بالمختصر المفيد

 

العودة إلى صفحة الرسالة

ما بين الانتقالية والنهائية .. انتقالية اخرى؟!!

اعلان الدولة او تأجيلها سيظل شغلنا الشاغل خلال الايام القادمة ... فهل مطلوب منّا ان نضع الخمس سنوات الماضية خلف ظهورنا ونشطب عليها وكأنها لم تكن من التاريخ ثم نولي وجوهنا قبل المرحلة الجديدة ( اعلان الدولة ) !! وتأتي الاسئلة لتطرح نفسها : هل معنى ذلك ان السلطة شطبت اتفاق اوسلو تماما ولم تعد تطالب بمستحقاته وان اعادة الانتشار والممر الامن والمنطقة الصناعية والميناء وغيرها قد اصبحت في "خبر كان" !! وهل معنى ذلك ان السلطة ستلغي التفاوض تماما ولن تعتبر " اوسلو" مرجعية تفاوضية ... وهل معنى ذلك ان السلطة ستحل المجلس التشريعي وتحل نفسها بسبب ارتباط هاتين المؤسستين بالاتفاقات الانتقالية ؟ حتى الان الاجوبة غير واضحة ، مما يعني مزيدا من الغموض والتيه ، ونحن كما تعودنا في السياسة الفلسطينية : لا نخرج من ازمة الا ونقع في ازمة اكبر منها ، ولا نفلت من مصيدة الا ونتورط في مما هو اسوأ منها ، ولا استطيع ان افهم هذه المعادلة الشائكة : اذا كانت السلطة قد فشلت في ارغام اسرائيل على القبول بالمستحقات " الصغيرة" في المرحلة الانتقالية فكيف تستطيع ان " تنجح" في ارغامها على القبول بما هو اكبر في مفاوضات الحل النهائي ( مستوطنات ، لاجئىن ، حدود ، القدس .. ) وهل سيكون اعلان الدولة " عصا موسى " التي ستحيل البحر طودا . ان فشل المرحلة الانتقالية سيؤدي بالضرورة الى فشل اي محاولة لاحياء المرحلة النهائىة لان كلا منها مرتبط بالاخر ، لان السلطة لن تستطيع التفاوض على السيادة مثلا في الوقت الذي لن تستطيع فيه على الحصول على المعبر الامن ، ولن تستطيع تحقيق الاستقلال مادام مفتاح " ايرز" في يد الصهاينة ولن تستطيع المرور بين غزة والضفة مادام الــ VIP في يد اسرائيل ، المحصلة هي ان السلطة ستعود الى مناقشة المرحلة الانتقالية رغما عنها ، وان كان بثوب جديد : سواء ثوب الدولة او ثوب المفاوضات النهائىة . اذن هي العودة الى نقطة الصفر ، واذا اعتقد البعض ان التغيير في الشكل يمكن ان يغير حقائق على الارض فهذا ما اثبتت عكسه كل الجولات التفاوضية السابقة .

نحن بحاجة لوقفة صادقة مع النفس ومراجعة شاملة دون مكابرة او تضليل ، لان مسألة تقرير المصير هي اخطر قضية في التاريخ الفلسطيني وناضل طوال حياته من اجلها ، فلماذا لا تقابل هذه " الخطوة العظمى " باهتمام اعظم واكبر يسع الساحة الفلسطينية كلها بعيدا عن كل المهاترات الاعلامية والحملات الضجيجية وصدق من قال " وغدا ينقشع الغبار فيظهر تحتك افرس ام حمار" !!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل