أنقذوا البحر الميت ... فإنه يحتضر !!

 

العودة إلى صفحة الرسالة

يتقلص منذ قرن

انقذوا البحر الميت .. فإنه يحتضر!!

البحر الميت / اسامة العيسة

هل يمكن ان نذهب ، بعد عدة سنوات ، الى البحر الميت فلا نجده مكانه؟

هذا السؤال الذي يبدو انه ينتمي الى عالم الخيال ، هو ما يلح على ذهن اي زائر للبحر الميت، خصوصا اذا كانت الاجابة عليه ، بكل بساطة ، ووفقا للمعطيات الحقيقية بالايجاب...!

والمسألة تكتسب، خطورتها في السؤال والايجاب ، لأن الامر يتعلق في البحر الميت ، بحر الفلسطينيين ، الذي يعتبر اكثر مسطح مائي، على المستوى العالمي ، من حيث كثافة ملوحة مياهه، وتركيبه الايوني المتفرد.

ويمكن لدى زيارة البحر الميت ، المشاهدة بالعين المجردة ، كيف يضمحل البحر ويحتضر ، دون انين ، ودون اصوات تهب لانقاذه ، وعلى مدى ما يزيد عن 2 كم يمكن رؤية الارض التي انحسر عنها البحر وتقلص ولم يبق وراءه غير الارض الطينية الغنية بالاملاح ، وحتى اذا سار المرء في البحر فإنه يمكن ان يسير لمسافة طويلة ومياه البحر على عمق منخفض ، باختصار فإن البحر الميت يحتضر.

ووفقا لاراء محايدة ، فإن اليد البشرية هي احد اسباب الاحتضار ، وسيطرة الاحتلال الاسرائيلي عليه، فهناك تدخل في توازن مياه البحر ، واقامة مصانع لاستخراج الاملاح والبوتاس ، وبالنسبة لصناعة البوتاس في القسم الجنوبي من حوض البحر الميت فهي في توسع مستمر، وتؤدي الى زيادة في مستوى تبخر المياه ، ومؤخرا تحدثت تقارير صحفية عن اعتبار اسرائيل من المساهمين الرئيسيين بزيادة فجوة الاوزون بسبب انتاج مصانع البحر الميت لميثل البوميد.

ويمكن اضافة لذلك ما تحدثت عنه الصحف ايضا عن وجود 18 مشروعا لتحويل مجرى مياه نهر الاردن ، والذي يعني ببساطة ، في حال تنفيذه ، ان كمية المياه المتدفقة الى البحر الميت ستكون صفرا..!.

وحسب ارقام اسرائيلية ، فإن البحر الميت يتقلص منذ منتصف هذا القرن، ففي عام 1944 تدفق الى البحر الميت من نهر الاردن حوالي 972 مليون م3 ، وتقلصت الكمية الى حوالي 180 مليون م3 في العام 1948 ، وانخفضت الى حوالي 125 مليون م3 عام 1985. وخلال هذه الفترة ، وقبلها ، كانت هناك عوامل بشرية ادت الى ذلك.

ولكن الامر يزداد خطورة، فحسب المصادر ذاتها ، فإن مستوى البحر ينخفض سنويا بمعدل 80م3 ، ولكن معدل الانخفاض بلغ حوالي 56م3 سنويا في عام 1980، وهذا يعني ان نسبة الانخفاض زادت في السنوات الماضية حوالي 25%. وبين فترة واخرى، نسمع عن تجادل بين الحكومتين الاسرائيلية والاردنية فيما يخص المشاريع المقترحة على البحر الميت ، وتأثيرها عليه في ظل غياب فلسطيني واضح عما يحدث حتى لو كان اعلاميا ، وهو غياب غير مبرر ، لأن البحر في النهاية هو تحت الاحتلال الاسرائيلي ، ومعظم مناطق جنوب الضفة تطل على مشارف البحر ، الذي في طريقه للاحتفاء.

والمنطقة الممتدة من الصحراء الفلسطينية الجنوبية الى البحر الميت ، من المناطق الفلسطينية تاريخيا ، فكل صخرة وواد وحفنة تراب تحمل تاريخا اكثر من اطنان كتب..! ، وما زالت المُغر وبقايا المعابد تشهد على حياة الانسان الفلسطيني هنا، منذ اكتشاف النار والعصر الحجري.

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة