بالمختصر المفيد

 

العودة إلى صفحة الرسالة

المعتقلون السياسيون ... رهائن السياسة !!

في الوقت الذي تنعت فيه السلطة اسرائيل باشد نعوت الابتزاز والوحشية في اصرارها على رفض اطلاق سراح المعتقلين في سجونها ، فانها تمارس ذات الاسلوب لدى معتقليها في سجونها وتصر على استخدامهم " كرهائن" لاوضاع سياسية معينة ، في الوقت الذي تستخدمهم اسرائيل كذلك " كرهائن" لعملية السلام ، الامر سيان لم يختلف الا في شيء واحد ، انهم هناك لدى العدو الصهيوني محكومون على خلفية قضايا نظامية ، اما هنا فهم مودوعون في السجن الى اجل غير مسمى : بلا محاكم ولا تهم ولا جريرة ، اللهم الا التلذذ بعذاباتهم وحرق قلوبهم وقلوب آبائهم وامهاتهم واولادهم ، وها هي السنوات تمر تباعا دون ان يغلق هذا الملف الآثم الذ ي طفح بالاثم ، والذي لم يستطع وزير العدل ولا ا لنائب العام ولا محكمة العدل العليا ولا صراخ نواب التشريعي ولا مناشدات المنظمات الحقوقية ان تضع له حدا لان الذين يتحكمون في هذا الملف لا يريدون له الاغلاق ... يريدون دائما " رهائن " لاثبات انهم قادرون على مكافحة " الارهاب" وان سجونهم لا تخلو من بريء او سياسي ، والا كيف سيقنعون الامريكان والاسرائيليين بان مكافحة " الارهاب" قائمة ... قد يتذرعون ويقولون هذا تجني وظلم ، لكن اقول الواقع يدحض ادعاءكم لان السجون ملأى بل طافحة بالابرياء ، وهناك عشرات بل مئات الامثلة : لماذا يقضي جمال منصور اكثر من عام وراء القضبان دون ان يثبت ضده ولو كلمة مخالفة للقانون ولماذا يستمر اعتقال الرنتيسي ما يقارب العام ليس لسبب الا لانه عارض السلطة " كلاما" ؟ ... ولماذا لم يحترم قرار المحكمة العليا باطلاق سراحه ؟ ولماذا يظل محمود مصلح رهينة المزاج السياسي ؟ ... ولماذا لم يطلق سراح (.....) الذين ثبتت براءتهم لدى اجهزة الامن ومع ذلك ظلوا رهائن هذه المرحلة القاتمة المؤلمة من تاريخ شعبنا ...

الف سؤال وسؤال نضع امام الذين يقودون سفينة الوطن : الا يؤنبكم ضميركم ... الستم من عانى مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال وتعلم كم هي الغصة التي يخلقها السجن في نفوسكم ونفوس ذويكم ... لماذا تزرعونها الان في بيوت الشرفاء والاطهار ؟ ان كانت قضية المعتقلين السياسية لا تعني لكم شيئا فمعنى ذلك ان كل قضايا الوطن - كذلك - لا تعنيكم : لا العاطلون عن العمل ولا الممنوعون من الوظائف ولا المسحوقون وظيفيا ولا المنهوبون ماليا ... الخ ، اين هذا الموضوع من جدول اعمالكم ، وكم هي المرات التي طرقتموه فيها في مجلس الوزراء ... ام انكم نسيتموه تماما كما نسيتم ..... اليس من حق كل ام وطفل وزوجة ان تصفعكم بالسؤال وتلسع نياط قلوبكم علّها توقظ فيكم " نخوة العرب" او على الاقل مطلب العدل الذي صار حلما .

ان وزير العدل حينما يغيب عن جلسة التشريعي الخاصة بهؤلاء المعتقلين يعلم علم اليقين انه يغيب لانه لا يملك جوابا ، وكل ما يملك قوله : "الامر ليس بيدي ، هناك من هم اكبر مني" ..... اذن لماذا لا تلغى وزارة العدل ؟ ولماذا لا تعطل محكمة العدل العليا ( في الوقت الذي تنشط فيه محكمة امن الدولة )... ولماذا لا يصرف النائب العام الى بيته ؟ ... ولماذا تقبعون انتم في مكانكم ان كان هذا هو الحال ؟


آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل