الخضر : مائة عام من الحصار الاستيطاني المستمر

 

العودة إلى صفحة الرسالة

 

صمود الاهالي لم يمنع الزحف السرطاني

الخضر : مائة عام من الحصار الاستيطاني المستمر

الخضر / بيت لحم / الرسالة

من المتوقع ان تتصدر قرية الخضر (غرب بيت لحم) الاهتمام الاعلامي المحلي في الاسابيع المقبلة ، بعد عدة مؤشرات من هجمات استيطانية جديدة على اراضي هذه القرية المنكوبة بالمستوطنات ، والمقام على اراضيها ثلاث مستوطنات ، والمنكوبة ايضاً بسبب اتفاقيات سياسية غير متوازنة ، وسبب ذلك فإن اراضي القرية مقسمة الى (أ.ب.ج) ، وتاريخ استهداف القرية قديم جداً ، وقد يكون مفاجئاً ، حين وضع مهندس صهيوني مخططاً لاقامة مستوطنة افرات عام 1892 (نعم ليس في الرقم خطأ مطبعي) والتي اقيمت بالفعل بعد نحو مائة عام من ذلك .

وشهدت القرية هبة كبرى عام 1995م ، واستيقظت الجماهير والقوى السياسية ومسؤولون رسميون .. ومؤخراً وضع مستوطنو افرات كرفانات جديدة على تلة مجاورة كانت مسرحاً لاشتباكات بين المواطنين والاهالي ..

فما هي هذه المستوطنات المحيطة بهذه القرية

** افرات

يشير خبراء الاراضي والاستيطان الى ان مستوطنة (افرات) احدى المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية ، والتي يمكن اطلاق وصف ارتكازية عليها ، للهجمات الاستيطانية لمختلف المناطق .

وتجثم مستوطنة افرات ، التي اصبحت مدينة استيطانية على سلسلة القمم الجبلية الممتدة من راس واد البيار وتمتد شرقاً حتى تصل مشارف بيت لحم .

بدأ العمل في هذه المستوطنة التي تقع على سلسة الجبال الاستراتيجية والجميلة عام 1980 ، ومساحتها (5000) دونم تزداد يومياً ، وتفصل هذه المستوطنة عدة قرى عن بعضها مثل (واد النيص) و (واد رحال) و(دار خلاوي) و(دار حجازي) و(الخلة) عن بعضها وعن قرية الخضر .

واكتسبت اسمها (افرات) من الاسم القويم الكنعاني بيت لحم ، وحسب مخطط السياسة الاستيطانية فإنها مكان بيت لحم القديمة ، التي ترتبط بشبكة طرق قديمة مع مواقع اخرى استيطانية مثل (بيت ايل) و (معاليه ادوميم) مصادرة اخرى بتاريخ (19/11/1979) عندما تسلم اصحاب الاراضي في منطقتي (قيقان) و(النيص) من اراضي الخضر اوامر مصادرة ارسلها لهم بالبريد الحاكم العسكري في منطقة بيت لحم ، لاغراض عسكرية ، وبعد شهرين ابتدأ العمل لاقامة الشقق السكانية .

وفي شهر 12/1980 اصدر الحاكم امراً بمصادرة مواقع باطن المعصي ، وقام مستوطنو افرات بوضع اسلاك شائكة حول هذا الجبل بحماية قوات الجيش وبدأ اهالي القرية بالانتفاضة ضد هذه المستوطنة مع الجماهير الفلسطينية الاخرى ، وتنظيم اعمال لاستصلاح الاراضي ، وزراعة اشجار الزيتون ، لكن المستوطنين كانوا يحضرون ، بحماية الجيش ، لخلع ما يزرعه الفلاحون الفلسطينيون .

وتوالت الهجمات الاستيطانية لتوسيع هذه المستوطنة لتصل ذروتها ، وتستمر منذ عام 1994 وحتى الآن .

** هجمات متوالية

ومن اخطر هذه الهجمات الاستيطانية حين اصدر ما يسمى بقائد المنطقة الوسطى (الين بيران) امراً عسكرياً بتاريخ (29/7/1995) لشق طريق التفافي بطول 11كم حول مستوطنة افرات .

وفي 14/11/1996 قام مستوطنو افرات باعمال التجريف في منطقتي (ام المطلع) و (قلعة العبد) من اراضي الخضر وارطاس ، ورغم استصدار امر احترازي يمنع عمل المستوطنين فيها ، الا ان المستوطنين بقيادة عضو الكنيست حنان بورات واصلوا العمل .

وفي احدى الهجمات الاستيطانية ، اعلنت الادارة المدنية الاحتلالية مصادرة حوالي (4000) دونم لتوسيع المخطط الهيكلي لمستوطنة افرات .

وفي حال تنفيذ ذلك فإن حدود المستوطنة ستصل الى (برك سليمان) التاريخية ، وستكون من اشرس الهجمات الاستيطانية في الوطن الفلسطيني .

** اليعازر

فمعنى هذه الكلمة باللغة العربية (الله معنا) وهي تقع مقابل (افرات) من جهة الغرب على طريق القدس -الخليل ، وتمتد مثل افرات على سلسلة جبلية بطول (1.5)كم وعلى جبلين (ابو شايبة) و (ابو سليمة) ، وهما اسمان لاخوين كانا يملكان الاراضي في المنطقة المقامة عليها مستوطنة اليعازر .

ويحيط بالمستوطنة حواجز من الاسلاك الشائكة تعلوها الاضواء الكاشفة ، ويربطها بمستوطنة عصيون طريق ترابي تمر عليه دوريات الامن التابعة للمستوطنات ودوريات اخرى لجيش الاحتلال .

يشير سكان القرية الذين يفلحون ارضهم بالقرب من المستوطنة بأن عدد المستوطنين فيها يزيد عن الـ(1000) مستوطن ويزداد العدد كل يوم وكذلك بناياتها ، ويجري الان تكثيف اعمال البناء في الجهة الجنوبية المحاذية لطريق القدس-الخليل .

وكان البناء في هذه المستوطنة بدأ في عام 1976، وهي اول مستوطنة تقام على اراضي الخضر ، وكانت في البداية عبارة عن عدة بيوت وكرفانات ، والآن يوجد فيها مركز استجمام وعدة مطاعم ذات مستوى عال ، ومزارع للدجاج والحبش، وهي مزارع ضخمة  تتسع لعشرات الالوف من الطيور .

ويعتدي مستوطنو اليعازر على المواطنين ،وكثيراً ما يلقون الحجارة من وراء سياج مستوطنتهم على السيارات العربية التي تمر على طريق القدس- الخليل ، مما يؤدي الى وقوع اصابات بين المارين ، ويلاحق المستوطنون الفلاحين من القرية الذين يعملون في الحقول القريبة من المستوطنة وتحدث مشاجرات يتدخل فيها غالباً جنود الاحتلال الذين يعتقلون الفلاحين بدعوى انهم اعتدوا على المستوطنين المصابين بامراض عقلية ونفسية ..!!

ان مستوطني اليعازر يقفون الى جانب مستوطني ا فرات في ابتلاع الاراضي العربية والتصدي لاعمال الاحتجاج التي يقوم بها مواطنو الخضر ، كما حدث في اعمال الاحتجاج على مصادرة (ام الطلع) و(قلعة العبد) في تشرين الثاني 1996 ، وجبل (باطن المعصي) في كانون اول 1994م وفي (ام حمدين) في تموز 1995م .

** دانيال

تقع هذه المستوطنة ، مثل شقيقتها ، على قمة جبلية مرتفعة ، وكان العمل فيها بدأ خلال الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 ، على مساحة >متواضعة< تبلغ (200) دونم ، تضاعفت اكثر من مرة منذ ذلك الوقت .

وآخر هجمة استيطانية لهذه المستوطنة كانت في 14/11/1996 حين اعلنت سلطات الاحتلال عن مصادرة 1135 دونماً لتوسيعها وشل قرار المصادرة مواقع (واد الشامي ، عين ماسور ، شوشملة ، راس صلاح ومقام النبي دنيال) .

وتوجه الفلاحون من القرية ، باوراقهم التي تثبت ملكيتهم لهذه المواقع الى محكمة العدل العليا الاسرائيلية بمساعدة مؤسسة الارض والمياه لكن (لا حياة لمن تنادي) كما يقال .

وحتى في المرات التي استجابت فيها هذه المحكمة ، عندما اقدم مستوطنو دانيال في شهر كانون اول 1995

 بتجريف (200) دونم غربي المستوطنة لبناء مصنع ، لم ينصع المستوطنون لامر المحكمة بمنعهم من التجريف ، ووقعت اعمال احتجاج ، تدخل فيها كالعادة جنود الاحتلال الذين اعلنوا المنطقة منطقة عسكرية مغلقة واعتقلوا العديد من اهالي القرية ومنهم طفل عمره اربع سنوات .

ويخطط مستوطنو المستوطنات الثلاث لتمزيق ما تبقى من اراضي الخضر ، بشق طريق استيطاني يربطها معاً ويصل من مثلث (افرات) الى مثلث قريتي (حوسان وبيتر) ويمتد حوالي 7كم ويخرب حوالي 3000 دونم .

وهناك خطوط استيطانية فرعية يخطط لها هؤلاء لربط هذه المستوطنات بخط (60) الاستيطاني .

** خط (60)

ولم تكتف سلطات الاحتلال بسلب اراض القرية عن طريق بناء المستوطنات ، ولكن عن طريق شق طرق استيطانية مثل شارع (60) الذي شقته سلطات الاحتلال  ليمر عليه المستوطنون (بامان) بعيداً عن قرية الخضر ومخيم الدهيشة .

بدأ العمل في هذا الشارع عام 1993 وخرب حوالي 3 آلاف دونم واقتلع آلاف الاشجار المثمرة .

وخلال الصيف في عامي 94 و 95 كان يمكن مشاهدة الغبار على امتداد اراضي الخضر يغطي الاشجار في الحقول المجاورة ، وتضررت الاشجار والثمار كثيراً من ذلك ومن التفجيرات التي صدعت عشرات المنازل وآبار مياه الامطار .

وما زال العدوان مستمراً ، فمن يوقفه وكيف؟؟

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل