حي بير عونة : يحملون هويات الضفة الغربية ويدفعون الضرائب لإسرائيل

العودة إلى صفحة الرسالة

"السلطة سمحت لنا بالحصول على هويات اسرائيلية"

حي بير عونة : يحملون هويات الضفة الغربية ويدفعون الضرائب لاسرائيل

بيت جالا /

اهتمت وسائل الاعلام المحلية والعربية، من جديد، بحي بير عونة من اراضي مدينة بيت جالا ، بعد نشر خبر غامض عن مسؤول غامض في بلدية القدس الاسرائيلية يكشف فيه عن نية اسرائيل منح سكان الحي (1000 نسمة حسب الاحصائيات المحلية) الهويات الاسرائيلية .

وتعود مشكلة الحي الى عام 1967 عندما ضم من طرف واحد الى بلدية القدس الاسرائيلية، وتردد، بعد ذلك بسنوات، انه كان هنالك اتفاق بين بلدية القدس الاسرائيلية ورؤساء بلديات بيت لحم ، بيت جالا، بيت ساحور، في ذلك الحين والذين كانوا محسوبين على ما عرف بـ"المعتدلين" حول حدود بلدية القدس الجديدة التي اقتطعت آلاف الدونمات من اراضي هذه المدن وضمها لبلدية القدس المحتلة .

وبقي سكان بير عونة يتلقون اشعارات بلدية القدس بدفع الضرائب والارنونا ، وهم يحملون عملياً هويات الضفة الغربية ، وتم هدم منزلين في الحي وتلقى السكان اخطارات كثيرة لهدم منازلهم ولكن خلال ثلاثين عاماً من الاحتلال جرت في النهر مياه كثيرة ، واصبح السكان تائهين ...! ، بين تجاهل بلدية بيت جالا لهم ، وبين اصرار بلدية القدس الاسرائيلية على انهم جزء منها .

ورفع السكان قضية لدى المحاكم الاسرائيلية على اساس انهم يحملون هويات الضفة وتطالبهم بلدية القدس بما تعتبره حقوقها .

و"استمزجت" المحكمة ووزارة الخارجية الاسرائيلية في الامر، والتي ردت بعد سنوات بأن الحي جزء من بلدية القدس الاسرائيلية ، اما لماذا وزارة الخارجية وليس الداخلية مثلاً ،وذلك لتدرس ردود الفعل على قرار الضم عربياً واسلامياً ومحلياً وفي المحافل الدولية ، وبعد دراسة لسنوات ردت وزارة الخارجية للمحكمة ، لتحسم سياسياً قرار الضم .

واصبح وجود السكان في منازلهم ، "غير شرعي"، وتم وصفهم بالمتسللين وفقاً لمنطق محاكم الاحتلال.

ويقول احد المسؤولين في الحي ، وخلال السنوات الماضية، تحركنا بكل الاتجاهات، في اتجاه بلدية القدس الاسرائيلية نستنكر ونحتج، وللجانب الفلسطيني للابلاغ والاطلاع وطلب المساعدة .
ويبدو ان عدم وجود خطط فلسطينية للمواجهة ، جعل السكان يحصرون هدفهم بـ"النضال" للحصول على الهوية الاسرائيلية، وكلفوا المحامية ليئا تسيمل وتم رفع قضايا ليحصلوا على الهويات الاسرائيلية ، وهم الآن يحصلون على تصاريح، تجدد كل فترة ، للاقامة في "القدس" لمدة (24 ساعة) ، وحصلوا على هذه التصاريح ليتمكنوا من المبيت في منازلهم التي بحكم قرار الاحتلال بالضم تخضع للقوانين الاسرائيلية .

وعن الخطورة السياسية للمطالبة بالهوية الاسرائيلية ، يضيف هذا المسؤول "الذي يقيم الخطورة السياسية، هو المفاوض الفلسطيني، ونحن نتمنى العيش في ظل السلطة الوطنية ، حيث اهلنا وناسنا ، ولكن هنالك امر واقع مفروض علينا ونقاومه منذ (30) عاماً .

واشار هذا المسؤول "نحن ندافع الآن عن حقوقنا المدنية والاجتماعية، فإذا كانت البلدية تطالب بالارنونا وبما تعتبره حقوقها، فهناك واجبات على البلدية ان تقدمها مثل الصرف الصحي والنفايات .. الخ .

ولكن موقف السكان لا يشكل اعترافاً بالقرار الاسرائيلي بابتلاع هذه الارض؟

يجيب المسؤول "نحن لا نعترف ولكن لا ننكر، هذا الامر من شؤون مفاوضينا، فكل فلسطين محتلة ، وليس فقط بير عونة" . ويضيف "نحن ملتزمون بقرار قيادتنا ، ولم نسع لطلب الهويات الا بعد ان سمح لنا بذلك من قبل الجانب الفلسطيني، وقد زارنا فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس ، وطلب منا ان نسعى للحصول على هويات القدس ، باعتبار ان ذلك مواجهة لفكرة تهويد القدس" .

ويشق الحي الطريق الاستيطاني رقم (60) حيث ترى الجسور والانفاق الضخمة المقامة على جبال الحي لخدمة هذا الشارع الذي ابتلع مئات الدونمات من اراضي بلدات ومدن فلسطينية عدة في وسط وجنوب الضفة الغربية .

ولسان حال المواطنين الذين لا يثقون بالوعود الاسرائيلية بمنحهم هويات ، ولا يتوقعون حلاً يفرضه الجانب الفلسطيني يقول "ماذا نفعل ؟ نحن العرب المنسيون في مفاوضات السلام" .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة