طريق طولكرم قلقيلية أصبح طوله 33 كم بعد أن كان 18كم فقط

العودة إلى صفحة الرسالة

اثر المعاناة والاجراءات المشددة والمضايقات

طريق طولكرم - قلقيلية : اصبح طوله 33كم بعد ان كان 18 كم فقط!!

قلقيلية - من مصطفى صبري

"والله زهقنا من هالحياة اللي فيها يهود ، فاليهود دائما يحبون اتعاب الناس وبهدلتهم" هذه الكلمات المعبرة عن عمق المعاناة بدأ بها احد المسافرين الذين يذهبون من قلقيلية الى طولكرم يوميا ويدعى الحاج ابو سليم والبالغ من العمر 60 عاما ويضيف ابو سليم: ساق الله على ايام زمان عندما كنا نسافر بين قلقيلية وطولكرم من الطريق الغربي حيث كانت المسافة لا تتجاوز الـ 13 كم وتستغرق ربع ساعة من الزمن فقط اما اليوم فاننا نقطع مسافة التفافية تبلغ حوالي 33 كم مع صعوبة الطريق وساعة كاملة من الزمن فهل هذا عدل؟ يحرموننا من الطرق السهلة والقصيرة ويجعلونها لهم ونحن نسافر على الطرق الضيقة والطويلة والصعبة".

ويصف ابو سليم الطريق الذي اغلق وسبب المعاناة لحوالي اكثر من 70 الف مواطن من قلقيلية والقرى المجاورة "الطريق المغلق الان كان يربط قلقيلية وطولكرم بالقرى العربية داخل مناطق الـ 48 مثل الطيبة والطيرة وقلنسوة ويمتاز باستقامته وقصره ويقع على طول الخط الاخضر.

يقول مواطن اخر من قلقيلية عن المعاناة التي يسببها اغلاق هذا الطريق "ان اليهود دائما يسعون الى تفكيك اواصر الاخوة والتعاون بين الاشقاء ، فالطريق المغلق الان كان يسهل التواصل الاجتماعي والجغرافي بين سكان الـ 67 والـ 48 فخلال دقائق تستطيع الوصول الى الطيرة والطيبة وطولكرم اما الان فالسفر الى الاردن اقرب للمواطن من الذهاب الى الطيبة والطيرة وجلجولية وكفر قاسم والتي هي على مرأى العين ومآذنها شاهدة وشاخصة امامنا تشكو ظلم المحتلين ، ففي ايام الصيف في السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات يضيف هذا المواطن ويقول "كنا نذهب الى طولكرم والطيرة والطيبة والمحاذية لهذا الطريق مشيا على الاقدام دون عناء او تعب اما الان فالحواجز العسكرية على المدخل الشمالي لقلقيلية تسد علينا هذا التواصل وتجعلنا كأننا نعيش في دولة تفصلها حدود واسلاك شائكة والغام".

**البديل

يقول النائب عثمان الغشاش ان البديل عن هذا الطريق الذي اغلقته اسرائيل في بداية التسعينات بحجة انه يقع على الخط الاخضر هو طريق الكارة-فلاميه شمال قلقيلية حيث تم رصد الاموال والمخططات لهذا المشروع الحيوي الا ان السلطات الاسرائيلية منعت تنفيذه بحجة محاذاته للخط الاخضر والمستوطنات القريبة مثل سوريجال وكوخاف يائير ووجود شارع التفافي.

ويضيف النائب الغشاش ان هذا المشروع حيوي لقلقيلية وقراها الشمالية فلو نفذ المشروع من شمال قلقيلية حتى قرية فلاميه بطول 5 كم لتم تخفيف المعاناة التي يتكبدها المواطنون اثناء السفر ولكان بديلا عن الشارع الذي اغلقته اسرائيل كعقاب جماعي لاهالي قلقيلية والقرى المجاورة ، فالجاهزية لهذا المشروع من الناحية المادية والتقنية موجودة الا ان التعنت الاسرائيلي هو السبب الوحيد لعدم تنفيذه ، كما ان هذا الطريق المقترح يقصر المسافة الحالية حوالي 12 كم من اصل 33 كم.

**التواصل الاستيطاني

يقول احد المزارعين والجالس في عريشته بشكل مضطجع والتي نصبها في الجزء المتبقي من ارضه في منطقة الكاره "اليهود يخططون للمستقبل فهم يرفضون تنفيذ الطريق المقترح لانه في حال تنفيذه فإن التواصل بين مستوطنة تسوفيم وسوريجال سينقطع وسيكون هذا الشارع بمثابة السد المنيع الذي يحول دون التواصل الاستيطاني بين هاتين المستوطنتين .

يضيف هذا المزارع المحروق قلبه على ارضه التي صودر منها عشرات الدونمات "الغريب في الامر هو ان مستوطنة سوريجال تقع في اراضي الـ 48 ومستوطنة تسوفيم تقع في اراضي الـ 67 الى الشرق منها لذا يريدون ضم اراض بصورة تدريجية بدون ضجة على المستوى السياسي والشعبي الى مناطق الـ48 وكأنها تابعة لهذه الاراضي كحقيقة واقعة ففي الآونة الاخيرة اقدمت السلطات الاسرائيلية على شق شارع التفافي ليصل بين هاتين المستوطنتين اللتين لا تبعدان سوى كيلو متر واحد بالقياس الهوائي مما يسهل على الحكومة الاسرائيلية ايجاد تواصل بينهما دون مشقة .

** شماعة الامن

تقول صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية حول اغلاق الطريق بوجوه السكان العرب "من السهل على الحكومة منع العرب من اي طريق يسلكونه اثناء تنقلهم والتذرع بشماعة الامن ولو خلف اغلاق الطريق التسبب بمعاناة شعب بأكمله فالجندي الاسرائيلي يملك قرار المعاناة لآلاف الاسر العربية عندما يغلق حاجزه امام السيارات العربية التي تحمل لوحة تسجيل زرقاء ، فكم من الاطفال ماتوا على الحواجز العسكرية دون ان يحرك ذلك المشاعر الانسانية عند اصحاب القرار في اسرائيل .

** لم ير والده

ومن المشاهد التي تقشعر لها الابدان عندما يسمع بها الانسان المشهد الذي يرويه احد المواطنين عندما اصيب قريب له بذبحه صدرية حادة مما استدعى نقله الى مستشفى قلقيلية وعند وصوله المستشفى قرر الاطباء نقل المريض الى مستشفى طولكرم لتوفر التعلاج له هناك ووضع المريض في سيارة الاسعاف وبجانبه ابنه وعند وصول الحاجز الشمالي رفض الجنود الاسرائيليون مرافقة ابنه له وسمحوا لسيارة الاسعاف بالمرور ورجع الابن مكسور الجناح للحاق بأبيه من الطريق القديم وكان الوقت متأخراً وبعد رحلة سفر طويلة وصل المستشفى ووجد والده موضوعاً في ثلاجة الموتى دون ان يسمح له بمشاهدة والده في آخر ساعاته .

وفي قصة اخرى تحمل البعد المأساوي لعائلة يروي احد الازواج قصته عندما تم تحويلها من مستشفى الوكالة في قلقيلية الى مستشفى طولكرم الحكومي وعند الحاجز رفض الجنود مرافقته لزوجته وتم انزاله من سيارة الاسعاف ورجع لكي يلحق بزوجته وبعد رحلة طويلة وصل المستشفى وهناك اخبره الاطباء انه تم تحويلها الى مستشفى رفيديا في نابلس لخطورة حالتها الصحية وتعسر الولادة . عندما سافر الزوج الى نابلس وجد زوجته في غرفة العمليات وبحاجة الى وحدات دم والاطباء يسألون عن زوجها لكي يوفر لهم وحدات الدم الضرورية ووصل الزوج في الوقت المناسب .

ومن الملاحظ على الطريق الحالي والمستخدم فعدا عن طول المسافة كثرة حوادث السير على هذا الطريق بسبب ضيقه وكثرة الزوايا الحادة عليه مما يؤدي الى وقوع ضحايا كما يوجد على جانب الطريق مكب للنفايات بسبب سحاب الدخان الذي بدوره يعيق الرؤية ويؤذي المسافرين من الناحية الصحية .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل