لكن بما ان الحديث يدور حول
حاكم عربي فان المصالح المحددة وليست دوما
الموضوعية تلعب دورا في قراراته ، وكما رشح مما
تناقلته وسائل الاعلام المستندة الى مصادر موثوقة
في البلاط الملكي ، فإن الملك حسين قد اغاظته
الصورة التي تصرف بها اخوه حسن اثناء فترة غيابه
للعلاج في امريكا ، فحسب الملك حسين فقد تجاوز ولي
عهده الحدود عندما تصرف كما لو كان ملكا واخذ يتصرف
ضمن صلاحيات كانت حتى الان حكرا على الملك فقط ، مثل
التدخل في القرارات الهامة للحكومة وفتح ملفات
ساخنة وحساسة ، ولعل الذي اغاظ حسين بشكل خاص هو
تحرك اخيه حسين ضد الفساد في المملكة ، وهذا فسره
حسين على انه اتهام بأن عهده هو عهد فساد ، وهذا قد
كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير.
كل الحديث عن ان تنحية ولي العهد ستتم عبر ما يعرف
بـ "مجلس العائلة المالكة" كان مبالغا فيه ،
وقد كان قرار الملك حسين الشخصي والشخصي فقط هو
الحاسم في هذا المجال.
وحسب المصادر الاردنية فإن
الملك سيعكف منذ الان على اعداد ابنه عبد الله الذي
يبلغ من العمر 35 عاما لخلافته وسيزيد من مشاركته في
اتخاذ القرار الخاص بالاردن ، وسيعمل على توسيع
دائرة علاقاته مع كبار قادة الاجهزة الامنية وهي
ضمان بقاء نظام الملك حسين، كما انه سيعمل على
تعزيز اتصالاته مع قادة دول العالم سواء في العالم
العربي اوالولايات المتحدة وبالطبع اسرائيل، التي
حافظ الملك حسين وجده من قبله على علاقاته القوية
معها حتى في الوقت الذي كان الاردن من ناحية رسمية
في حالة حرب معها.
نقطة هامة جدا في هذا السياق
وهو مستقبل العراق، والدور الاردني الذي تأمل
الولايات المتحدة ان يقوم به نظام حسين، حيث ان
الولايات المتحدة ستعمل على ان يلعب حسين دورا في
محاولاتها اسقاط النظام العراقي، وقد قررت الادارة
الامريكية رفع حجم مساعداتها للاردن ، ومن ناحية
ثانية اقنعت الولايات المتحدة حكومة الكويت بالعفو
عن الملك حسين نظرا لموقفه اثناء حرب الخليج والذي
رفض ضرب العراق استجابة لمشاعر الشعب الاردني ،
وتأمل الولايات المتحدة ان يكون وجود ولي عهد قوي
وعادل حاسما في انجاح سياستها في المنطقة.