الخلافات الشخصية تفقد حزب الوسط بريقه

 

العودة إلى صفحة الرسالة

حدوث فتور في الانضمام الى صفوفه

الخلافات الشخصية تفقد حزب "الوسط" بريقه

يبدو ان انطلاق حزب الوسط الاسرائىلي الجديد يصطدم بعقبات حقيقية بعد تفجر الخلافات بين القادة المفترضين له ، فبالرغم من تحديد موعد الانتخابات فان كلا من رئىس الاركان الاسرائيلي السابق امنون شاحاك ووزير المالية الليكودي السابق دان مريدور لم يتفقا على الاسس التنظيمية التي تؤسس هذا الحزب الجديد ، فامنون شاحاك يريد الان ان يتم اختيار مرشح الحزب لرئاسة الوزراء في حين يطالب مريدور بتأجيل النظر في هذه القضية حتى يتم الانتهاء من وضع برنامج فكري وسياسي له ، ويتهم مقربو شاحاك مريدور بانه يهدف من وراء الدعوة لتأجيل اختيار المرشح لرئاسة الوزراء الى الانتظار حتي تهبط شعبية شاحاك وبالتالي يصبح صاحب الحق في اعلان الترشيح ، حيث ان الاثنين متفقان على ان المرشح الاكثر شعبية حسب استطلاعات الرأي سيكون مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، وقد وصل الامر بروني ميلو رئيس بلدية تل ابيب الاسبق وصاحب فكرة " حزب الوسط " الى ان حذر من انه في حال عدم اتفاق كل من شاحاك ومريدور على المسائل الشخصية فانه قد يجد نفسه مضطرا لخوض غمار الانتخابات المقبلة بصورة منفصلة .

*** عدم بلورة هوية ايديولوجية

الشيء الاهم الذي يواجه حزب الوسط هو الطابع الايدلوجي له امام الجمهور الاسرائيلي ، فكلا من اليكود والعمل هما حزبا وسط ، هذا يمين وسط ، وهذا يسار وسط ، وتشكيل حزب جديد من اشخاص كانوا اصلا من الحزبين يخلق مشكلة هوية سياسية وايدلوجية ، كما ان ذلك يحد من رغبة السياسيين اصحاب التأثير في الحزبين اليهما ، فاذا كانوا دائما يذكرون وزيرة الاتصالات ليور ليفنات كمرشحة للانضمام للحزب الجديد ، فانه يصعب على ليفنات التعايش من ناحية فكرية مع اشخاص في حزب العمل مثل نسيم زفيلي ، وادري سافير واللذين يتبنيان ايدلوجية سياسية تختلف تماما عن المواقف التي كانت تمثلها والتي نالت على اساسها ثقة الناخبين ، والا فان ذلك سينظر اليه كمحاولة من قبلها وقبل امثالها في الليكود مثل وزير الدفاع اسحاق مردخاي للعثور علي مكان في الحلبة السياسية بعدما تبين لهم ان مركز الحزب قد لا ينتخبهما من جديد ليكونا مرشحين لعضوية البرلمان الاسرائيلي بسبب معارضتهما لرئىس الحزب بنيامين نتنياهو .
نفس الاشكالية تقف امام ساسة حزب العمل الذين لا يتفقون مع طريقة ايهود براك لادارة شؤون الحزب كما هو الحال مع نسيم زفيلي الامين العام السابق للحزب وحاييم رامون ، ويخشى هؤلاء من ان انتقالهم الى حزب الوسط قد يؤدي الى " انتحار سياسي " بالنسبة لهم ، حيث ان هذا الحزب لم يتفق على شيء بخصوص برنامجه ولا حتى بخصوص الخطوة الاكثر تلقائية وهي تحديد مرشح الحزب لرئاسة الوزراء ، ولكن الشيء الاكثر قلقا لهؤلاء هو انتقال دفيد ليفي لتأييد ايهود براك حيث ان هذا يعني انتقال قطاعات شرقية لتأييد براك وبالتالي تزداد فرصة الفوز ، وقد دلت استطلاعات الرأي العام في اسرائىل على ان ايهود براك سيتغلب على نتنياهو في حال اجراء الانتخابات ، فإن تركهم سفينة براك يعني انتقالهم الى " سفينة آيلة للسقوط " من هنا فقد بدأ حزب الوسط يفقد بريقه ، ويبدو الان ان السجال الحقيقي سيكون بين براك ونتنياهو .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة