المعتقلون السياسيون

 

العودة إلى صفحة الرسالة

**تطور الاوضاع في سجن جنيد اثر اعتزام السلطة نقل المعتقلين لسجون اخرى

المعتقلون وذووهم: النقل قمعي وليس في مصلحتنا ونطالب بالافراج الفوري

العقيد جبارين: ننقلهم بناء على رغباتهم وسننفذ القرار بأي ثمن

نابلس- نواف العامر

توترت الاوضاع فجأة ليلة الاربعاء في سجن جنيد بنابلس اثر ابلاغ ادارة المعتقل عددا من المعتقلين بقرار نقلهم الى سجون اخرى خارج نابلس الامر الذي اعتبره المعتقلون تشتيتا لهم والغاء لقضيتهم وملف الاعتقال والتفافا عليه ، وهو ما نفاه العقيد ابو سفيان قائد القوة (17) ومدير السجن.

وقال ذوو المعتقلين ان العقيد محمد جبارين -ابو سفيان- قام باستدعاء عدد من المعتقلين وابلغهم بقرار النقل الى سجون اخرى ورفض المعتقلون النقل وطالبوا باطلاق سراحهم واغلاق ملفهم بدلا من القيام بعمليات النقل.

ونقلت ادارة السجن المعتقل حسام اليماني من بيت لحم -حسب اهالي المعتقلين- الى سجن اريحا بعد ابلاغه بالنقل لمنطقته وفوجئ بنقله لاريحا.

وكان اليماني اعتقل في شهر 9/98 وبعد ابلاغه بنقله لمسقط رأسه نقل الى سجن اريحا  ، وذكرت عائلات المعتقلين ان ادارة السجن ابلغت الشيخ جمال منصور بأنه مطلوب للقاء الحاج اسماعيل ابو جبر قائد قوات الامن الوطني في اريحا وجوبه الطلب بالرفض من منصور. وتوقعت العائلات ان يتم تشتيت المعتقلين وانهاء ملفهم وابقائه طي النسيان بعد عمليات النقل حيث تكون الاحتجاجات والاعتصامات مشتتة في مواقع الاعتقال ووصفوا النقل بأنه التفاف على المطالبة بالافراجات بعد الاتفاق على ذلك اثر فك الاضراب عن الطعام الذي استمر 36 يوما منذ بداية العام الجاري.

وحول تسرب المعلومات عن قرار النقل تجهمر اهالي المعتقلين منذ المغرب امام السجن وبدأوا بالاحتجاج امام المدخل ورددوا الهتافات المناهضة للاعتقال والنقل والمطالبة بالافراج عن ذويهم دون اية اشتراطات. واستمر الاعتصام حتى منتصف ليلة الاربعاء.

وقامت شخصيات اسلامية ووطنية في المحافظة بالتوجه الى مقر سجن جنيد وذلك بهدف نزع فتيل  الازمة عندما هدد المعتقلون بالرد على اية محاولة لنقلهم بالقوة حسب ما ابلغوا بذلك.

وبعد ساعات من الحوار تمكن جمال سليم وصلاح دروزة من حماس والحاج مسلم حجاوي وسامح طبيلة اعضاء الهيئة الادارية للغرفة التجارية بنابلس ومن المحسوبين على حركة فتح من تهدئة الخواطر ونزع فتيل الازمة ، وتم الاتفاق على تأجيل عملية النقل وبحثها مع المسئولين في وقت لاحق.

وقام ثلاثة من المعتقلين بالتنسيق مع ادارة المعتقل بمخاطبة الاهالي المعتصمين والطلب منهم مغادرة الموقع بعد ان هدأت الامور.

من جهته قال العقيد ابو سفيان مسئول القود 17 مدير السجن للرسالة ان الامور هادئة في السجن وعادية وانه كعسكري سينفذ قرار النقل بأي ثمن وان رفض المعتقلين للنقل ليس له أي مبرر.

واضاف ابو سفيان "نحن ننفذ القرار بناء على رغبة المعتقلين وتخفيفا على عائلاتهم من المعاناة خاصة من مناطق قلقيلية وطولكرم وجنين وبيت لحم ، وقد بدأنا بالنقل بالفعل ونقل معتقل من بيت لحم الى مكان سكنه وسنقوم بنقل اثنين من قلقيلية وخمسة من طولكرم وواحد من جنين.

وقد اكدت مصادر اهالي المعتقلين قيام الادارة بنقل معتقل من بيت لحم وهو حسام اليماني الى اريحا وليس الى بيت لحم. ونفى العقيد محمد جبارين -ابو سفيان- ما قيل عن رغبة السلطة ــ المعتقل ــ نقلهم الى سجون اخرى ، وقال ان هناك تحريضا من داخل المعتقلين بعدم الاستجابة لقرار النقل موضحا ان ما يقال حول ذلك هو من ايحاءاتهم الداخلية وليس له علاقة بالحقائق ، ولا يوجد لدينا أي رغبة لقمعهم.

وعلمت الرسالة ان العميد سعدي الناجي قائد نابلس العسكري حضر لموقع الجنيد في ساعات الليل وساهم في تهدئة الاوضاع وتم الاتفاق على تأجيل القرار والخروج من الازمة بطريقة سلمية دون استخدام للقوة.

ونظمت امهات ونساء المعتقلين صباح امس اعتصاما امام مقر محافظة نابلس واغلقن الشارع الرئيس لمدة 15 دقيقة وقام وفد منهم بمقابلة المحافظ الذي ابلغهن بوقف النقل حسب الاهالي.

وهدد عناصر الامن النساء المعتصمات باحضار الشرطة النسائية لانهاء الاعتصام وردت المعتصمات بالترحيب لاحضارهن. وتوجهت المعتصمات بعد ذلك الى سجن جنيد ورددت الهتافات قبالة السجن وحاولن دخول السجن الا ان الحراس حالوا دون ذلك.

على ذات الصعيد عقدت الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح مؤتمرا صحفيا في الجامعة ادانت فيه الخطوة وطالبت بالافراج عن المعتقلين بدل نقلهم لسجون اخرى.

ووضحت الكتلة في بيانها المذاع عبر مكبرات الصوت ان الخطوة سابقة خطيرة تهدف لتشتيت المعتقلين.

وتطرق البيان الى ان معظم المعتقلين ينتمون الى طلبة الجامعة ومجلس طلابها مثل منذر مشافي رئيس المجلس السابق ومحمد صبحي الرئيس السابق ايضا واعضاء المجلس سائد يس وشادي بشكار وخالد الزواوي وعلاء حميدان ونعمان طحاينة وابراهيم راشد ومعتصم سمارة ووائل حشاش وغيرهم من الطلبة.

 

رسالة مفتوحة الى السيد الاستاذ رضوان الاغا قاضي القضاة ورئيس المحكمة العليا الموقر

تحية طيبة وبعد :

لقد تلقينا بتفاؤل وترحيب نبأ تعيينك قاضياً للقضاء ورئيساً للمحكمة العليا الفلسطينية ، ومصدر تفاؤلنا نابع من عدة جوانب ..

اولاً: انه لبنة اضافية وخطوة ايجابية في طريق استكمال البناء القانوني والقضائي في فلسطين مما يعزز التوجه لتكريس سيادة القانون ومؤسساته والذي بدونه لن تصان حرية الانسان ولا تحفظ كرامته .

ثانياً : يعطي الامل النسبي لمن يدفعون ثمن التخلخل القانوني ، وغياب استقلالية وسيادة القانون وضعفه ان لم يكن الغياب القضائي كمؤسسات وضمانات تضمن العدالة .

ثالثاً : هذه الخطوة وما ينبغي ان يتبعها من خطوات بذات الاتجاه ستعزز وتؤسس الاحترام وثقة عالية بتجربتنا الوليدة ، فصورة وضعنا القانوني والقضائي -كسلطة وليدة- في التقارير الدولية لا تبشر بخير او مستقبل زاهر .

رابعاً : نحن المعتقلين السياسيين ننظر بحساسية خاصة ودقة اكبر لهذه الخطوة ، فنحن نرحب بها ولكن بحذر المجرب الذي ذاق مرارة الغياب والفوضى القانونية منذ سنوات ، ونأمل مع مجيئكم على رأس السلم القضائي ان يعتدل الميزان ، لينظر بمنطق الحق والعدل الى العشرات من ابناء الشعب الذين يكتوون بنار الاعتقال السياسي المستديمة بدون تهمة او محاكمة - كما وصفته منظمة العفو الدولية في آخر تقاريرها في ابريل نيسان 1999 .

لقد تم التجاوز عن المعالجة القانونية لموضوعنا بحجة كونه سياسياً لا يخضع للقانون الطبيعي ، فهل نتوقع مع قدومكم الكريم التحرك المأمول من امثالكم لاعادة الاعتبار لكرامة المواطن الفلسطيني وحقه في معاملة قانونية عادلة ، تجعل مكان البريء المظلوم الحرية في ظل اسرته ومجتمعه، ام سنبقى ندفع الثمن بغير وجه حق؟! .

لكم التحية والاحترام والدعاء بالتوفيق في مهمتك العظيمة والحساسة

المعتقلون السياسيون - سجن جنيد العسكري

8/6/1999

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل