إقرار خطط لإضافة آلاف الوحدات السكنية

 

العودة إلى صفحة الرسالة

اقرار خطط لإضافة آلاف الوحدات السكنية

رشاوى الانتخابات الاسرائيلية .. حمّى المستوطنات في سباق مع الزمن

متابعة / وسام عفيفة

قضية الاستيطان والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة ظهرت في الآونة الاخيرة كإحدى اهم القضايا الوطنية الاسرائيلية من حيث الاجماع لكافة الاحزاب الاسرائيلية وبدت كأبرز الاوراق في الدعاية الانتخابية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ومظهر ذلك ليس من خلال الوعود الانتخابية بالالتزام العملي الواضح لسياسة حكومة نتنياهو وقد اشارت مصادر عبرية مطلعة ان حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو اقرت خططا ومشاريع لبناء 13 ألف وحدة سكنية جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ستخصص لقطاع المتدينين المتزمتين اليهود.

وذكرت صحيفة "كول هعير" الاسرائيلية ان وزارة البناء والاسكان في الحكومة الاسرائيلية تتولى في الفترة الاخيرة دفع وتنفيذ هذه المشاريع الاستيطانية التوسعية في خمس تجمعات رئيسية في الضفة الغربية ، مشيرة الى ان اكثر من نصف مجموع الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة التي حصلت على التراخيص والموافقات اللازمة لبنائها في عهد حكومة بنيامين نتنياهو مخصصة للمتدينين المتزمتين اليهود، الذين يعول نتنياهو كثيرا على كسب اصواتهم لصالحه في انتخابات رئاسة الوزراء في السابع عشر من ايار مايو المقبل.

وافادت المصادر العبرية ان حكومة الليكود تشجع المستوطنين على توسيع المستوطنات عشية الانتخابات الاسرائيلية العامة في اسرائيل رغم ما تنطوي على هذه الخطوة من خطر تورط الحكومة الاسرائيلية في مواجهة سياسية مع الادارة الامريكية وزيادة حدة العلاقات مع السلطة الفلسطينية.

ونقلا عن مصادر المستوطنات اليهودية فقد اكدت ان وزارة الدفاع في حكومة نتنياهو اصدرت خلال السنوات الثلاث الاخيرة ما يزيد عن 25 الف ترخيص بناء جديد لحساب المستوطنين ، وانه تم تعبئة نحو 15 الف وحدة سكنية بمستوطنين جدد، وخاصة مستوطنين من قطاع المتدينين المتشددين الذين تقدم لهم وزارة البناء والاسكان الاسرائيلية التي يقودها نائب وزير الاسكان المتطرف الحاخام مائير موردش ، تسهيلات وامتيازات جمة لتشجيعهم على القدوم للاستيطان في اراضي الضفة الغربية المحتلة.

**رشاوى انتخابية

وفي نفس اطار رشاوى الحملة الانتخابية ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان نتنياهو توصل الى اتفاق سري مع مجلس المستوطنات اليهودي في الضفة الغربية ، يقضي بغض الطرف عن اقامة 30 مستوطنة يهودية جديدة مقابل تصويت المستوطنين له ، الا ان ديوان رئيس الحكومة نفى صحة الانباء التي تحدثت عن هذه الصفقة ، ورفض ديفيد بار ايلان رئيس قسم الاعلام في مكتب نتنياهو اتهامات الولايات المتحدة الامريكية للحكومة الاسرائيلية بشأن اقامة مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قديمة بصورة تتجاوز حدود الخرائط الهيكلية المعدة لهذه المستوطنات ، وجاء في البيان ان موضوع المستوطنات كان يشكل دائما مدار خلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة.

وكانت قد اكدت الاقمار الصناعية الامريكية انشاء 81 موقعا استيطانيا في الاراضي الفلسطينية ، 6 منها جرى انشاؤها قبيل مؤتمر "واي بلانتيشن" ، و 12 موقعا بعد توقيع اتفاقية "واي" وكانت الولايات المتحدة قد احتجت لدى اسرائيل على انشاء المواقع الاستيطانية الستة، وقالت اسرائيل "انها المرة الاخيرة" واعدة بعدم تكرار ذلك ، ولكنها واصلت الاستيلاء على الاراضي والتلال.

**هجمة بعد "واي ريفر"

هذا وقد وثقت جمعية "القانون" الناشطة في مجال الدفاع عن الارض البؤر الاستيطانية الموزعة في مناطق عديدة شمال وجنوب الضفة الغربية منها وضع 8 منازل متنقلة في مستوطنات غوش قطيف جنوب قطاع غزة ، اضافة الى احتلال عدة منازل عربية في البلدة القديمة في كل من مدينة القدس الشرقية المحتلة والخليل وجنوب الضفة الغربية، وافادت النشرة الاحصائية الصادرة عن "القانون" ان 22 موقعا استيطانيا جديدا انشئت في الاراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية "واي ريفر" في الثالث والعشرين من تشرين اول (اكتوبر) 1998.

واشارت النشرة الى ان المستوطنين وبتشجيع ومساندة من الحكومة الاسرائيلية صعدوا من سياسة الاستيلاء على الاراضي والتلال وانشاء المواقع الاستيطانية عليها بعد الاتفاقية بمختلف الوسائل والطرق وبصورة متسارعة.

وتدعي اسرائيل عدم خرقها اتفاقية "واي" بمواصلة انشطتها الاستيطانية وانه لا توجد اتفاقية تحظر انشاء المستوطنات ، في حين تعتبر السلطة الفلسطينية ان اسرائيل بنشاطاتها الاستيطانية تفرض امرا واقعا جديدا.

وتهدف اسرائيل الى السيطرة على رؤوس التلال الفلسطينية ، لتوسيع مساحة الاراضي التي تسيطر عليها قبل الدخول في المفاوضات حول التسوية الدائمة ، وتحاول التغطية عن انشاء مواقع استيطانية جديدة بإقامتها على مسافة كيلومترات محدودة من مستوطنات قائمة، والادعاء بأنها مجرد توسيع للمستوطنات القائمة.

ويعيش اكثر من 160 الف مستوطن يهودي في 144 مستوطنة بين اكثر من 1.5 مليون مواطن فلسطيني في الضفة الغربية التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 بالاضافة الى 5 الاف مستوطن في قطاع غزة في مستوطنات تتواجد في مناطق استراتيجية وحيوية وتقع في نطاقها اكثر الاراضي خصوبة واهم الموارد المائية في القطاع.

**مساومات انتخابية

من ناحية اخرى تفيد صحف عبرية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الخارجية ارئيل شارون يحاولان حتى اخر لحظة قبل الانتخابات العامة في اسرائيل القاء المبادرات هنا وهناك. وخلال الزيارة الاخيرة التي اجراها شارون لروسيا طلب من الروس ان ينقلوا الى رئيس السلطة الفلسطينية مبادرة اسرائيلية جديدة تستأنف المفاوضات بموجبها على الفور لبحث موضوعي الممر الامن وميناء غزة وكان شارون مستعدا ان يعهد بفتح الممر الامن وميناء غزة قبل الانتخابات ، ورد الرئيس الفلسطيني عرفات على شارون بواسطة الروس انه يتوجب على الاسرائيليين ان يفوا بالتزاماتهم السابقة اولا مثل الانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية وبعد ذلك تجري المفاوضات حول امور اخرى.
يشار ان هذه المشاريع تفيد نتنياهو في معركته الانتخابية.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل