نداء إلى الأحرار والشرفاء

 

العودة إلى صفحة الرسالة

نعم لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون السلطة

بقلم ابراهيم ابو الهيجا

سجن جنيد نابلس

في انتفاضة الاسير قبل اسابيع عبر شعبنا عن ألمه وجرحه النازف ،واهم قضاياه واولى اولوياته (الاسرى) .. وفي مظاهرات التضامن مع شعب العراق اعلن شعبنا رفضه للعدوان والعربدة الامريكية .. هذان المشهدان نذكر بهما لانهما حالة فريدة متكررة في تلاحم شعبنا .. فتوحد الدم والصوت الفلسطيني تجاه الظلم والمحتل ... ودلالة كل ذلك تتمثل في امرين (الاول) ان شعبنا منحاز لخيار الوحدة والتلاحم و(الثاني) ان هذا الشعب لديه مناعة قوية لا تخدعه الشعارات ولا تضلله دهاليز السياسة .. فكان واعياً على اي ثغرة يقف .. لكن كل هذا يدل على طاقة شعبية كامنة ، ولكنه ليس وحدة شعبية منظمة .. وفي مهب رياح (العبثية) السائرة بنا نحو المجهول لا يمكن ان تصمد ارضية شعبية مبعثرة في مواجهة اخطار حقيقية منظمة .. ولا يخفى على احد مدى الخطر السياسي القادم ، فنهب الارض وتهويد القدس يسيران بسرعة تفوق ردة الفعل الجماهيرية التي تجد نفسها محاصرة تارة .. او لوحدها تارة اخرى او مصابة بمرض الانفصام (الشيزفرينا) .

والاخطر من كل هذا ان البعض يراهن على الانتخابات >الاسرائيلية< او اجبر على هذا الرهان فبقي في دائرة الانتظار رغم استمرار دفع الثمن من الارض والانسان وكأنه كتب علينا كشعوب مسلمة ان ندفع اثمان اللعبة السياسية الغربية او الاسرائيلية فالشعب اللبناني بالامس دفع ثمن حماقات (بيريس) في قانا والشعب الافغاني والسوداني والى هذه اللحظة الشعب العراقي لا زال يدفع ثمن لا اخلاقية (كلينتون) والمطلوب اليوم رأس الشعب الفلسطيني ، والوقوف بصمت وسلبية لن يجدي وبقاء البعض رهينة انتظار قدر التغيير في القيادة السياسية الاسرائيلية او انتظار العصا الامريكية السحرية .. امر ليس فقط لن يجدي بل هو حساب سياسي خاطئ فالفروق في المدارس الدينية والعلمانية تتمحور حول زيادة او نقصان نسب لا تذكر او رموز لا تعبر عن جوهر .. فهما يتفقان في النهاية حول جوهر ما يجب ان يكون في الحدود والمستوطنات والقدس .. اما الولايات المتحدة الامريكية فاسباب عدم حيادها يعرفها الطفل الفلسطيني والارتهان بكلمات قيلت هنا او هناك او التعلق بآمال واحلام وردية لا يعبر عن حنكة سياسية والعلاقة المصلحية والاستراتيجية بين (اسرائيل وامريكا) اعمق واكبر من ذلك ، فإن كان هناك احلام فهناك افعال وشتان بين هذا وذاك ونظرة الى التاريخ والقاء الضوء على ازمة العراق الاخيرة يعطيك اجابات شافية على مدى العلاقة ... لذا لا يجب ان نخدع انفسنا او شعبنا ...

اذن ما هو المطلوب ؟ ... الفرصة التاريخية .. وحالة التحدي وتقرير المصير تتطلب قبل كل شيء اقامة سلام فلسطيني-فلسطيني بعيداً عن الضغوط الخارجية او التراكمات الفئوية ... فاختلافنا واختلاف البشر قدر محتوم .. وبقاء حالة التنازع لا يخدم الا طرف المحتل والمتربص .. اذن المطلوب البحث عن قواسم مشتركة تجمع هذا الشعب وقواه ندافع عنها بكل ما نملك وتكون مرجعية شعبية نتعاهد جميعاً على عدم تجاوزها او الالتفاف عليها مع مراجعة صريحة وجريئة لما سبق ، فشعبنا الفلسطيني العظيم جدير بذلك لانه يمتلك البذرة الكامنة في جذوره ولانه يقف اليوم امام اعتى محتل غاصب مسلح بفكرة كاذبة ومدعوم من قوى مستكبرة ...

ان الوقوف على تجارب الانظمة العربية في الغاء الآخر اثبت التاريخ عجزها ولم يثمر هذا الا عن حالة من التشرذم والتربص .. والوعي السياسي اليوم يتطور بوتيرة متسارعة نحو اقرار شعبي فعلي >للديمقراطية والتعددية< والديكتاتوريات تتآكل على طريق التهاوي والسقوط .. كما ان التدفق الاعلامي تقدم عشرات السنين فعهد الاحتكار والاحادية المعلوماتية انتهى والفضائيات اليوم تملأ سماء العالم بكل الحقائق والمتنافسون في هذه المحطات يعلمون -اليوم- ان قبول الجماهير لهم هو رهن قولهم للحقيقة دون مواربة او نفاق او اكاذيب ...

لذا علينا تجاوز عقدة الآخر والغاء الآخر والسير نحو سلام (فلسطيني فلسطيني) ووضع ذلك كاستراتيجية تتجاوز الحوار الموسمي او الاعلامي او الاضطراري .. ولعل الناظر اليوم لما تكتب الاقلام الفلسطينية فإنه يرى اجماعها على اهمية الحوار وارساء سيادة القانون ودمقرطة المجتمع .. ومع تقديرنا لصدق ونظافة هذه الاقلام الا ان المطلوب ان تكون هذه الافكار معبراً عنها بشكل جوهري دائم وليس نتاج ظرف او احساس بخطر ... انه نداء لكل الاحرار والشرفاء في هذا الشعب العظيم لاداء دور مميز وفاعل تجاه ارساء الديمقراطية والتعددية والمساعدة في فتح صفحة جديدة في تاريخ فلسطين تقدم الحوار والتفاهم على الجفاء والتناحر .

ولعل ملف المعتقلين السياسيين في سجون السلطة اكثر منغصات هذه الصفحة والمطلوب اليوم من كل شريف وحريص التقدم للانقاذ والعمل على اغلاق هذا الملف لانه الخطوة الاولى الكفيلة بتصحيح المسار وتقوية الصف وتعزيز الوحدة ، فبهذا يتوقف النزيف ويندمل الجرح ... ونستطيع ان نرى البسمة ترتسم على وجوه آباء وامهات وابناء وزوجات المعتقلين السياسيين .. ولعل حلول شهر رمضان المبارك ، وقدوم عيد الفطر هو الزمن المناسب لهذه الخطوة الهامة .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة