لافتــــــــــــــات

محسن الافرنجي

العودة إلى صفحة الرسالة

مفخرة ومسخرة

في قانون الظلم العالمي "العولمي" الجديد يدان كل من يحاول المطالبة بحقوقه ، ويقبع في مقابر الموت البطيء الذين ينتصرون لكرامة شعوبهم وامنهم ، وتوضع الاغلال والاصفاد لكل من خرج عن بيت طاعتهم وهدد عروشهم .. ونسي هؤلاء او تناسوا الحقوق لا تضيع والثورة والثوار لا يموتون حتى ان الثورة الحقيقية تبدأ غالبا بدايات اكثر جدية بمقتل او اغتيال او اختطاف مفجريها ولعل ما احدثه اختطاف القائد الكردي عبد الله اوجلان من ردة فعل قوية وصاخبة من قبل شعبه في مختلف بقاع الارض يدل بوضوح على ذلك حيث انفجر البركان الكردي بنزع فتيله "الاوجلاني" ...

انه لفخر لهذا الزعيم بذاك الشعب ، ولذاك الشعب بزعيمه الثائر ، كما نفخر جميعا بضربات المقاومة الاسلامية الباسلة في جنوب لبنان على يد حزب الله وهو يمرغ الانف الصهيوني في عمق التراب ويلقنه الدرس تلو الاخر ويخرج عن طوع النظام الاستسلامي العربي الذي استمرأ الذل وقبل ويقبل باي حل وباي شروط معتبرا ذلك مناورة سياسية او تكتيكا او حتى شطارة .

وامام مظاهر الفخر والاعتزاز لقيادات ابت على انفسها الا ان تواصل طريقها لاسترداد الحقوق مهما بلغت التحديات ، وشعوب حرق بعض افرادها جسده تعبيرا بصورة انفعالية عن حبهم ودعمهم لقائدهم تبدو الصورة العربية وخاصة الرسمية اقرب الى فصول مسرحية او تمثيلية هزلية لا تهتم باذواق وميول واتجاهات المشاهدين ... أي فخر للاكراد باوجلان واي سخرية وعار للشعوب العربية "باجاويدها" .

وابطال الاربع تسعات فيها ؟! ثم أي فخر واعتزاز للعدو الصهيوني بتحالفه العسكري مع تركيا الذي حطم كل حواجز الامن العربي والاسلامي وجعله مستباحا ؟! وفي المقابل أي نعي وهوان للقادة العرب الذين فشلوا ليس في انشاء تحالف عربي اسلامي وانما في عقد مؤتمر عربي موحد؟!!

ويقف المرء حائرا متسائلا : ماذا لو احبت شعوبنا حكامها بمثل ما احب الشعب الكردي زعيمهم اوجلان؟ وماذا لو اثر الحكام مصالح امتهم على مصالحهم الذاتية الانانية ؟ وماذا لو ترجل الحكام ووضعوا عن جلودهم الكالحة فراء الغرب الدافئة ؟! والى متى سنبقى على هذا الحال من الذل والهوان ؟! الحقوق تنتزع ولا توهب والارادة حتما تنتصر والكف الطاهر يناطح المخرز النجس ، والايمان والصلاح خير زاد وذخيرة ، والقوة طريق السلام والتحرير ولغة السيوف تحل كل قضية ... هذه ابجديات لا يغفل عنها الحكام ولا تتناساها الشعوب فلماذا نعطل العمل بها ونحتكم الى طواغيب الارض لاستصدار فتاويهم وقراراتهم التي لا تتجاوز الحبر الذي يكتب به ، وحكم الله الخالد ودستوره القويم موجود بين ظهرانينا وايدينا قبل اكثر من اربعة عشر قرنا ؟.

ثورة اوجلان وضعت قضية الاكراد على قمة الاهتمام العالمي كما تربعت القضية الفلسطينية على عرش السياسة والاعلام في العالم يوم تدفقت الدماء من شرايين الشهداء والمعتقلين والمناضلين الذين ارهبوا الاعداء فارغموهم على الفرار ، ويوم حل السلام عاد الذئب ليستأسد ... فما اعظم دروس التاريخ لمن يعتبر ويهتدي ويقرأ السطور التالية :ـ

لا تطلبي حرية ايتها الرعية

لا تطلبي حرية .. بل مارسي الحرية

ان رضي الراعي .. فالف مرحبا

وان ابى .. فحاولي اقناعه باللطف والروية ..

قولي له ان يشرب البحر .. وان يبلع نصف الكرة الارضية !

قولي له : اني ولدت حرة .. اني انا الحرية .

ان لم يصدقك فهاتي شاهدا

وينبغي في هذه القضية

ان تجعلي الشاهد .. بندقية !


آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل