مجازر كوسوفو : بين الإجرام الصربي والتهاون الدولي

 

العودة إلى صفحة الرسالة

** ميلوسوفيتش / اذ دخلت القوات الدولية اراضينا سنعتبر ذلك عدوان يجب مقاومته

** الثوار / لم نقبل اي تسوية تعرض طموحات شعبنا بالاستقلال للخطر

تقرير خاص بالرسالة

المذبحة البشعة التي نفذتها القوات الصربية في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان ضد المسلمين الالبان في قرية راش بكوسوفا تؤكد بحق ان الصرب بزعامة ميلوسوفيتش ماضون في تنفيذ مخططهم بابادة مسلمي الاقليم الكوسوفي ابادة منهجية .

والجيش الصربي الذي نفذ المذبحة بدم بارد لا يمكن ان يقوم بذلك دون ضوء اخضر من الرئيس ميلوسوفيتش .

وهذه المذبحة ليست الاولى فقد سبقتها مذابح افظع وابشع قام بها الصرب ايضا ضد المسلمين في البوسنة والهرسك ثم في مناطق اخرى في كوسوفو ذاتها .

وكان قد قتل في المذبحة 46 البانيا منهم 38 مدنيا من بينهم اربع نساء اعدموا بالرصاص وقتلوا بعد توقيفهم .

يشار هنا الى اخر احصاء سكاني رسمي شارك فيه البان كوسوفو ثم في العام 1981 اذ قاطعوا كل العمليات الاحصائىة التي قامت بها السلطات الصربية بعد ذلك الذي اتبعوه على اساس انهم اعلنوا استقلال الاقليم ولا يهمهم ما تجريه بلغراد او تقرره وتشير الارقام الخاصة بذلك الاحصاء الى ان عدد سكان كوسوفو مليون و585 نسمة منهم مليون 227 الف الباني شكلوا نسبة 77.4% من مجموع السكان .

** انقسام الاوربين والامريكيين

وفي ظل الوضع تصطدم كل المحاولات الدولية لحل الازمة بالتعنت والصلف الصربي .. وحتى التهديد باستخدام القوة لا يزال مشروعا فيه جدل وانقسام بين الامريكيين والاوربيين حيث اثارت طريقة معالجة الازمة في كوسوفو خلافات عميقة في داخل حلف شمال الاطلسي بين الامريكيين الذين يريدون توجيه تحذير الى بلغراد ، والاوربيين الذين يعتبرون ان الفكرة سابقة لاوانها ويفضلون اعتماد حل من خلال مجموعة الاتصال .

والولايات المتحدة التي تريد ان تحرك الامور اقترحت على حلفائها الاوربيين ان يسرعوا في البحث عن اتفاق مع البان كوسوفا قبل ارغام الصرب بموجب تحذير لمدة اربعة ايام ، على قبول تسوية تفاوضية في ازمة كوسوفو .

وكانت مجموعة الاتصال ( الولايات المتحدة وروسيا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ) خلال اجتماع وزاري في نهاية الاسبوع دعت بلغراد والالبان الجمعة الماضي الى مناقشة مشروع تسوية سياسية في اقرب وقت ممكن تعطي اقليم كوسوفو الحكم الذاتي وفي هذا الاطار سيكون للاقليم الصربي حكومة ونظام شرطة خاص في انتظار اعادة النظر في وضعه بعد ثلاثة اعوام وكان الصرب والالبان رفضوا هذه الافكار المستوحاة من المقترحات الامريكية حيث اعتبر الصرب انها بعيدة جداً فيما رأى الالبان الذين يطالبون بالاستقلال بأنها غير كافية وتعتبر الولايات المتحدة ان تهديد حلف شمال الاطلسي بشن ضربات جدية يترافق مع تحذير لبلغراد يمكن ان يحرك الوضع الذي تدهور ميدانياً .

ولكن الاوروبيين القلقين ازاء تجربة ما حدث مؤخراً في العراق يخشون الدخول في دوامة ويتساءلون حول مرحلة ما بعد الضربات الجوية المحتملة ويعتبرون ان اللجوء الى القوة اصبح من الصعب تبريره .

** تعنت صربي

ويقوم الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسفيتش بانتهاك علني للتعهدات التي قطعها في تشرين الاول الماضي بابقاء قواته في الثكنات في وقت ضاعف فيه الانفصاليون الاستفزازات وفي مقابلة صحفية نادرة نشرت الشهر الماضي عزز ميلوسيفتش ما اعلنته الحكومة الصربية من قبل عدم الحاجة الى قوة الحماية التابعة لحلف الاطلسي وانها ستعتبر قوة معادية اذا دخلت كوسوفو .

وابلغ ميلوسيفتش صحيفة واشنطن بوست >اذا دخلوا اراضينا سنعتبر ذلك عملاً عدوانياً ان مهمة جيشنا تكمن في عدم السماح لاي قوات اجنبية بالدخول الى اراضينا< .

ويعد المراقبون الذين وصل عددهم الى الفين بنهاية العام الماضي جزءً من مهمة التحقيق التي وافق عليها ميلوسيفتش خلال المحادثات مع هولبروك في اتفاق ابرم في 31 تشرين الاول / اكتوبر ، قال ميلوسيفتش انه سيسحب كثيراً من قواته من كوسوفو منهياً هجوماً ضارياً ضد السكان وسيسمح بوجود المراقبين ما داموا غير مسلحين .

ويبدو ان ميلوسيفتش يصر على ايجاد مصاعب مضنية تعرض طريق الحل وفي احد تصريحاته ركز على امرين رئيسيين في قضية كوسوفو اولهما انه لم يكتف بعدم قبول مطلب الاستقلال الالباني وانما رفض ايضاً منح الاقليم الحكم الذاتي موضحاً ان اقصى ما يمكن ان يحصل عليه الالبان هو حقوق الادارة الذاتية على قدم المساواة مع المجموعات العرقية الاخرى في الاقليم ، ورفض ميلوسيفتش ما يتردد حول تشكيل الابان 90% من سكان كوسوفو ، واشار الى ان الارقام لديه تجعل نسبتهم اقل من 60%

**الاستقلال مطلب الالبان

وعلى ضوء الوضع المتدهور في كوسوفو حذر الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان من نشوب حرب شاملة في كوسوفو وذكر على هامش مؤتمر صحفي دولي ان خير ما يقوله انه امكن تجنب حرب شاملة في الوقت الحاضر وحذر من انه اذا لم يف الناس بالتزاماتهم واذا لم يضاعفوا جهودهم لايجاد حلول سلمية "فاننا نجد ما يدعو للخوف من الاسوأ في العام 1999".

وفي الخامس من كانون الاول ديسمبر اعلن جيش تحرير كوسوفو انه لن يقبل اي اتفاق للسلام لا يضمن حصول اقليم كوسوفو الصربي على الاستقلال وقال بيان من مقر قيادة جيش الثوار "لن نقبل اي تسوية سياسية يمكن ان تعرض طموحات شعبنا للخطر او يتطلب منا العيش في دولة غير ديمقراطية مناهضة لالبانيا ودون مستقبل مثل يوغوسلافيا ".

وكان ادم دماسي المندوب السياسي البارز في جيش تحرير كوسوفو قال الاسبوع الماضي ان الاقليم قد يقبل الحصول على الحكم الذاتي من الصرب لمدة ثلاث سنوات على ان يتم اجراء استفتاء بشأن الاستقلال بعدها. وذكر البيان ان جيش تحرير كوسوفو سيواصل التزامه بضبط النفس والتعاون مع مراقبي الهدنة الدوليين واظهار حسن النوايا لكنه اضاف ان القوات الصربية لازالت تهاجم بلادنا.

وفي الثامن من الشهر الماضي نفت البانيا اتهامات متجددة من بلغراد انها تساند الثوار المنحدرين من اصل الباني والساعين من اجل الاستقلال في اقليم كوسوفو واكد بيان لوزارة الخارجية مجددا ان تيرانا لا تعتنق فكرة البانيا الكبرى.

وشدد البيان على انه في الوقت نفسه فإن الحكومة الالبانية ترفض ساخطة اي تلميح يذكر ان البانيا المجاورة للاقليم والذي كان جزءا منها وسكانه من اهلها لا تقدم شيئا مهما لتخليص سكان الاقليم من محنتهم مع انها يجب ان تطالب بضم الاقليم اليها لانه كان جزء منها او على الاقل تطالب باستقلال الاقليم وتعمل على حمايته بقدر ما تستطيع بل انها قامت باعتقال المجاهدين المسلمين الذين ارادوا الدخول الى الاقليم عبر اراضيها وسلمتهم بناء على طلب المخابرات المركزية الامريكية الى دولهم باعتبارهم ارهابيين .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل