سيناريو متوقع اذا فاز ايهود باراك

 

العودة إلى صفحة الرسالة

** خطوط حمراء تضمن بقاء 50% من الضفة الغربية تحت السيادة الاسرائيلية

** دفع خيار الكونفدرالية لتصفية قضية القدس واللاجئىن والحدود

** " اقلمة" الحرب ضد الحركات الاسلامية في المنطقة

** اختراق للسوق العربية يؤدي لازدهار الاقتصاد الاسرائيلي بشكل لم يسبق له مثيل

صالح النعامي

بعد الحديث عن تصورات مستقبلية للسياسات الاسرائيلية في حال فوز بنيامين نتنياهو فانه من الضرورة رسم السيناريو المقابل ، وهو فوز ايهود براك رئىس حزب العمل الاسرائيلي برئاسة الوزراء ومن الواضح فان سياسات براك ستتأثر الى حد كبير بنفس العوامل التي من الممكن ان تؤثر على طريقة اتخاذ القرار لدى نتنياهو فطبيعة القوى والاحزاب التي ستشكل الائتلاف الذي سيرأسه براك ، وشخصية براك نفسه ، الى جانب العوامل الدولية والاقليمية ، كلها ستترك تأثيرها على سياسات حكومة برئاسة براك .

*** الائتلاف المستقبلي

في حال فوز براك فان هذا لا يعني اطلاقا انه سينجح في تشكيل ائتلاف حكومي فقط ، من الاحزاب اليسارية او الوسط ومدعومة من الاحزاب العربية ، بل ان كل التقديرات تؤكد ان براك لن يكون بمقدوره تشكيل الحكومة بدون الاستعانة باحزاب دينية او حركات ذات طبيعة " اثنية" والمصنفة ايديولوجيا ضمن " يمين الوسط " مثل حزب " اسرائيل بعليا" الذي يطرح نفسه كممثل للمهاجرين الروس في اسرائيل ، وكذلك حزب " الطريق الثالث" في حال تجاوزه نسبة الحسم ، ووجود هذه الاحزاب في ائتلاف برئاسة براك لا يساهم الا في اضفاء مزيد من التشدد على سياسات براك ، وبنفس القدر فان براك ايضا سيكون معنيا بضمان استقرار حكومته ، ولكي ندرك المصاعب التي ستواجه حكومة براك فيما يتعلق بقدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بمستقبل العملية التفاوضية مع العرب والفلسطينيين ، فاننا سنذكر بعض المواقف لكل من حزبي " يسرائىل بعليا " و " الطريق الثالث " ، فزعيما الحزب ناتان شيرانسكي ويودي ادلشتاين يؤيدان خارطة " المصالح القومية " التي عرضها ارئىل شارون والتي تمثل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة التي تؤكد ان على اسرائىل الاحتفاظ بـ 07% من مساحة الضفة الغربية على الاقل في اي تسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية ، اما حزب " الطريق الثالث " فانه يرفض من حيث المبدأ فكرة الانسحاب من هضبة الجولان باي ثمن وبدون الالتفات الى نوعية الضمانات التي تقدمها سوريا لاسرائيل وبعزل الترتيبات الامنية التي يمكن ان يتم الاتفاق عليها ، فضلا عن ان جميع الاطراف التي ستكون مرشحة للانضمان الى براك لن تبدي اي قدر من التنازل فيما يتعلق بـ " القدس " حتى حركة "ميرتس" التي تعتبر اقصى اليسار الصهيوني لها موقف واضح ومحدد وغير قابل للتنازل فيما يتعلق بالقدس ، فقد رفضت مؤسسات الحركة في العام 1997 اقتراحا يدعو لتضمين برنامج الحركة السياسي مبدأ يدعو الى تقسيم القدس لتكون عاصمتين لدولة فلسطينية واسرائيل . وبرر قادة " ميرتس" هذا الموقف بان ذلك قد يؤدي الى تلقي الحركة ضربة قاسية في الانتخابات المقبلة .

اما حزب العمل نفسه الذي رشح براك لمنصب رئاسة الوزراء فقد مر في تحولات كبيرة ادت الى تقلص الفروق الايدلوجية مع اليمين والليكود تحديدا ، ويمكن هنا الاشارة الى ورقة بيلن/ابومازن التي نصت على ان حكومة اسرائيلية برئاسة العمل ستعيد 90% من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، لكن لم يمض عام على خوض هذه الورقة حتى توصل بيلن نفسه مع ميخائىل ايتان احد قادة الليكود الى تصور نسف كل ما جاء في ورقة بيلن /ابو مازن لن يحصل على اكثر من 50% من الضفة الغربية وقطاع غزة مع ايتان نفسه وبعد اشهر من اتفاقه مع بيلن وايد خارطة " المصالح الوطنية" التي وصفها ارئىل شارون والتي تدعو الى احتفاظ اسرائىل بــ 70% من مساحة الضفة الغربية على الاقل كما اسلفنا .

الى ذلك فقد حدث هناك تحول في نظرة المفكرين اليساريين الذين كانوا احد الدعامات الهامة للاحزاب الصهيونية اليسارية والوسطية ، فقد اعرب هؤلاء عن رفضهم لفكرة اخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ، ووصف رئىس اتحاد الكتاب العبريين ا.ب يهشوع الذين ينادون بهذه الفكرة بانهم " نازيون"

وهناك نقطة هامة جدا بدت مؤخرا طافية على السطح بشكل واضح وهي الاحباط الكبير داخل صفوف قيادة حزب العمل واليسار بشكل عام من قدرتهم على الحوز على اغلبية في البرلمان اثر اي انتخابات مقبلة ، ولعل هذا ما دفع زعيما مثل عوزي برعام الذي يعتبر اكثر قادة الحزب "حمائمية " يصل الى استنتاج مفاده انه لا يمكن لحزب العمل تشكيل ائتلاف بمفرده وبمساعدة الاحزاب التي تدور في فلكه
بشكل طبيعي ، لذا فانه اصبح من اشد المؤيدين لفكرة حكومة " الوحدة الوطنية " .

** مواقف شخصية ذات اعتبار

الشيء الاكثر اثارة عند الحديث عن امكانية تشكيل براك لحكومة في المستقبل تكمن في الحديث عن مواقف هذا الشخص سواء عندما كان يرتدي البزة العسكرية كجنرال وكرئيس للاركان او عندما انضم لحكومة رابين كوزير للداخلية وبعد ذلك كوزير للخارجية في حكومة بيرس ، حتى انه في كثير من الاحيان يصعب تمييز مواقف نتنياهو عن مواقف براك في الكثير من القضايا ، وقد نقلت صحيفة معاريف بتاريخ 2/12/1997 عن براك قوله "ويل لنا ان قمنا باقتلاع المستوطنات ، وويل لنا ان قمنا باقتلاع الجيوب اليهودية من قلب مدينة الخليل" ، وعن القدس يقول "انه من الاهمية بمكان ان يتم توسيع القدس لكي تشمل كل المستوطنات المحيطة بها ويجب ان يسمح كل اتفاق مستقبلي بتعاظم مساحة القدس كعاصمة موحدة وابدية للشعب اليهودي" ، ويكاد براك يقتبس نفس ما جاء في كتاب نتنياهو "مكان تحت الشمس" عندما يتحدث عن اهمية السيطرة على الارض ، وهو يرد على سلفه شمعون بيرس الذي قلل من اهمية الاحتفاظ بالارض كوسيلة امنية في زمن الصواريخ المتطورة ، يقول براك "هذا ليس صحيحاً ، فالاراضي مهمة حتى في زمن الصواريخ ، فإذا منحنا الفلسطينيين ارضنا فكل صاروخ ارض-جو سينصبه الفلسطينيون في اللطرون سيجعل من المستحيل على طائرات سلاح الجو ان تحلق في سمائنا" ، في حين يعتبر براك ان السيطرة على غور الاردن ومصادر المياه مسائل غير خاضعة للجدال والمناقشة" .

براك الذي يأمل في التغلب على نتنياهو في الانتخابات القريبة اقدم مؤخراً على خطوة ذات مغزى فيما يتعلق بالبرنامج السياسي لكل حكومة سيتسلمها في المستقبل ، حين اعلن مراراً وتكراراً انه سيتردد في الائتلاف مع حركة "ميرتس" ، براك يدرك ان ارتباطه بـ"ميرتس" والاحزاب العربية يقلل من هامش المناورة امامه عندما يتفاوض مع الجانب الفلسطيني والعربي بخصوص اي تسوية سياسية ذات طابع اقليمي ، وهو معنى ان تكون كل حكومة يرأسها مستندة الى تأييد اكثرية يهودية" ، حتى لا يتم اتهامه بـ"التفريط بأرض اسرائيل" .

واضح جداً ان استراتيجية براك للفوز في الانتخابات تقوم على محاولة اقتحام هامش المناورة الذي يناور فيه نتنياهو عبر تسويق مواقفه بغلاف من التشدد السياسي والامني ، وهو يحاول اقناع الجمهور الاسرائيلي بعدم وجود خلافات جوهرية بين حزب العمل والليكود فيما يتعلق بقضايا الحل الدائم مع الفلسطينيين ، ويوضح قائلاً "ان المرء يحتاج الى ميكروسكوب لكي يحدد الاختلافات في المواقف بين الحزبين بعد ان اعلن الليكود من ناحية مبدأية استعداده لتطبيق "اوسلو" .

وخدمة لهذا التوجه فقد اكثر براك من "مغازلته" للمستوطنين ، ففي مقابلة اجرتها معه "هارتس" يتحدث براك عن تعلقه الشديد بجبال الخليل ونابلس ، ولا يخفى براك اعجابه بالمستوطنين ، ويقول عنهم "انهم يواصلون بناء المشروع الصهيوني" ، ويكشف النقاب عن ان اقرب الناس الى قلبه هو الحاخام يوئيل بن نون احد قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وقد اغضبت هذه العبارة بشكل خاص الكاتب اليساري يحيعام فايتس الذي يرد على براك قائلاً "ان زعيم المعارضة يحابي اناساً لا يضمرون اي احترام للديمقراطية ويستخفون بالقانون" ، ولاضفاء طابع "صقري" على قائمته ضم براك اليه دفيد ليفي احد قادة الليكود السابقين ، وحركة "ميماد" الدينية الصهيونية التي يعتبر جمهورها من المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة .

** "خطوط حمراء" لبراك بالنسبة لليسار الفلسطيني

من خلال ما تقدم يستشف المراقب تصوره عن تعاطي براك المستقبلي مع عملية التفاوض مع الجانب الفلسطيني ، فهو سيواصل تطبيق "اوسلو" من نفس المنطلقات التي تعاملت وفقها حكومة رابين/بيرس ، وهناك امور تمثل لبراك "خطوط حمراء" في كل ما يتعلق بنتيجة التفاوض على المسار الفلسطيني ، وهذه الخطوط هي :ـ

1ـابقاء السيطرة الاسرائيلية على غور الاردن والقطاع المحاذي للحدود مع الاردن بشكل عام، بحيث يكون عرض هذا القطاع 20 كم .

2ـالاحتفاظ بالسيطرة على قطاع آخر يمتد على طول الخط الاخضر الذي يفصل الضفة الغربية وقطاع غزة عن "اسرائيل" ، بحيث يكون عرض هذا القطاع ثمانية كيلو مترات .

3ـالاحتفاظ بمعظم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والشيء الممكن الاقدام عليه من حيث براك هو وضع هذه المستوطنات في تكتلات كبيرة وذلك لتسهيل عملية الدفاع عنها .

4ـلا يطرح براك فقط استمرار السيطرة على القدس ، بل انه يرى ضرورة تطوير المدينة والعمل على امتداد حدود بلدية القدس في كل الجهات ، وهنا يجب ان نستذكر ان صاحب فكرة بسط حدود القدس لتشمل 25% من مساحة الضفة الغربية هو بنيامين بن اليعازر وزير الاسكان السابق في حكومة رابين /بيرس .

5ـ الهيمنة على قمم الجبال في الضفة الغربية ، وليس سرا ان اسرائيل تستخدم هذه القمم كمواقع لراداراتها ، وبعض الجبال تستخدم كمخازن للسلاح.

6ـ استمرار السيطرة على مصادر المياه في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهذا يعني ان براك لا يفكر اطلاقا في التخلي عن سلسلة الجبال الممتدة من الخليل الى القدس ، وكذلك الجبال المحيطة بنابلس ، والتي تقوم اسرائيل باستغلالها في توفير مياه الشرب لسكان تل ابيب والمنطقة المجاورة لها.

7ـ لا يختلف براك عن باقي قادة حزبه بمن فيهم شمعون بيرس من حيث الايمان بوجوب بقاء الحدود بين الاراضي الفلسطينية والدول العربية تحت اشراف الجيش الاسرائيلي ، ويرفض براك اي وجود سيادي للجانب الفلسطيني على اي نقطة من نقاط هذه الحدود.

8ـ يرفض حزب العمل مبدأ اعادة اللاجئين الفلسطينيين بشكل مطلق لان ذلك -حسب رأيه- سيؤدي الى احداث خلل كبير في التوازن الديمغرافي الذي يرى براك انه يجب دوما ان يكون لصالح اسرائيل.

**خيار الكونفدرالية

في دفاعه عن فكرة اقامة الدولة الفلسطينية يقتبس وزير خارجية اسرائيل السابق ابا ايبان عبارة لرجل الدولة الفرنسي فاليران تقول "ان فن ادارة شئون الدول يقوم على اساس ضرورة التعاون مع الحتمي.. وحسب ابا ايبان فإن قيام الدولة الفلسطينينة حتمية ناتجة عن عدم رغبة اسرائيل في ان تتحول الى دولة ثانئية القومية .

ولذا فإن ايبان يدعو الحكومات الاسرائيلية الى التعاطي مع مسألة الدولة الفلسطينية حتى تحدد الظروف والشروط لمولد هذه الدولة بما يتفق مع مصالح الدولة العبرية ، وهذا احد اهم المحددات لبرنامج حزب العمل الاسرائيلي ، وبراك مثل بيرس يتساهل في منح "الرموز" للفلسطينيين مقابل بقاء هيمنة اسرائيل على المسائل الجوهرية ، ويرى براك ان التفوق الهائل لاسرائيل على السلطة الفلسطينية اكبر وافضل ضمانة لمستقبل الدولة الفلسطينية وفق هذه المصالح ، ومع ذلك فإن براك لا يظهر حماسا ظاهريا كبيرا لمسألة الدولة الفلسطينية حتى لا يزعج شركاءه المستقبليين في الائتلاف في حال نجاحه في تشكيل الدولة الفلسطينية.

الى ذلك فإن براك يريد ربط الدولة الفلسطينية بفكرة الكونفدرالية مع الاردن، والمراقبون يرون ان هذا اقتراح "جهنمي" من قبل براك يهدف الى تسطيح قضية القدس، لانه باعلان الكونفدرالية فإنه سيتم الاشارة الى عمان كعاصمة لهذه الكونفدرالية ، وبذلك يتم التخلص من المطلب الفلسطيني بشأن القدس، ونفس الامر فيما يتعلق بالحدود حيث سيكون "مبرر" لابقاء الحدود القائمة بين اسرائيل والاردن على حالها ، اما اللاجئون فيمكن تفهم بقائهم في الاردن لانها جزء من الكونفدرالية.

اذن فكرة الكونفدرالية خيار استراتيجي يؤمن به براك، واغلب الظن انه سيعمل بكل ما اوتي من قوة لاقناع الاحزاب التي ستشاركه في الحكومة المقبلة في حال ترؤسه لها بهذا الخيار.

**اقلمة الحرب ضد الحركات الاسلامية

لا يخفى ايهود براك رغبته في التوصل لسلام مع سوريا يقوم على انسحاب اسرائيلي من الجولان مع موافقة سوريا على تقديم ضمانات فيما يتعلق بطبيعة السلام مع اسرائيل، الى جانب وضع ترتيبات امنية تكفل لاسرائيل مراقبة ما يجري خلف الحدود بصورة دائمة ومطلقة، براك اعلن اكثر من مرة انه لا مجال للحديث عن وقف النزيف الاسرائيلي في هضبة الجولان الا بالتوصل لاتفاق شامل مع سوريا، وبذلك يضمن براك تحقيق الامن على الحدود الشمالية وسلام مع سوريا ، وبذلك تنتهي حالة العداء مع اخر دولة عربية.

بخلاف النظام الامني الاقليمي الذي يحاول نتنياهو دفعه الى الامام، يرى براك وقادة حزب العمل ان مصالح اسرائيل الاستراتيجية والاقتصادية تتطلب احداث اختراق داخل العالم العربي يعقب التوصل الى اتفاقيات سياسية مع دول "المواجهة" العربية، ويهدف هذا الاختراق الى:ـ

1ـ فتح الاسواق العربية امام المنتوجات الاسرائيلية بشكل علني وفي ظروف تنافسية جيدة تسمح بزيادة معدلات التصدير الاسرائيلي للخارج بصورة لا سابق لها ، وزيادة التصدير، الى جانب انها تزيد مدخولات اسرائيل من العملة الصعبة ، فإنها ايضا تستلزم بناء المزيد من المصانع الامر الذي سيؤدي الى تقلص مشكلة البطالة الى الحد الادنى الممكن.

2ـ التوصل الى سلام مع الدول العربية سيؤدي قطعا الى اقناع المزيد من المستثمرين الاجانب بالقدوم الى اسرائيل وهذا ايضا سيدعم الى حد كبير ازدهار الاقتصاد الاسرائيلي.

3ـ لا يخفى على احد ان الدول العربية والسلطة الفلسطينية سترى في سقوط نتنياهو وصعود براك انجازا يجب المحافظة عليه والعمل بكل قوة من اجل ضمان بقائه على سدة الحكم في اسرائيل، ولان الاوضاع الامنية في اسرائيل هي التي ستؤثر على مستقبل براك ، فإن الدول العربية والسلطة ستعمل على تقليل قدرة المنظمات الفلسطينية على تنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل بما يتطلب ذلك من اجراءات قمعية ضد افراد هذه المنظمات.

وسيظهر هناك تعاون علني بين اسرائيل والاطراف العربية والسلطة الفلسطينية في مجال مكافحة الحركات الاسلامية ، بحيث ستتم "اقلمة" الحرب ضد هذه المنظمات ، ولا يمكن استبعاد عقد مؤتمرات على غرار مؤتمر "شرم الشيخ" وغيره، وبدخول سوريا الى نادي الدول التي عقدت معاهدات سلام مع اسرائيل فإن ذلك يعني تضييق الخناق على المنظمات الفلسطينية المقيمة في سوريا ولبنان وذلك لأول مرة.

بعد الخوض في الحديث عن سياسات اسرائيل في حال فوز براك فإننا نعيد للاذهان ما قاله جدعون ليفي احد منظري مدرسة "ما بعد الصهيونية" عن براك "اشك انه قد تبلور معسكر سلام حقيقي في اسرائيل براك غير جدير بزعامة معسكر السلام ، فمنذ ان خلع زيه العسكري لم نسمع منه تصريحا واحدا يؤهله لذلك " هآرتس 13/1/1999، اما الصحافي شالويروشالمي فقد قال "ان ازمة التسوية في الشرق الاوسط تنبع من حقيقة عدم وجود شخص سواء في الليكود او حزب العمل يؤمن او يملك ارادة حقيقية في السلام مع العرب والفلسطينيين.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة

 

 

 

تصميم وإشرافسامي يوسف نوفل