الحركة الطلابية الفلسطينية في ضوء نتائج الإنتخابات الأخيرة

 

العودة إلى صفحة الرسالة

الاسباب ... التحالفات ... والمفاجآت

الحركة الطلابية الفلسطينية في ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة

جواد ابو شمالة

تعتبر الاتحادات الطلابية احد اهم منظمات المجتمع المدني الفلسطيني وهي كتل على درجة عالية من التسيّس وهو ما اهلها للقيام بالدور الابرز في قيادة الانتفاضة وتعتبر شرائح طلبة الجامعات والمعاهد هي الاكثر تهيؤا لممارسة الديمقراطية وذلك بسبب الانتخابات التي تجري كل عام بشكل دوري وديمقراطي تتداول فيها السلطة بين الكتل الطلابية خاصة بين الكتلتين الاكبر ، حركة الشبيبة الطلابية التي تنتمي لحركة فتح والكتلة الاسلامية المتعاطفة مع حركة حماس ، وغالبا ما كانت تنعكس العلاقات بين الحركات والاحزاب السياسية - سلبا او ايجابا - على هذه ا لكتل داخل المؤسسات التعليمية .

بعد توقيع اتفاق اوسلو بين السلطة الفلسطينية واسرائىل ونشوء معارضة في الشارع الفلسطيني وبعض الحركات السياسية خاصة الحركة الاسلامية واليسار تغير نمط المعارك الانتخابية في الجامعات الفلسطينية حيث نشطت التحالفات السياسية بين المعارضين لاوسلو من جهة والمؤيدين لها من جهة اخرى دون النظر للبعد الايديولوجي لهذه الحركات وهو ما بدأ بتحالف الكتلة الاسلامية مع اليسار الفلسطيني في جامعة بير زيت عام 4991م ، حيث تغلب تحالف الكتلة الاسلامية على تحالف الشبيبة وتم تشكيل مجلس الطلبة بقيادة الكتلة الاسلامية لاول مرة في تاريخ جامعة بير زيت .

لذلك ، ليس غريبا ان تستأثر انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات والمعاهد باهتمام يخرج عن نطاق محليتها ، كانتخابات داخلية ، فهي - كما يعتبرها الكثيرون - باروميتر الشعب الفلسطيني ومختبر لتعاطي الجمهور مع المواقف والممارسات لمختلف القوى السياسية الفاعلة في الساحة الفلسطينية سياسيا واجتماعيا وهو ما يدفع هذه القوى الى توفير كافة اشكال الدعم المادي والمعنوي لهذه الكتل .

القوى والفصائل السياسية الفلسطينية عمدت منذ الثمانينيات الى تأسيس اطر طلابية لها في المؤسسات التعليمية كامتداد طبيعي لها تعرض من خلال منطلقاتها الفكرية وبرامجها السياسية واهدافها ومواقفها من المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية ، ومنذ ذلك الوقت ومنظمة الشبيبة الطلابية تشكل الاطار الطلابي الاقوى في مؤسسات التعليم العالي في ظل حضور قوي للكتلة الاسلامية التي اتت في المرتبة الثانية ولكن في السنوات الاخيرة تغيرت موازين القوى الطلابية حيث برزت الكتلة الاسلامية ندا قويا لحركة الشبيبة وتنازعت معها في جميع المجالس الطلابية في الضفة والقطاع والقدس ، وكان من ابرز هذه التحولات تمكن الكتلة الاسلامية من السيطرة على مجلس الطلبة في جامعة بير زيت والنجاح اللتين مثلتا منذ تأسيسهما المعقل الرئىس لحركة الشبيبة الفتحاوية ولم تقتصر الاطر الطلابية على الكتلة الاسلامية والشبيبة ، بل تعدتها الى اطر طلابية اخرى اهمها جبهة العمل الطلابي التقدمية الجناح الطلابي للجبهة الشعبية وكتلة الوحدة الطلابية الجناح الطلابي للجبهة الديمقراطية ، والجماعة الاسلامية الجناح الطلابي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ، وفي احسن الاحوال ظلت هذه الاطر ضعيفة ولم تحظ الا بنسبة تأييد محدودة ، لذلك فانها لجأت في كثير من الاحيان الى التحالف مع الكتل الكبرى اما لدوافع ايديولوجية او سياسية ( على قاعدة معارضة اتفاق اوسلو ) او مصلحية ( كما حدث هذا العام في التحالف اليميني اليساري في جامعة الخليل ) وهو ما سنأتي عليه في نطاق تحليلنا لنتائج هذا العام ....

يزيد عدد الطلبة في الجامعات والمعاهد الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس على (05) الف طالب وطالبة لا ينحصر تأثيرهم في حدود مواقع تعليمهم فحسب ، بل يتعدى الى عائلاتهم واماكن سكناهم ومن ثم الى اماكن عملهم ليتسع اطار التأثير ليشمل مئات الالاف من الشعب الفلسطيني .

ومنذ بداية هذا العام 1999 جرت انتخابات في ثماني مواقع طلابية وهي مرتبة حسب تعداد طلابها ، جامعة النجاح ، الجامعة الاسلامية (قسم الطلاب ) ، جامعة بير زيت ، الجامعة الاسلامية (قسم الطالبات ) ، جامعة الخليل ، معهد البوليتيكنك بالخليل ، كلية خضوري التقنية بطولكرم ، كلية العروب التقنية بالخليل ، وبلغ مجموع الطلبة الذين شاركوا انتخابات هذه المؤسسات حوالي (26) الف طالب وطالبة اي ما يزيد عن نصف التعداد العام للطلبة ومن هنا تأتي اهمية تحليل نتائج هذه الانتخابات

ـ المجموع الكلي للطلبة الذين يحق لهم الاقتراع في المواقع الثمانية = 25635 طالبا وطالبة

ـ النسبة العامة للمشاركين في الاقتراع من مجموع الطلبة = 77.4%

ـ النسبة العامة التي حصلت عليها الكتلة الاسلامية من الذين شاركوا في الاقتراع = 75.4%

ـ النسبة العامة التي حصلت عليها الشبيبة من الذين شاركوا في الاقتراع = 53.9 %

ـ النسبة العامة التي حصلت عليها باقي الكتل من الذين شاركوا في الاقتراع = 6.7 %

يلاحظ منا لجدول التقدم الواضح للكتلة الاسلامية في هذه الانتخابات ويمكن ارجاع اسبابه الى العديد من العوامل منها ما هو خارجي واخرى ذاتية :ـ

اولا : تعتبر الجامعات الفلسطينية احد المنابر الحرة في فلسطين واكثرها تهيؤا لممارسة الديمقراطية وهو ما يمكن الطلاب من التعبير عن ارائهم بحرية من خلال الاقتراع الديمقراطي وحتى في حال وجود بعض المضايقات على الكتلة الاسلامية فانه غالبا ما يستثمر ذلك لصالح الكتلة اذ تحظى بالمزيد من الاصوات المحايدة وتلك الرافضة لاسلوب المضايقات ايا كان شكلها او مصدرها .

ثانيا : يعيش العالم بشكل عام والعالم العربي خاصة حالة متميزة من الصحوة الاسلامية خاصة في صفوف الشباب ، والشعب الفلسطيني يتأثر بهذه الحالة ، بل هو جزء اصيل منها والكتلة الاسلامية كأحد روافد الدعوة الاسلامية تعمل على استثمار هذه الصحوة ومحاولة تطويرها .

ثالثا : طالب الجامعة عادة ما يكون اكثر تحررا وصراحة وصدقا في التعبير عن رأيه ، حيث لا يوجد قيد او خوف من الحسابات الاخرى كالخشية من فقدان وظيفة او منصب فليس هناك ما يخسره وهو ما لم يتوفر لاعضاء النقابات المهنية كالمحامين والتمريض والمحاسبين وغيرهم .

رابعا : الفشل الذريع الذي آلت اليه عملية السلام التي مر على بدئها اكثر من ثماني سنوات دون تحقيق الحد الادنى من حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني وما تولد عن ذلك من احباط وتراجع التأييد لخيار المفاوضات مع اسرائىل وهو ما يعزز بالطبع موقف الكتلة الاسلامية المناهض لاتفاقات السلام مع اسرائيل .

خامسا : ان حقيقة كون الشبيبة احد روافد السلطة الفلسطينية التي اقدمت على عدد من المسلكيات والاجراءات ضد بعض الجامعات وعدد من طلبتها وهو ماوضع الشبيبة في وضع حرج دفعها الى بذل العديد من المحاولات لحذف صفة السلطة عنها واثبات استقلالها النسبي وهذا يذكرنا باحد الشعارات التي تبنتها حركة الشبيبة في دعايتها الانتخابية عام 1996 في جامعة بير زيت والذي يقول :" نحن على يمين السلطة طالما اصابت وعلى يسارها اذا اخطأت " فهذا الشعار المتوازن ابقى الشبيبة في دائرة السلطة ولكن ليس بالضرورة ان تؤيدها في كل شيء وهو على ما يبدو انه لم يقنع الكثيرين من طلبة الجامعة .

سادسا : اثبتت الكتلة الاسلامية ، ومن خلال تجاربها في السنوات الاخيرة في قيادة مجالس الطلبة ، قدرتها على تمثيل مصالح الطلبة والمحافظة على مكتسباتهم وحقوقهم فضلا عن حسن التنظيم والاداء لهذه الكتل خلال انشطتها المختلفة .

سابعا : التحالفات الطلابية التي عقدتها الكتل الاسلامية مع الكتل الاخرى في عدد من الجامعات نسف الادعاء القائل بان الاسلاميين لا يمكن ان يتعايشوا مع غيرهم خصوصا مع اولئك الذين يختلفون كليا عن النهج الاسلامي وتجربة جامعة بير زيت والنجاح خير مثال على ذلك مع ان الامر لا يخلو من بعض المشاكل ليس اقلها مبالغة اليسار احيانا في تحديد مطالبه كونه يمثل لسان الميزان احيانا في تشكيل مجالس الطلبة .

وفي النقاط التالية نحاول ان نقدم تحليلا لنتائج الانتخابات الطلابية هذا العام :ـ

* الانتخابات الاخيرة حددت بشكل واضح ملامح الخارطة الطلابية التي يتصارع عليها قطبان رئىسيان " الاسلامية والشبيبة " مع تقدم لافت للقطب الاول هذا العام ويتعايش القطب اليساري معهما والذي يمثل في بعض المواقع لسان الميزان في تشكيل مجلس الطلبة خصوصا في جامعة بير زيت واذا كانت الانتخابات التي جرت حتى الان هذا العام مكنت نصف الطلبة عموما من المشاركة فيها فانه عندما تستكمل العمليات الانتخابية في باقي الجامعات والمعاهد حتى نهاية العام فانه من غير المتوقع ان يطرأ اي تغير جوهري على الخارطة الطلابية وبحساب بسيط لو استعرضنا المواقع التي لم يجر فيها انتخابات حتى الان نرى ان حركة الشبيبة ستفوز باغلبية كبيرة في جامعة الازهر وجامعة بيت لحم وفي نفس الوقت من المتوقع ان تحقق الكتلة الاسلامية فوزا واضحا في جامعة القدس وكلية الامة مع حضور متوازن للشبيبة والاسلامية في كلية التربية الحكومية بغزة وذلك استنادا للنتائج الاخيرة للانتخابات التي جرت العام الماضي في هذه المؤسسات .

* حققت الكتلة الاسلامية تقدما واضحا في عدد المقاعد التي حصلت عليها بالمقارنة مع العام الماضي ، ففي جامعة النجاح حصدت ( الاسلامية ) (42) مقعدا بزيادة مقعدين عن العام الماضي وفي جامعة بير زيت حصلت الكتلة الاسلامية على (23) مقعدا بزيادة ثلاثة مقاعد عن العام المنصرم اما في جامعة الخليل فقد تمكنت " الاسلامية" من التغلب على تحالف م.ت.ف وهو ما يحدث لاول مرة منذ عشر سنوات وفي البوليتكنيك والجامعة الاسلامية فقد حافظت على مواقعها .

* شهدت نتائج حركة الشبيبة تراجعا واضحا عما كانت عليه في العام الماضي ففي جامعة النجاح اتسع الفارق مع الكتلة الاسلامية من (5) مقاعد العام الماضي الى (7) مقاعد العام الحالي وفي جامعة بير زيت حافظت الشبيبة على عدد مقاعدها الـ (19) التي حصلت عليها في العام الماضي ولكن الفارق اتسع الى (4) مقاعد مع الكتلة الاسلامية بعد ان كان مقعدا واحدا في العام الماضي وفي جامعة الخليل التي تغير فيها نمط التحالفات الانتخابية حيث انضم اليمين واليسار في قائمة انتخابية واحدة في الوقت الذي خاضت فيه "الاسلامية" الانتخابات بشكل مستقل دون التحالف مع الجماعة الاسلامية التي تتفق معها ايديولوجيا وسياسيا ورغم كل ذلك لم يتمكن التحالف اليميني اليساري من تحقيق الفوز وفي كلية العروب وخضوري فقد حافظت الشبيبة على فوزها بمجلسيهما بعد ان كانت الكتلة الاسلامية تسيطر على مجلس كلية العروب في العام الماضي ، اما في البوليتكنيك فقد كان هناك توازن بين الكتلتين الاكبر حيث حصل كل منهما على (14) مقعدا وكل من الكتلتين كان بحاجة الى مقعدين اخرين لتشكيل المجلس وهو ما نجحت به الكتلة الاسلامية بعد تحالفها مع الجماعة الاسلامية التي حصلت على المقعدين اللازمين لذلك اما النتائج في الجامعة الاسلامية فلم تكن مفاجئة لحركة الشبيبة ، بل اعربت عن سرورها لحصولها على نسبة 20% من الاصوات في قسم الطلاب .

* فيما يتعلق بالتحالف بين الكتلة الاسلامية والجماعة الاسلامية فيبدو انه لا يوجد حتى الان صيغة تحالفية استراتيجية بين الكتلتين وما زال الامر مرتبطا بالمصالح التكتيكية لهذه الكتلة او تلك وهذا العام على سبيل المثال حدث فقط تحالف بينهما في جامعة بير زيت والنجاح وربما تتحمل الكتلة الاسلامية الجزء الاكبر من المسؤولية عن ذلك كونها الكتلة الاكبر وهي ، التي نجحت بالتحالف والتعايش مع اليسار في غير موقع طلابي ، اقدر على وضع صيغة تحالف استراتيجية مع الجماعة الاسلامية التي تسير معها في نفس الخط الفكري والسياسي .

* شهدت العملية الانتخابية في جامعة بير زيت هذا العام نجاح تجربة وفشل اخرى اما التجربة التي نجحت فهي تجربة القطب الديمقراطي الذي تنضوي تحته قوى اليسار المختلفة ورغم فقدان القطب مقعدا واحدا عن العام الماضي الا انها تجربة جديرة بالاحترام حيث انها تجربة حديثة بدأت بانتخابات عام 1997 وحصلت على ثماني مقاعد وفي العام 98 م قفزت الى عشر مقاعد وهذا العام حصلت على تسع مقاعد وتكمن اهمية هذه التجربة في استمرارها على اعتبار انه تحالف استراتيجي وليس مجرد تحالف انتخابي مؤقت ، اما التجربة التي فشلت فهي " كتلة التغيير " التي تعتبر كتلة محلية في نطاق الجامعة فقط و لا تشكل امتدادا لقوى سياسية في الساحة الفلسطينية وبرامجها نقابية بحتة وتنتقد اسلوب الولاءات السياسية للكتل الطلابية في الجامعة . وفي الانتخابات للعام الماضي حصلت مفاجأة بحصولها على مقعدين من مقاعد المؤتمر العام الــ(51) وهو ما جعل بعض المراقبين يعتبرون ان تغيرا بدأ يشق طريقه الى توجهات الطلبة ، ولكن انتخابات هذا العام حيث لم تتعد كتلة التغيير نسبة الحسم ولم تحصل على اي مقعد وعاد الطلبة الى صفوفهم السياسية والاعلان عن فشل هذه التجربة وعلى اية حال فان نجاح تجربة وفشل اخرى يعطي للانتخابات في جامعة بير زيت نوعا من الدينامية لم يتوفر في الكثير من المواقع الاخرى .

* تفاوتت نسبة المشاركة في الاقتراع من جامعة الى اخرى ويعود ذلك الى شكل الخارطة الطلابية في كل موقع على حدة بمعنى انه كلما زادت حدة التنافس بين الكتل زادت نسبة المشاركة الطلابية ومثال ذلك جامعة الخليل التي تعدت فيها نسبة المشاركة الـ 90% لشدة المنافسة بين كتلة م.ت.ف و الكتلة الاسلامية وحصولهما على اعداد متقاربة من المقاعد وكلما كان التنافس ضعيفا والنتائج شبه معروفة سلفا تكون المشاركة الطلابية اقل وهو ما حدث في الجامعة الاسلامية ، حيث وصلت نسبة المشاركة الى ادنى مستوى لها حيث بلغت 62% في قسم الطلاب و 67% في قسم الطالبات .

ولكن بشكل عام فان مشاركة ما نسبته 77% من الطلبة في انتخابات المواقع الثمانية - كما هو موضح بالجدول - تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه فئة الطلبة في ممارسة حقهم الديمقراطي والمشاركة في صنع القرار كتجربة رائدة بالنسبة لهم .

* تميزت الدعاية الانتخابية هذا العام بحدة التنافس والتشنج بين الكتل وصلت الى حد تراشق الاتهامات وهو ما يعكس حدة الاستقطاب السياسي في الشارع الفلسطيني ولكن على اية حال فان الدعاية الانتخابية لا تلعب دورا كبيرا في تغيير مسار التصويت وهي موجهة بالاساس للاصوات العائمة (المحايدة ) وهي فئة محدودة العدد ومعظمها لا يشارك في الانتخابات .

* اثبتت تجربة التمثيل النسبي التي بادرت اليها جامعة بير زيت نجاحها حيث امتدت الى معظم المؤسسات التعليمية في الضفة الغربية والقدس في الوقت الذي لم تأخذ به جامعات وكليات قطاع غزة ويبدو ان حسابات المصالح للكتلتين الكبيرتين هي التي تحول دون تطبيق هذا النظام خصوصا في الجامعة الاسلامية وجامعة الازهر حيث ان كل كتلة تخشى من فقدان بعض مواقعها في الجامعة التي تسيطر عليها .

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة