إذا فاز نتنياهو ... سيناريو متوقع

 

العودة إلى صفحة الرسالة

اذا فاز نتنياهو ... سيناريو متوقع ؟!!

*** ترسيخ نظام امني اقليمي يضم اسرائيل وتركيا بدلا عن المفاوضات

*** اسرائيل ستبادر الى " التأزيم" مع العرب

*** موقف السلطة ... تساؤلات مفتوحة

صالح النعامي

شهر واحد تقريبا تبقى على اجراء الانتخابات الاسرائيلية العامة التي يعتبرها المراقبون من اكثر الانتخابات حساسية واهمية في تاريخ اسرائيل ، نظرا لان الحكومة التي ستتشكل اثر هذه الانتخابات ستكون مطالبة بمعالجة قضايا غاية في الخطورة وستكون الكثير من الخيارات التي تم الاخذ بها موضع اختبار قاس ، فرئىس الوزراء الاسرائيلي المقبل الذي سيدير شئون الدولة العبرية اثر هذه الانتخابات سيحدد موقف اسرائيل النهائى من نقاط الخلاف الرئىسة بين الدولة العبرية والاطراف العربية وسترسم الحكومة المقبلة شكل العلاقات مع كل الاطراف التي ترتبط مع اسرائيل بمفاوضات او حتى تلك التي وقعت معها معاهدات " سلام " . وتبعا للسياسة المعتمدة للحكومة المقبلة سيتحدد الشكل النهائى للنظام الاقليمي في الشرق الاوسط واركانه ، بل ان العلاقات العربية - العربية ، والعلاقات الفلسطينية - الفلسطينية ستتأثر ايضا بهوية رئىس الوزراء الاسرائيلي المقبل وبألوان الطيف السياسي التي ستشكل حكومته ، وبما ان كل استطلاعات الرأي العام في اسرائيل تؤكد بشكل مطلق ان التنافس النهائى على رئاسة الوزراء سينحصر بين رئىس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ورئىس حزب العمل " يهود براك" فان كل التصورات التي توضع لاستشراف السيناريو المستقبلي للسياسة الاسرائىلية في الفترة المقلبة ستنطلق من الافتراض ان رئىس الوزراء المقبل سيكون اما نتنياهو او براك ، ولان هناك تقاربا شديدا في فرص نجاح كل منهما ، فاننا هذا الاسبوع سنحاول وضع رسم هذا السيناريو فيما لو فاز نتنياهو في هذه الانتخابات ، وفي الاسبوع القادم سنحاول رسم السيناريو على اعتبار ان ايهود براك هو الفائز .

*** ائتلاف متطرف

على الرغم من الصلاحيات الكبيرة التي يتمتع بها رئيس الوزراء الاسرائيلي لانتخابه مباشرة من " الشعب " بفضل مواد في القانون الجديد تكفل هذه الصلاحيات ، الا ان الذي ثبت من خلال تجربة حكومة نتنياهو الحالية ان العامل المحدد للسياسات التي تعتمدها الحكومة الاسرائيلية تتوقف على شكل الائتلاف الحاكم و المنطلقات الايدلوجية للاحزاب والحركات التي تنطوي تحته ، وفي كل الاحوال فان بقاء الحكومة يتوقف على وجود اغلبية برلمانية لا تقل عن 61 عضو كنيست ، من هنا فان رئىس الوزراء يظل دائما معتمدا على ولاء احزاب حكومته له ، ولذا فهو سيأخذ بعين الاعتبار مواقف هذه الاحزاب وسيتعامل وفق حد معين من برامجها السياسية ، فضلا على ان الخطوط العامة لسياسة الحكومة التي يتفق عليها كأساس لهذا الائتلاف ستولي منطلقات الاحزاب المشاركة اهمية كبيرة .

في حال فوز نتنياهو فان الاحزاب المرشحة لدخول الائتلاف ستكون ذات طابع اكثر يمينية وتطرفا عن تلك التي تشكل الائتلاف الحالي ، ولعل من اهم الاحزاب التي ستكون ضمن حكومة نتنياهو هو اتحاد الاحزاب اليمينية المتطرفة والذي تشكل حديثا ، ويضم حركة " موليدت" التي تطالب بطرد العرب من الفلسطينيين الى الدول العربية وحركة " حيروت" التي يتزعمها بني بيغن الذي يرفض كل اشكال التفاوض مع العرب والفلسطينيين ، بالاضافة الى جماعة من المنشقين عن حزب "المفدال " الديني القومي ، وهم من قادة المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، الى ذلك ستضم حكومة نتنياهو الاحزاب الدينية سواء الارثوذكسة او الصهيونية الى جانب الاحزاب التي تمثل المهاجرين الجدد من روسيا ، مع العلم ان هذه الاحزاب ذات توجهات يمينية احيانا اكثر تطرفا من اوساط في " الليكود" ، وتجدر الاشارة هنا الى ان احد احزاب المهاجرين الذي من المتوقع ان يجد له تمثيلا في البرلمان هو حزب " اسرائىل بيتنا " ، الذي يتزعمه افيغدور لبرمان المدير العام السابق لمكتب نتنياهو واحد اوثق المقربين منه واخلصهم ، وهو يقطن احدى المستوطنات القريبة من القدس ، من هنا فان المواقف السياسية لمجموعة الاحزاب - التي من المتوقع ان تشكل حكومة نتنياهو المقبلة - متطرفة ولا تقبل التوافق بحال من الاحوال مع مطالب الاطراف العربية وخصوصا السلطة الفلسطينية ، اذن نتنياهو سيجد نفسه محاطا بمجموعة من الساسة الدوجماتيين الذين لا يعرفون الحلول الوسط ، لذا فاننا نتوقع ان تنزع حكومة نتنياهو الى اتخاذ مواقف اكثر تطرفا .

*** هناك ما "يغري" نتنياهو لمواصلة نهجه !!

ما يجب الاشارة اليه هنا ان فوز نتنياهو برئاسة الوزراء والاحزاب اليمينية والدينية باغلبية اعضاء الكنيست يعني لنتنياهو ولهذه الاحزاب ان الشارع الاسرائيلي قد اختار استمرار نهج الحكومة الحالية ، مع ان الحملة الانتخابية لنتنياهو تقوم بشكل واضح وجلي على دغدغة مشاعر اليهود عبر بعث رسائل متصلبة للجانب الفلسطيني والاطراف العربية وخصوصا على المسار السوري / اللبناني ، وبخلاف انتخابات العام 1996 فان فوز نتنياهو يعني ان الاسرائىليين استقروا على خيار المواجهة مع الاطراف العربية ، وهذا ما يعني ان نتنياهو سيكون ملتزما بالانسجام مع هذا الخيار ، الملفت للنظر ان نتنياهو قد اقنع قطاعات واسعة من الجمهور اليهودي بسلامة السياسات التي اتبعها ، كما ان هناك انجازات واضحة قد حققها وتدعوه لمواصلة نهجه ، ولعل الامر الذي يفتخر به نتنياهو هو استتباب الاوضاع الامنية بشكل نسبي ، فقد قلت الى حد كبير العمليات التي تقوم بها كل من حماس والجهاد الاسلامي و نتنياهو يؤكد انه هو الذي اجبر السلطة الفلسطينية على كبح جماح حماس والجهاد الاسلامي ، ودل استطلاع للرأي العام اجرته صحيفة " يديعوت احرنوت " مؤخرا ان اغلبية الجمهور الاسرائيلي ترى ان انحسار عدد العمليات التي تنفذها حماس والجهاد الاسلامي يرجع الى سياسات نتنياهو المتصلبة تجاه الفلسطينيين ، كما ان اغلبية الاسرائيليين تؤكد ان نتنياهو سيكون الاقدر على توفير الامن الشخصي للاسرائيليين ، ونجاح نتنياهو مرة اخرى يغريه لاستخدام اساليبه السابقة لتحقيق الامن عبر ممارسة مزيد من الضغط علي السلطة لضرب حماس والجهاد الاسلامي .

*** بيغن 1981 نتنياهو 1999

هناك الكثير من المراقبين من شبه نتنياهو في حال فوزه هذه المرة بمناحيم بيغن عندما فاز للمرة الثانية في العام 1981 بعد ان كانت كل التقديرات تشير الى فوز شمعون بيرس ، ويستذكر هؤلاء المراقبون ان بيغن بعد انتخابه للمرة الثانية قد اضفى مزيدا من التطرف على سياساته واصبح ينزع الى القيام بالمغامرات ، فقد امر بيغن بقصف المفاعل الذري العراقي ، وبعد ذلك شن حملة " سلامة الجليل " في العام 1982 حيث اقتحم الجيش الاسرائيلي لبنان واحتل بيروت ، كما شهدت الفترة الثانية من حكم بيغن اكبر حملة استيطانية اذ اطلق بيغن لمجلس المستوطنات العنان لكي يقيم عشرات المستوطنات في كل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة . وحال نتنياهو الآن يشبه الى حد كبير ما كانت عليه الامور مع بيغن ، فنتنياهو قد تخلى عنه قادة حزبه وكبار وزرائه ، والذين بقوا الى جانبه لم يفعلوا ذلك الا من منطلق الخشية من فقدان كل شيء، ولذا فإنه في حال فوزه على الرغم من تخلي حلفائه عنه فإن ذلك -برأي المراقبين- سيدفعه الى مزيد من "الغطرسة والعجرفة" على حد تعبير شالوم يروشالمي المراسل السياسي لصحيفة "معاريف" ، وعليه فإن نتنياهو ، مدفوعاً من احزاب ائتلافه ، سيظهر اقصى درجات التشدد فيما يتعلق بقضايا الحل الدائم مع السلطة الفلسطينية ، فبالنسبة له فلا مجال للحديث عن القدس والحدود واللاجئين ومصادر المياه الا في نطاق اللجان متعددة الاطراف التي لا تتميز القرارات الصادرة عنها بطابع الالزام لاي طرف ، وفيما يتعلق بالسيطرة على الارض فإن حكومة برئاسة نتنياهو في هذه المرة لن تعيد للجانب الفلسطيني مساحة تذكر ، مع العلم ان نتنياهو وحتى قبل الانتخابات رفض تنفيذ اي مرحلة من مراحل اعادة الانتشار ، فضلاً عن ان اتفاقية "اوسلو" تم تجميد العمل بها ، وكان المقربون من نتنياهو قد اعلنوا اكثر من مرة ان "اوسلو" بالنسبة لهم قد لفظ انفاسه ، وهنا يجدر بنا ان نستذكر ما عرضه ارئيل شارون على احمد قريع اثناء اجتماعه به العام الماضي عندما عرض عليه الاكتفاء بما تم تنفيذه حتى الآن !! لن يكتفي نتنياهو بالتشدد على المسار الفلسطيني ، بل انه لا يطرح ما يمكن ان يحدث اختراقاً على المسار السوري ، حيث انه يؤمن بحيوية استمرار هضبة الجولان ( كذخر استراتيجي) لاسرائيل، وعلى الرغم من ان نتنياهو يدرك انه لا يمكن وقف النزيف الاسرائيلي في الجنوب اللبناني الا بتسوية سياسية شاملة مع سوريا ، الا انه في المقابل يرى انه لا يمكن حل مشكلة امنية بأيجاد تهديد استراتيجي آخر ، وهو ما يعتقد انه سينجم عن انسحاب اسرائيلي عن هضبة الجولان سيما وانه يعلم ان الحكومة السورية لن تقبل مطلقاً بأقل من انسحاب اسرائيلي كامل من هضبة الجولان .

** نتنياهو يدرك حدود "الفعل" العربي

ليست المنطلقات الايدلوجية هي التي تدفع نتنياهو لاتخاذ هذه المواقف المتصلبة في تعامله مع الاطراف العربية ، بل لانه يؤمن ان الدول العربية لا تملك بدائل اخرى لاجباره على تغيير هذا الموقف ، وقد عبر عن ذلك بصراحة سكرتير حكومة نتنياهو السابق داني نافيه الذي اكد عقب قرار الحكومة الاسرائيلية تعليق العمل باتفاقيات "واي" ان الاطراف العربية قد خسرت اوراقها الهامة في اعقاب حرب الايام الستة وهي تدرك ان عقارب الساعة لا يمكن ان ترجع للوراء في ظل موازين القوى السائدة حالياً .

ولعل هذا ما يدفع الكثير من المراقبين الاسرائيليين الى عدم استبعاد نشوب حرب محدودة بين اسرائيل وسوريا وذلك لاجبار سوريا على وقف عمليات حزب الله ، سيما وان هناك عدداً من مستشاري نتنياهو المقربين من يدعونه مباشرة لتطبيق "الموديل التركي" في التعامل مع سوريا .

نتنياهو وكما اكد وزير دفاعه السابق اسحاق مردخاي انه عرض على الحكومة القيام بعدد من العمليات التي وصفت على نطاق واسع بأنها "مغامرات" ، فقد اقترح نتنياهو اغتيال الرئيس صدام حسين (مع العلم ان اسرائيل في عهد شامير واسحاق رابين وقد وضعت مخططات لاغتياله) ، كما عرض نتنياهو على مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر لشؤون الامن تنفيذ محاولة لاغتيال الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله ، وقد تم تنفيذ هذه المحاولة الا انها فشلت ، كما عرض نتنياهو تنفيذ سلسلة من الاغتيالات بحق عدد من زعماء حركة حماس في الداخل والخارج . اذن نتنياهو المنتصر في الجولة الثانية قد يجد نفسه حراً في تنفيذ مثل هذه المخططات ، مع ما يترتب على ذلك من تفجر للاوضاع الاقليمية داخل الشرق الاوسط .

** نظام امن اقليمي

كثيراً ما استخف نتنياهو بفكرة "الشرق الاوسط" الجديد التي "بشر" بها شمعون بيرس ، فهو يعتقد ان الاختلاف الكبير في الارث الحضاري والواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي فضلاً عن بقاء ملفات النزاع مفتوحة ، كل ذلك يجعل من المستحيل على اسرائيل الاندماج في منظومة تضم الدول العربية ، وعليه فإن نتنياهو يرى ان اسرائيل يجب ان تبقى على زخم علاقاتها الاقتصادية مع الغرب مع ارساء توجهات تكفل بتحقيق الاستغناء عن المعونات الاقتصادية الامريكية . اما على الصعيد الامني الاستراتيجي فإن نتنياهو يؤمن ايماناً مطلقاً بايجاد نظام اقليمي امني يجمع اسرائيل وبعض الدول التي هي على عداء مع الدول العربية المحيطة باسرائيل . ولعل هذا هو السبب الذي جعل التحالف الاسرائيلي التركي يكون اكثر رسوخا اثناء فترة حكم نتنياهو الحالية ، كما ان نتنياهو من اكثر القادة الاسرائيليين الذين عملوا على تقوية علاقات اسرائيل بدول القرن الافريقي وهي ارتيريا واثيوبيا لما لهذه الدول من علاقات متوترة مع عدد من الدول العربية .

** نتنياهو -بوش ، نتنياهو -آل غور!!

ليست اسرائيل فقط هي التي ستنتخب رئيساً لحكومتها ، بل ان الولايات المتحدة وفي العام 2001 ستنتخب رئيساً جديداً خلفاً للرئيس كلينتون، وحسب الدلائل حتى الآن فإن التنافس سينحصر بين نائب الرئيس آل غور ، وهو مرشح الحزب الديمقراطي ، وجورج بوش وهو نجل الرئيس الاسبق كمرشح للحزب الجمهوري ،آل غور يوصف على نطاق واسع بأنه اكثر مسؤولي ادارة كلينتون قرباً لجماعات الضغط اليهودي ، بل انه على علاقة وثيقة بأنصار الليكود واليمين الاسرائيلي من بين قادة اليهود الامريكيين ، ويؤكد بعض كبار المختصين في العلاقات الامريكية الاسرائيلية ان آل غور معجب بتصورات نتنياهو لمستقبل النظام الاقليمي في الشرق الاوسط ، وينظر الى آل غور على نطاق واسع كواحد من اكثر المسؤولين الامريكيين اخلاصاً للدولة العبرية ، من هنا فإنه ، وعلى الرغم من ان مصلحة الولايات المتحدة تكمن في الوصول الى تسوية سياسية للخلافات بين اسرائيل والاطراف العربية ، فإن التجربة اثبتت ان امريكا لا تذهب بعيداً في حرصها على هذه المصلحة ، وفي حال فوز آل غور فإن نتنياهو سيجد آذاناً صاغية لدىه . وفي حال فوز جورج بوش "الابن" فإن هناك احتمالات لرؤية العلاقات مع نتنياهو على النحو التالي ، اذا ارتضى بوش الخط الذي يسلكه الحزب الجمهوري والذي يعبر عنه زعماء الاغلبية الجمهورية في الكونجرس الامريكي ، وهم "اكثر صهيونية من اسرائيل نفسها" كما وصفهم حامي شليف المعلق السياسي لصحيفة "معاريف" ، وعندها لن يولي بوش الاطراف العربية اي اهتمام ، بل ان الادارة الامريكية قد تصبح طرفاً في توتير الاوضاع في الشرق الاوسط ، اذ ان زعماء الكونجرس من الجمهوريين يصرون على نقل مقر السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس مع ما يعنيه هذا من استفزاز فظ للعرب والمسلمين ، لكن هناك احتمال ان يتصرف بوش كما تصرف والده سابقاً عندما دخل في مواجهة مع اسرائيل بقيادة اسحاق شامير وعلى الرغم من ان ضغوط بوش هي التي جلبت شامير للجلوس في مؤتمر مدريد الا ان حلفاء اسرائيل في امريكا قذفوا بوش من خارج البيت الابيض ، وقد اقر بذلك . من هنا فإنه لا يوجد اسباب تدعو (الولد) لاقتفاء اثر (الاب) ... وقبل كل ذلك فإن الامر الذي يجدر ذكره ان امريكا تنظر لاسرائيل كذخر استراتيجي لها في الشرق الاوسط ، ولذا فإنه مهما "امتعض" الامريكيون من سياسات نتنياهو فإنه لا يعني ان احداً في امريكا يفكر في ممارسة ضغط حقيقي لزحزحة حكومة اسرائيل عن مواقفها سيما وان الامريكيين يدركون ان مواقف اسرائيل مهما كانت متطرفة غير كافية بالنسبة للانظمة العربية لتغيير تعاملها معها .

** الدول العربية والسلطة

بالنسبة للاطراف العربية بما فيها السلطة الفلسطينية فإن صعود نتنياهو يشكل عامل حرج حقيقي لها ، فمقولة "السلام خيار استراتيجي" لن تكون مقنعة لاحد في العالم العربي في ظل حكومة نتنياهو الجديدة ... صحيح ان الاطراف العربية ، وخصوصاً السلطة الفلسطينية وجدت طريقاً للتعامل مع نتنياهو على الرغم من كل انتقاداتها له ، فسياسات نتنياهو "العدائية" لم تمنع السلطة من مواصلة التنسيق الامني مع اسرائيل وبحث مشاريع اقتصادية ذات طابع اقليمي ، لكن وكما يتوقع المراقبون فإن نتنياهو هو الذي سيبادر الى تأزيم العلاقات مع السلطة الفلسطينية والدول العربية .

وفي هذا المجال تبقى العديد من الاسئلة قائمة ومفتوحة :ـ

1ـ هل ستواصل السلطة الفلسطينية في حال فوز نتنياهو من جديد التنسيق الامني مع حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل ، وكأن شيئاً لم يمكن ؟!

2ـ هل سيتواصل تعامل السلطة الفلسطينية مع الفصائل وقوى الشعب الفلسطيني الاخرى بنفس الاسلوب السابق بحيث يخضع اسلوب هذا التعامل لوتيرة المطالب الاسرائيلية والامريكية ؟، وهل سيتواصل ضرب الجهات التي ستقوم بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل ، واذا كان الرد بالايجاب ، فكيف يمكن "فلسفة" هذا النهج ؟!

3ـ ما هو مصير الاعلان عن الدولة الذي سيؤجل ؟!

... وكثير من الاسئلة الاخرى سيطرح والاجابة عليها لن تتأخر بعيد الفاتح من حزيران المقبل !!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل