لقد احزنتني الاحداث المؤسفة ،
التي المّت بك في مدينة رفح ، وما تبعتها، والتي راح
ضحيتها المأسوف عليه النقيب/ رفعت محمد جودة ،
والطفلة / فدوى جروانة ، وما صاحبها من الام ، وقلق ،
وتوتر.
لقد احزنتني هذه الاحداث المفجعة التي تمر بها يا
شعبي البطل ، الذي طالما مرت بك ويلات ، ومؤامرات ،
لشق صفك ، ولكنك كنت دائما واعيا لما يحاك لك ، وما
يدبره لك اعداؤك ، فسرعان ما تتجاوز المحنة ،
وتفوّت المؤامرة ، وقد تجلى ذلك بوحدتك الرائعة
خلال سنوات الانتفاضة المجيدة المباركة ، بما
يجعلني اؤكد على ما يلي:ـ
اولا: ان الدم الفلسطيني حرام ،
يحتم على كل من يحمل السلاح ان يحافظ عليه وعلى
قدسيته.
ثانيا: ان الرصاص الفلسطيني ما
كان يوما ليتوجه لصدر شريف فلسطيني ، وما ينبغي ان
يكون ، فأخوة الدم والسلاح كانت دائما عنوان وحدتك
في كل مراحل نضالاتك المشرفة.
ثالثا: ان سيادة القانون ،
واستقلالية القضاء هما صمام الامان لك انت، وانت
الذي يتطلع الى مستقبل ينعم فيه ابناؤك بالامن،
والاستقرار ، والوئام.
رابعا: ان الارتقاء الى مستوى
من الوعي ، وضبط النفس مطلب اسلامي ووطني هام
لتجاوز هذه الفاجعة التي اهتز لها وجدان كل شريف
وغيور.
خامسا: ان تحقيق العدالة هدف
سام ، ومشروع . لابد من الوصول اليه، مهما تطلب ذلك
من جهد، وصبر ، واناة ، لما لذلك من اهمية في بناء
دولة تسعى لتحقيق عزة الوطن والمواطن.
سادسا: ان ضرورة ازالة كل اسباب
التوتر ، ومظاهر الاستنفار امران لابد من تحقيقهما
لافساح المجال لكل مواطن شريف يسعى لاضافة لبنة في
بناء مؤسساتك ، وتطويرها ، وافساح المجال امام
العقلاء لاحتواء الفاجعة.
سابعا: لابد من فتح ابواب
الحوار الهادف ، الصادق ، الجاد، البنّاء بين
ابنائك وفق اسس واضحة ، ومباديء ثابتة ، وضرورة
استثمار امكانية الجميع في بناء مجتمع يحتكم الى
العقل، لا الى القوة، التي قد تصبح غشوما ، مدمرة،
اذا لم يتم ترشيدها، وتقييدها بمواثيق ملزمة.
ثامنا: ليتوقف نزيف الكلام غير
الواعي لما يقترفه يهود وعملاء يهود من تحريش ضدك
ايها الشعب الصبور ، ان تكذيب امريكا (...) لدعاوى
هؤلاء الخبثاء ، اللئام، الذين يطنّون صباح مساء
باطلاق سراح قتلة امريكيين ، وما نبح به (الدبرمان)
ديفيد بار ايلان يجعلني اهتف من قلبي : لعنة الله
على كل خوان كفور، لعنة الله على كل من اشعل عود
ثقاب ليوقد للفتنة نارا.
تاسعا: وجدت يا شعبي عندما قرأت
: (.. واتهم العطار بالتورط في هجمات ضد اسرائيليين )
الايام 2/2/199 صفحة 12 ، وجدتني اهتف : انه واحد من
ابطالك يا شعبي ، انه وسام على صدرك ، انه بطل ، لا
يمكن ان يتورط في قتل شريف فلسطيني ، وعندما قرأت في
بيان حماس (.. ورائد العطار لم يكونوا مطلوبين او
مطاردين لاجهزة السلطة منذ ان تمّ تفريغهم على احد
اجهزة السلطة الامنية ، والذي يرأسه العقيد / سامي
ابو سمهدانة ) عندما قرأت ذلك هتفت : ما كان ينبغي ان
يحدث ما حدث ، فلقد كان يكفي ان يستدعى رائد وزملاؤه
حسب الاصول القانونية ، وما يجيزه العرف العسكري ،
دون هرج او مرج ... ثم امتلأت حسرة والما!
عاشرا: ليفرج عن كل من اعتقل
بغير جريرة فورا، ان اعتقال احد ابنائك يا شعبي، هب
يوما للذود عن حقك وكرامتك ، وحق وطنك وكرامته،
ينبغي ان يتوقف ، وان يتوقف الى الابد ، فالحرية هدف
اسمى لنضالك ، والقيد يعرقل المسير ، ويوغر الصدور
، ويؤجج نار الفتنة والحقد، ويفصم عرى الانتماء
والود ، انها ثمار فجة ، سامة، قاتلة، تنضجها ريح
سموم اسمها : اعتقالات.
يا شعبي : ان اليهود لا يريدون
لنا الحياة ، يودون ان يزجّ نصف بنصفنا ، نارا موقدة
، تطلع على افئدتنا ، يوصدون ابوابها باعمدة ممددة
ملتهبة ، فلا تفتح ابدا ابدا ، والا فهي (ابواب
دوارة) ، كما يودون ان نكفر بالاهل ، والعشيرة،
والوطن ، تتورم قلوبهم قبل انوفهم اذا افرج قضاؤنا
عن سجين منّا، ويملأون الدنيا صياحا ، ونباحا...
كلهم يصرخ ، كلهم يولول ، كلهم يلطم خدوده ، ويشق
جيوبه : كيف يخرج من هدد كلنتون بالقتل!! الله اكبر ،
لقد شنقوه بثوب ازرق لغانية يهودية لعوب اسمها
مونيكا ، وجرّسوه ومسحوا به الارض ثم ينصبون
(الملاطم) احتجاجا على الافراج عمن تمنى موته،
واراح الخلائق من فجوره، وشروره ، ومجازره التي
ينفذها في اعناق بغداد ، وكوسوفو ، والبوسنة ،
وبيروت ... وفي كل مكان!.
ان الكلمة يا شعبي امانة ،
وكتابة التاريخ اعظم امانة ، والحفاظ على حياة
الانسان اعظم من كل ذلك ، ولا اخالك الا حليما
حكيما. ان كل قطرة دم تسيل على ارضك تبعث في قلب كل
شريف الف قطرة حزن ، والم، ولوعة ، وندم ، فلتحذر يا
شعبي ، فلتحذر ، ودمت وحماك الله.
يا شعبي البطل: كفانا ما ازهق
اعداؤنا من ارواح ابنائنا الطاهرة ، وكفى امهاتنا
واخواتنا وبناتنا احزانا ، وفواجع، وكفانا توجسا
وقلقا ، ان من حق شعبنا كل شعبنا ان يعيش حياة كريمة
، هادئة وآمنة ، ان من حق الاجيال القادمة ان ترث
منّا الالتفاف حول حقوقنا ، وتعزيز وحدتنا لا
التشرذم ، والاقتتال، والتفرق.