب ، بل وجرت بعدها ملاحقته ومنعه من ممارسة العمل السياسي وجرى ايضا حل حزبه تحت ذرائع انه يمارس اعمالا وافكارا تخالف طبيعة ( النظام العلماني ) ، وقصة (الحجاب) كانت حاضرة بقوة في مطالب العسكر حين قدم (مجلس الامن القومي ) في شهر شباط سنة (97) ثمانية عشر مطلبا لرئيس الوزراء (اربكان) وعلى رأس هذه المطالب ( مقاومة الملابس والازياء الاسلامية ) . ولما حاول (اربكان) المماطلة في تنفيذ مطالب العسكر ، جاء انقلاب ( سونكان) ( الصغير ) الذي مر وكأنه حدث عادي ، ولكن ما حصل هو انقلاب واشارة تحذير لاربكان على ما يمكن ان يحدث ان رفض مطالبهم ... والذي جرى في مدينة (سونكان) هو دخول كتيبة من الدبابات الى هذه المدينة واعتقال عمدتها المحسوب على الرفاه والذريعة انه دعى السفير الايراني الى كلمة في مهرجان ضخم في المدينة ... ولم يختر ( اربكان ) ان يستمر في التحدي لانه ادرك ان تركيا والشعب التركي المسلم وهامش الديمقراطية ومن ثم حزبه سيدفع الثمن ، ففضل ان يدفع الثمن لوحده كشخص ؟! اذن ما الذي يحدث في تركيا ، ما نوع الديمقراطية التركية التي يتشدق بها اجاويد وديميريل والعسكر وينص عليها الدستور ؟ ... ولماذا يسكت الغرب والولايات المتحدة ( حماة الديمقراطية ) عما يحدث في تركيا ؟ وفي ذات الوقت يلقون القنابل على اطفال العراق من الاراضي التركية من اجل (اكذوبة ) ايجاد نظام عراقي ديمقراطي ... لماذا يصرّ النظام التركي على التحالف مع الصهاينة ، ولا يتحالف مع نفسه وشعبه ، او يتحالف مع امته الاسلامية وجحيرانه العرب ؟!!

نعم ... لماذا لا تريد تركيا المسلمة العودة الى امجادها ؟ لماذا تريد تركيا ان تبقى تعايش قوانين الغاء الخلافة ؟!

ان تركيا تريد ان تثبت للدنيا باعمالها انها الاقرب الى الغرب ، وحقائق الجغرافيا تناقض ذلك ( 97% من اراضيها في اسيا و 3% في اوروبا الشرقية ) وحقائق الديمغرافيا تناقض ذلك ايضا ( 99%) من الاتراك ديانتهم الاسلام ... ورغم محاولا ت الملاحقة والتضييق ضد الاسلاميين ، ولم تحصل تركيا الى الان على شهادة حسن سلوك من اوروبا ولازالت ترفضها بان تكون جزءا من الاتحاد الاوروبي والسوق الاوروبية المشتركة ...

ولا ادري لماذا تشارك تركيا في حملات الاطلسي تحت ذريعة الدفاع عن المسلمين الالبان ؟ بل وتستقبلهم في اراضيها وفي ذات الوقت تهاجم الاسلاميين وتحارب شعائر المسلمين ، وترفض الزي الاسلامي وتحظره في الهيئات الحكومية والمدارس والجامعات ... وماذا ستفعل الحكومة التركية وعسكرها غدا مع فتاة ( كوسوفية ) البانية مسلمة تريد ان ترتدي الحجاب لكي تدرس في جامعات او مدارس تركيا ؟!!

لقد ثبت لنا بعد قصة ( اوجلان) مدى العلاقة التحالفية الامريكية - الصهيونية مع عسكر تركيا ... الذين يريدون ابقاء المؤسسة العسكرية العلمانية تحكم في هذا البلد المسلم (بقوة السلاح) ... نعم نستطيع من خلال ذلك ان نفهم لماذا جاء الدور على (مروة) بعد (اوجلان ) .. " فمروة" اليوم متهمة ان لها صلات مع دول اجنبية حسب صحيفة ( جمهوريت) وان لها صلة بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) حسب صحيفة ( ميليت) ... انهم يريدون ببساطة سلخ تركيا المسلمة عن اسلامها وامتها وتاريخها وربطها في باكورة المصالح (الصهيو - امريكية ) ... ولكن لن تنجح محاولاتهم في ذلك لان الاتراك المسلمين الاشد تعاطفا مع قضية المسلمين المركزية (فلسطين ) والاكثر حبا ( لحماس ) ، وكلمات (السلطان عبد الحميد الثاني ) للصهاينة عندما جاءوا ليشتروا فلسطين منه معروفة ، هذه الكلمات محفورة في قلوبنا ، مسطرة باحرف من ذهب في تاريخنا ولا يمكن لفلسطيني حر ينساها .

نعم لا يمكن لهم تجاوز حقائق الحضارة والجغرافية والتاريخ والدين بهذه السهولة وجعل العولمة والهيمنة والثقافة الامريكية هي الاساس ، لهذا لم تخش (قاوقجي ) رغم عنف الحملة ان تقول بعد كل ذلك :( علينا نحن المسلمين ان نقاتل ضد اسرائىل في ارض فلسطين او مناطق كالشيشان والجزائر والبانيا او ضد حكومات تدعى الاسلام كما في تركيا ) .

ان الصهاينة والامريكان ومن ثم المؤسسة العسكرية ينظرون الى حجاب مروة انه معركتهم الكبرى ، لانها بنظرهم تمثل مركز الصراع علي الهوية والامة والدولة بين الاسلام والعلمانية وبين الشرق والغرب وبين الاستقلالية والتبعية وبين الصمود او الانخراط في العولمة والاحادية والهيمنة ... لذا ستبقى قصة الحجاب في تركيا معركة مفتوحة بين المد والجزر تنتظر موعد حسمها لصالح الاسلام ... لان الطغاة خدمونا عندما ظلموا .. فملك الناس الشوق للحرية التي تسلب ولا توهب ... والمطلوب اليوم ان لا تقف الشعوب المسلمة بعيدة عن هذا الصراع .. .نعم عليها ان ( لا تسكت ) لان ما يجري في تركيا يمسّ عقيدة كل مسلم ... ويمسّ جيران تركيا العرب والمسلمين ويؤثر على قرارهم ويهدد مستقبلهم واذا بقينا صامتين فسنشاهد (كوسوفا اخرى ) تنطلق من تركيا ولكنها ضد دولة عربية او مسلمة ترفض الانضواء تحت الراية الامريكية او تهدد مصالحها او تشكل خطرا على حليفها الصهيوني ... نعم معركة (حجاب مروة ) هي معركة المسلمين جميعا ... لانها عنوان شرف الامة ورمز عزتها وكرامتها ولكن هل من معتصم آخر ؟!!!!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل