لافتــــــــــــــات

محسن الافرنجي

العودة إلى صفحة الرسالة

وداعاً ايّار ... !

فشل سياسي جديد اضافته السلطة الفلسطينية بتجميد الاعلان الفعلي للدولة لتخيب بذلك الآمال المعقودة حول بداية البداية للتخلص من اوسلو وتزيد من هوة الخلاف الداخلي على حساب رهان الانتخابات الاسرائيلية وبضمان رسائل امريكية لن تحرك ساكناً او تغير واقعاً .

القيادة الفلسطينية التي خذلها الموقف الدولي بثقله خلال توقيع اتفاقات السلام مع اسرائيل ترى اليوم في رسالة كلينتون مبرراً وضماناً لتأجيل اعلان الدولة وتمديد الفترة الانتقالية .. فإذا لم تلزم الاتفاقيات اسرائيل هل ستلزمها الرسائل ؟! اعتقد ان ساستنا يدركون الجواب جيداً ولكن يخدعون انفسهم بهذا الرهان والضمان الخاسر لا محالة .

لقد آثرت السلطة وبكل وضوح نصائح الاخوة والاشقاء والاصدقاء والغرباء على مطالب ونداءات القوى والفعاليات الوطنية والاسلامية التي رأت جميعها في الاعلان فرصة سانحة لانهاء ملف اوسلو وبدء مرحلة جديدة قد تكون افضل من سابقاتها اذا عزمت السلطة على ذلك بتفعيل وتحسين مضمون الحوار الوطني .

وبدلاً من ان توجه السلطة انظار "الناصحين" ، وما احسبهم كذلك ،الى تحويل ضغوطهم على اسرائيل لالزامها بتطبيق الاتفاقات الموقعة تحت رعاية دولية وزعامة امريكية استجابت السلطة لنصائحهم المسداة وافكارهم المهداة وتركت جانباً صوت الشعب وهديره الذي يغلي تحت الرماد .

متناقضات عدة اظهرتها الايام الاخيرة تتعلق بمواقف السلطة المتضاربة ومواقف المعارضة المتناثرة التي لا تزال تخشى لعبة السياسة وتحذير الوقوع في حبائلها ولكن ما اود التركيز عليه هنا كمواطن قبل كل شيء هو الموقف الرسمي من الحالة الجماهيرية والشعبية حتى باتت تصريحات المسؤولين الرسميين وكأنها استخفاف حقيقي بعقلية هذا الشعب وتأثيره وفعاليته .

وزير الاعلام ياسر عبد ربه قال في تصريح له امس الاول : "قد تستمر اجتماعات المجلس المركزي على مدى الاسابيع القليلة القادمة حتى يتم التشاور مع الشعب" ، اما سليم الزعنون رئيس المجلسين المركزي والوطني فيقول : بالنسبة لقضية الاستعدادات المطروحة في حال تأجيل او اعلان الدولة فإن من حق الشعب الفلسطيني مطالبته قيادته بدراسة هذه القضية من خلال المجلس المركزي" .

فأي علاقة قائمة بين المجلس والشعب؟ وهل يعرف الشارع الفلسطيني شيئاً عن اعضاء واسماء المجلس المركزي؟ واين تلك المؤسسات العريقة من قضايا وهموم المواطن ؟ ولماذا لا يراها الا في المناسبات وخاصة المسئولية منها كما حدث من تهليل وتصفيق عندما تم الغاء الميثاق ؟ واذا كانت السلطة مهتمة بالشعب فلماذا لا تحترم رغبته؟ وهل لديها الاستعداد الكافي للاستماع لكافة الآراء المعارضة دون قيود او تهديد واشراكهم بفعالية وليس كمراقبين في عملية اتخاذ القرارات المصيرية؟!
اسئلة لا تنتهي تقابل باجابة واحدة عملية : لا علاقة للشعب بما يحدث ولا يعرف شيئاً عما يدور امام او خلف الكواليس مما افرز حالة لامبالاة خطيرة تكشف عن فجوة عميقة في المجتمع الفلسطيني بين مختلف توجهاته واطره التنظيمية الشعبية والرسمية ..

لن ننجح في انتزاع حقوقنا المغتصبة طالما اننا تركنا الميدان بأكمله لاروقة السياسيين وارضنا تقتلع منا شبراً شبراً ولا احد يحرك ساكناً فأي دولة بعد ذلك سنقيم ؟ وعلى اي ارض ستكون ؟ ومن سيتدافع لاقامتها وتشييدها طالما ان المؤشر في تراجع مستمر .

كان يمكن ان يتحول تاريخ الرابع من ايار الى يوم مشهود وحاسم ولكن يبدو اننا سنقول اخيراً : وداعاً ايار ومع خالص الاعتذار ولكن سيبقى يحدونا الامل ولن نستمع لما قالته خيبر :ـ

شبران .. ولا تطلب اكثر

لا تطمع في وطن اكبر .. هذا يكفي

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل