ظاهرة جديدة : قوات الأمن تعتقل وتفتش وهي ملثمة

 

العودة إلى صفحة الرسالة

** ظاهرة جديدة : قوات الامن تعتقل وتفتش - وهي ملثمة !!

** المخابرات : هذا الاسلوب لا نستخدمه على الاطلاق

** شقيرات : تظهر وجود فجوة بين الشعب والسلطة

تقرير / عمر احمد

" في الساعة الثانية من فجر يوم الخميس 23/4/98 وبينما كان سكان بناية ابو رقاق يغطون في نومهم حاصرت قوات كبيرة من الامن الفلسطيني مبنى سكنيا يتألف من عشرة طوابق ، وداهم افرادها الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء واقنعة واقتحموا بعض الشقق وحطموا ابوابها رافضين الكشف عن هوياتهم وان كانت لديهم اوامر تفتيش " وردت هذه الفقرة في مجلة " حقوق الناس" (العدد 61) ويقول الصحفي محمد مناصرة : " لقد شاهدت من العين السحرية للباب عدة اشخاص يرتدون ملابس واقنعة سوداء من اخمص القدمين الى اعلى الرأس ولا يظهر منهم سوى عيونهم وشفاههم ، وعندما فتحت لهم الباب اندفعوا نحوي بقوة مصوبين اسلحتهم وايديهم على الزناد وانتشروا داخل الشقة بدون استئذان فاعتقدت انهم قوات خاصة اسرائيلية اتت لتنشر الرعب والموت وعندما سألتهم عن هويتهم لم يجب احد علي . ولدى تكرار سؤالي اجاب بعضهم بكلمات " اش .. اش "!!

مواطن اخر من مخيم جباليا قال : " لقد فوجئت باعداد هائلة من قوات الامن تحيط بمنزلنا حوالي منتصف الليل ، كان الكثير منهم يلبسون اقنعة سوداء على وجوههم ويصوبون البنادق الينا .. حيقة لقد خشيت ان تكون قوة اسرائيلية خاصة ، لكن عرفت بعد ذلك انها قوات امن فلسطينية " .

وهذه افادة من (ف) من قلنديا حيث قال :" يوم الجمعة 11/9/1998 الساعة الخامسة بعد الظهر (توقيت صيفي ) نادتني ابنتي الصغيرة هنادي بان شبابا امام باب المنزل ، يريدونني ، فخرجت وشاهدت شابين ، توجهت نحوهما وكانا يقفان وراء سيارتي وسيارتهما كانت امام سيارتي فقال لي احدهما انك مطلوب للتحقيق مع السلطة وها اشعار خطي بذلك ولم اعرف من اي دائرة للسلطة او من اي جهاز امني الا ان الورقة كانت مروسة بشعار واسم السلطة الوطنية الفلسطينية وقد كتب في الورقة " مطلوب حضوره للتحقيق للسلطة بخصوص شكوى " كنت في ملابسي الداخلية المنزلية ، فاستأذنت لارتداء ملابسي ، الا انهما منعاني من ذلك ، ثم قلت لهما سأبلغ شقيقي وليد المقيم بجانبي بانني سأتوجه معكما ، وسرت امام سيارتهما ومررت لاتوجه الى منزل اخي لابلاغه ، وهنا نزل شخصان كانا في السيارة فدفعاني الى داخل السيارة وارغماني على انزال رأسي خشية ان يشاهدني احد من قوات الامن الاسرائيلية ، ثم تحدث احدهم من البلفون وكان مجموع من اختطفني خمسة شبان في سيارة (GMC VAN سوداء ) وعلى جانبها العلوي ضوء احمر وقد تحدث احد الشبان بالبليفون وابلغ محدثه بانه تم تنفيذ مهمة اختطافي دون مقاومة ، ثم اجرى مكالمة هاتفية اخرى وقال لمحدثه سننقله من نقطة خمسة الى نقطة سبعة بسيارة اخرى ، ولم اعلم اين كانت السيارة فقد وضعوا على وجهي جرزاة سوداء ، ثم عصبوا عيناي وانزلوني من السيارة ووضعوا بطانية على وجهي وجسمي حتى لا اشاهد اي شيء ، وارغموني على السير على ارض وعرة وادخلوني غرفة ووضعوا القيود حول معصمي (كلبشات ) واستخدموا البطانية في تقييد رجلاي وتركوني جالسا ارضا لمدة تزيد عن اربع ساعات " .

هذه بعض شهادات المواطنين مروا بهذه التجربة الصعبة ، والتي وصفها مدير جمعية " القانون" خضر شقيرات بانها تثير الفزع والبلبلة والخوف في نفوس المواطنين ، ورغم ان حدوثها للان كان "قليلا " كما يقول شقيرات فانها تبرز اتجاها خطيرا ومخيفا وهو اتساع الفجوة بين السلطة والشعب بحيث ان المنفذين يحرصون على تغطية وجوههم خوفا من الانتقام ممن تعرضوا للاعتقال .

ويشير شقيرات الى ان مثل هذا الاسلوب قد يغري آخرين بانتهاج نفس الطريقة لتنفيذ تصفيات شخصية .

رغم ان تغطية الوجه باللثام قد حظر قانونيا من قبل الشرطة الفلسطينية نفسها الا ان قوات الامن مازالت تستخدمه خلال غاراتها على بعض البيوت بهدف الاعتقال والتفتيش ، والامر الذي يعتبره المحامي راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بانه مخالف للقانون لان الشرطة واجهزة الامن مكلفة بتنفيذ القانون وان تمارس عملها بشكل علني وواضح ، وهذا هو سر قوتها ومصداقيتها ، وحول الاسباب التي تدفع رجال الامن الى التخفي والتلثم يقول خضر شقيرات : هذا يؤثر على فقدان الثقة بين المواطن والسلطة ومؤشر على ان الجهات التنفيذية تخفي نفسها كلما كبرت الفجوة بينهما وبين المواطن .

اما الصوراني فيقول ان عملية التلثم تذكرنا بشيء واحد ووحيد هو القوات الاسرائيلية الخاصة والتي كنا نعتبر ممارساتها مدانة وغير مشروعة على الاطلاق واضاف : ان قيام قوات الامة بالتلثم سيؤدي بالضرورة الى حالة من الارباك لان المطلوب للاعتقال ربما يقوم بردة فعل قد يسبب عدم معرفته هوية القادمين الى بيته او ربما يحاول الدفاع عن نفسه بسببها عدم معرفته لهم .

ويشير الصوراني الى ان رجل الامن حينما يقوم بالتخفي فان ذلك يعني ان هناك امرا ما يخشاه عند القيام بمهامه كأن يتعرض للخطر او التعرف على هويته او الخشية من ايقاع الاذى به ، لكن ذلك - يضيف الصوراني - ليس مبررا على الاطلاق لان رجل الامن يجب ان يعمل بوضوح لانه لا يخجل من المهمة التي يقوم بها .

ويشير بعض رجال القانون ان مثل هذا الاسلوب قد يخلق حالة من الفوضى والارباك خصوصا وانه قد يتم استغلاله بشكل سيء من بعض المغرضين قد يقوم بتصفية شخصيات تحت مظلة التقنع والتلثم .

** واجواء التحقيق ... كذلك

ما يتم في اقبية التحقيق الفلسطينية لازال للان يقضي بان يتم التحقيق مع المعتقل وهو " مغمى" اي معصوب على عينيه بحيث لا يمكنه رؤية المحقق او المحققين الذين قد يستخدمون الضرب والقوة خلال فترة التحقيق ويفيد العديد من المعتقلين الذين تم التحقيق معهم على انه منذ بداية طلبهم للتحقيق وفور خروجهم من الزنزانة يتم تعصيب اعينهم بحيث لا يرون الطريق التي يسيرون فيها ويجلسون في دهليز خاص وهم معصوبو الاعين ، وقال لنا المعتقل (م) : تعرضت للتحقيق عدة مرات عند جهاز المخابرات والامن الوقائى وفي كلتا الحالتين كنت معصوب العينين وليس حولي الا الظلام الدامس ، واتوجس من كل حركة من امامي او من خلفي . ويضيف هذا المعتقل بان نفس الاسلوب تم استخدامه من خلال اعتقاله عام 90 على ايدي المحققين الاسرائيليين وقال : الصورة متشابهة الى حد كبير .

ويعتبر الصوراني ان المحقق ليس بعدو وهو موظف يمارس مهنته ولذلك يجب الا يخشى من شيء خلال ممارسته عمله واضاف : من المفترض من المحقق ان يكون همه الاول والاخير هو حماية المواطن وليس زرع بذور الشك والخوف .

** المخابرات : اللثام مرفوض ولا تستخدمه على الاطلاق

العقيد محمد المصري مدير العلاقات العامة في جهاز المخابرات العامة قال ان هذا الاسلوب غير متبع عندنا في جهاز المخابرات العامة على الاطلاق ، وهناك قرارات واضحة بهذا الشأن وهذه القرارات تقول انه يمنع منعاً باتاً لبس اللثام وفي حال القيام باعتقال شخص فإنه لابد من تعريف نفسه وانه من جهاز المخابرات العامة وانه جاء لمهمة كذا ، واضاف المصرى ان الشرطة يجب ان تكون مع قوات الامن في حال الاعتقال او التفتيش غير انه اشار الى انه قد تحدث بعض التجاوزات حيث تغيب قوات الشرطة .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل