أكثر من خمسة آلاف نسمة في القرية البدوية يعيشون أوضاعاً لا ترقى للمستوى الآدمي

 

العودة إلى صفحة الرسالة

لا عيادة صحية .. ولا مدرسة .. ولا هواتف .. وجبال من القمامة

اكثر من خمسة آلاف نسمة في القرية البدوية يعيشون اوضاعاً لا ترقى للمستوى الآدمي

القرية البدوية النموذجية نموذج لانحطاط مستوى معيشة الانسان في نهاية العام 2000

** د. محمد ابولحية : جبال من القمامة وانهار من مياه الصرف الصحي تحتضن آلاف البدو

** الفالوجي : بعد القرية ومشاكل فتية هي التي منعت دخول خطوط الاتصال اليها

على بعد امتار معدودة من مدخل قطاع غزة الشمالي تقع القرية البدوية النموذجية ، وعند سماع كلمة النموذجية يخيل اليك انك ستدخل الى قرية تحمل كل نموذجي في جميع مجالات الحياة ، قرية تكون نظاماً مصغراً لكل مكان يحلم ان يعيش فيه الانسان ولكن قبل ان تتبادر الى ذهنك تلك التخيلات تصل الى مدخل القرية فتستفيق من حلمك بمجرد ان تنحدر بك السيارة الى الطريق الترابي الوعر المغطى بطبقة سوداء من المواد العادمة والرائحة الكريهة المنبعثة من المكان ، ان كنت لم تزر هذه القرية من قبل فتعال معي نتجول بين هذه السطور لترى ماذا تعني كلمة نموذجي في عرفنا ولتتعرف على سكان تلك القرية وكيف يعيشون تلك الحياة النموذجية .

منذ عام 1948 اي بعد الهجرة مباشرة سكنت مجموعات من البدو من كافة العشائر تقريباً المنطقة المحاذية للطريق المؤدي الى مخيم جباليا بمحاذاة بيت لاهيا من جهة الشرق ، كان البدو قد توزعوا على جانبي الطريق يضربون هناك خيامهم ويسرحون باغنامهم ومواشيهم التي كانوا يعتاشون منها ، وينفقون مما يقدم اليهم من خدمات وكالة الغوث والخدمات التي تقدمها لهم بلدية جباليا وقرية بيت لاهيا لقربهما من مكان سكناهم .

ويلاحظ ان معظم البدو الذين سكنوا تلك المنطقة هم من البسطاء حيث ان 70% منهم لا يقرأون ولا يكتبون ويعيشون عيشة بسيطة تقتصر على رعي الاغنام .

جميع الحكومات التي مرت عليهم ابتداء من الانجليز فالمصريين وحتى اليهود لم يلقوا لهم اي اهتمام ولم يعملوا على تثقيفهم وتعليمهم او حتى توفير ادنى مستوى معيشي لهم .

** ترغيب وترهيب

بعد قدوم السلطة الفلسطينية وفي العام 1995 تحديداً قررت انشاء مدينة الشيخ زايد بعد العروض والهبات التي تقدمت بها بعض الدول. وهذه المدينة تقرر لها ان تقام على الارض التي كنا نعيش عليها ، ويضيف الشيخ يوسف ابوحشيش احد مخاتير القرية البدوية"لذلك رأت السلطة نقل البدو الى منطقة اخرى التي سميت ب"القريةالبدوية النموذجية وقد وعدنا من قبل وزارة الاسكان تحسين وضعنا المعيشي واعطاءنا قطعة ارض للسكن فيه" .

في البداية رفضنا الانتقال لعدة اسباب اهمها برك مياه الصرف الصحي التي تجاور الارض التي تنوي السلطة نقلنا اليها ومن الجهة الاخرى المستوطنات والاسلاك الشائكة التي تحد تلك الارض .

وفي النهاية قبلنا لانه لا يوجد بديل لنا غير هذا ولكن كان هناك وعد من قبل وزارة الاسكان بنقل تلك البرك الى مكان آخر ، ووعود بتحسين الوضع الصحي والمعيشي للبدو ومد خطوط الطرق والهاتف وجميع ما يستلزم القرية ، وما زلنا ننتظر منذ اكثر من 3 سنوات .

** تسليم بالامر الواقع

الدكتور محمد ابو لحية رئيس الجمعية الطبية الخيرية بالقرية تحدثنا اليه عن اوضاع القرية فقال :
البدوي الذي كان يعيش في تلك الارض كان يملك قطعة تزيد عن نصف دونم للعائلة الواحدة وتصل احياناً الى اكثر من دونمين بعد نقلهم الى القرية النموذجية تم تسليم كل عائلة قطعة ارض لا تزيد عن 150 م2 للعائلة التي تبلغ 5 اشخاص و 180 م2 للعائلات التي تزيد عن ذلك اضافة الى مبلغ قدره 9 آلاف شيكل فقط .

ويضيف د. ابو لحية : تقع القرية البدوية جانب المستوطنات وجهة الشمال وجهة الجنوب تحدها مجمعات ضخمة لمياه الصرف الصحي تبلغ مساحتها اكثر من002 دونم تقريباً مقسمة الى سبعة احواض تصب فيها المياه العادمة ومياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع ومخلفات المنطقة الصناعية في قرية بيت حانون ومخلفات المستشفيات ومصنع الادوية .

وهذه البرك مهملة جداً ولا يتم معالجتها او تنظيفها حيث ان المياه فيها راكدة مما ينتج عنه ترسيب المواد العادمة وتصبح الفرصة متاحة لتكاثر البكتيريا وتوالد البعوض وتكاثره .

علاوة على ذلك الطفح الزائد لهذه البرك والذي يطفو تجاه القرية البدوية النموذجية .

ومن الجدير بالذكر ان هذه البرك انشئت في عهد الاحتلال وكان الهدف منها تلويث المياه الجوفية في تلك المنطقة والتي يعتبر فيها اعلى منسوب للمياه الجوفية في قطاع غزة.

المختار ابو حشيش يقول : ان هذه البرك الضخمة تحرمنا من اي معنى للحياة فالرائحة الكريهة التي تعبيء هذه القرية، والبعوض والقوارض صيفا علاوة على ذلك فان العديد من اطفالنا قد غرقوا في هذه البرك الوسخة ، ومنهم من تم انقاذه واكثر من 3 اطفال ماتوا غرقا.

ويضيف الدكتور ابو لحية انه منذ ان انشئت هذه القرية اي منذ اكثر من 3 سنوات لم نر سيارة واحدة لجمع النفايات دخلت الى هذه القرية حيث ان جميع السكان يلقون نفاياتهم في مكان قريب من القرية يجاور المدخل الرئيس وهناك يمكنك ان ترى اكواما من القمامة وان شئت فقل جبالاً من القمامة لا يجد الاطفال مكانا اكثر امنا من اللعب قرب برك مياه الصرف الصحي سوى هذه الاكوام للعب عندها وبداخلها ايضا، ويضيف الدكتور محمد ابو لحية ان احد الاطباء العاملين في مستشفى الشفاء منذ اكثر من 20 عاما اخبره ان الامراض التي يعاني منها اطفال القرية البدوية النموذجية لم يرها منذ اكثر من 20 عاما ، الاهم من ذلك كله ان القرية لا يوجد فيها اي عيادة صحية او مستوصف واقرب عيادة من هذه القرية تبعد عنها ما يزيد عن 3 كيلو متراً.

**الوضع التعليمي

عدد سكان القرية يزيد عن خمسة الاف نسمة ولا يوجد فيها مدرسة او حتى روضة اطفال والاطفال الذين يذهبون الى المدارس يضطرون للمشي على الاقدام مسافة تزيد عن 3 كيلومتراً للوصول الى اقرب مدرسة من القرية ، ولا توجد اصلا مواصلات تؤدي الى القرية بسبب وعورة الطرق المؤدية اليها ورفض اصحاب المركبات الدخول اليها بأي ثمن ، لذلك اينما توجهت في القرية لا تجد سوى عربات الكارو التي تجرها الحمير.

ويقول سيد ابو صفرة احد الشباب المثقف في القرية : لقد وعدنا اكثر من مرة ببناء مدرسة في القرية ورأينا خارطة تلك المدرسة الا ان شيئا لم يحدث على ارض الواقع وبقيت خرائط مرسومة اما الروضة فقد اخذت احدى السيدات ، لا اذكر اسمها الان ، مسؤولية بناء الروضة منذ اكثر من ثلاث سنوات وحتى الان تتحجج بأنها لم تحصل على اي منحة لبناء هذه الروضة.

**مشاكل داخلية

يضيف سيد : اننا في هذه القرية نصطدم بواقعين مريرين الاول: عدم وجود تنسيق كامل في القرية لظروف معينة وهي انه لا يزال يغلب الطابع العشائري على سكان هذه القرية ، فلقد حاولنا اكثر من مرة تشكيل لجنة لادارة شؤون القرية ومقابلة المسؤولين للمطالبة بحقوقنا الا ان الخلاف على من يرأس هذه اللجنة دائما كان العقبة امام ذلك حيث ان كل عشيرة تريد ان يكون رئيس اللجنة منها وان كان هناك شخص واع ومثقف واراد رئاسة اللجنة وتحسين اوضاع القرية تجد معظم سكان القرية يرفضون مبايعته بسبب ان عشيرته صغيرة وليست كبيرة في القرية ، هذه المشكلة المعضلة من اهم المشاكل التي تواجهنا وتضيع حقنا ، على الجانب الاخر ان بعض الشخصيات اخذت على عاتقها التوجه الى المسؤولين وللاسف لا يوجد اي تجاوب لقد زارنا في القرية العديد من الوزراء والشخصيات على رأسهم صائب عريقات مسؤول الحكم المحلي، والسيد عماد الفالوجي وزير الاتصالات ، وجميع نواب الشمال ولكن كل من يزور القرية يعد بتقديم المساعدة وتحسين ظروف الا ان احدا منهم لم يقدم اي شيء وبمجرد ان يغادرنا ينسى انه زارنا في يوم من الايام.

** تشكيل لجنة

يصف عدد من اهالي القرية: اننا لم نترك مكانا لم نتوجه اليه سواء كان وزارة او مؤسسة او جمعية او حتى الاحزاب السياسية ولم يكن هناك اي تجاوب معنا وفي اخر لقاء مع وزير الاسكان طلب منا تشكيل لجنة وانتخاب رئيس ليمثل القرية حتى يمكنه الجلوس الينا وسماع مطالبنا مع العلم انه كان هناك لجنة مفرزة من قبل العائلات وموافق عليها من الجميع ولم يعترف بها وطالب بتشكيل لجنة حديثة .

وعند سؤال المختار ابو حشيش عن كيفية ادارة شؤون القرية طالما لا توجد لجنة ؟ اجاب المختار : اصلا لا يوجد في القرية اي شؤون لادارتها فالقرية مهملة والشيء المهمل غني عن الادارة .

** المهندس عماد الفالوجي  وزير الاتصالات

لاشك ان المنطقة تعاني من عدة مشاكل ، وهذا يرجع لكونها منطقة سكنية جديدة ، حيث رأت وزارة الاسكان ان تجعل لهؤلاء البدو سكنا مستقرا بدلا من الخيام التي كانوا يعيشون فيها على شكل بدو رحل .

نحن كنواب في المنطقة الشمالية زرنا المنطقة واطلعنا على ما تعانيه من مشاكل وخاصة احواض الصرف الصحي التي خطرها لا يقتصر على سكان المنطقة من البدو بل يكاد يمتد ليشمل القطاع بشكل عام ، ولكن هذه الاحواض ليس من السهل نقلها ومعالجتها وحسب تقرير لبعض الدول المانحة فان معالجة هذه الاحواض تحتاج الى ميزانية كبيرة ، لقد زرت القرية واقترحت على السكان تشكيل لجنة للمطالبة بحقوقهم والجلوس الى الجهات والوزارة المعنية الا انني منذ زيارتي حتى الان لم يحضر اليّ احد من القرية ولم ار اية لجنة .

وبخصوص الهاتف لقد وعدتهم فعلا بان يصل اليهم خطوط التلفون ولقد وضعت القرية على خطة هذا العام بعد ان رأيت الكثافة السكانية والحاجة الماسة للاتصالات هناك الا انه ولبعد المسافة عن المقسم ولاسباب فنية لم نستطع توصيل خطوط الهاتف ولكن امل كما وعدتهم قبل نهاية العام الحالي ان تصل اليهم الاتصالات .

** مستشار الرئيس لشؤون العشائر

لقد قمت بزيارة للقرية ولكن للاسف القرية تعاني من مشاكل داخلية ولا يستطيع اهل القرية فرز لجنة للحديث عنهم ، فاقترحت عليهم اكثر من مرة تشكيل لجنة لنقل مطالبهم للسيد الرئىس ولكن للاسف لم اجد اي تجاوب من قبلهم وانا الان سوف اقوم بتوجيه دعوة لعدد من مخاتير القرية للاجتماع بهم هنا في مكتبي واصل معهم لاتفاق على تشكيل لجنة ونقل جميع مطالبهم وطرحها بقوة مع السيد الرئيس للوصول الى حل جذري لهذه القضية المعضلة في اسرع واقرب وقت ممكن .

**رد وزارة الاسكان

د. رمضان النجار وكيل وزارة الاسكان ومستشار الوزير

لقد تم نقل ما يعرف بعرب المسلخ لسببين الاول :ـ

اقامة مشروع مدينة الشيخ زايد على الارض التي كان يسكنها هؤلاء البدو وخصوصاً انهم كانوا معتدين على اراضي الحكومة وهي ليست ملكاً لهم ، وهم كانوا يشغلون المنطقة بشكل عشوائي وتم نقلهم بموافقة الرئيس ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي .

السبب الثاني : لمواجهة الزحف الاستيطاني من المستوطنة المجاورة حيث ان اليهود عندما يجاورهم تجمع سكاني لا يقوموا بتوسيع مستوطناتهم ويطمعون فيها .

البدو الذين يسكنون في تلك المنطقة غير معدمين ولقد تم حساب كلفة بناء منازل لهم وصرف السيد الرئيس مبلغ 9 آلاف شيكل للبناء ، واعتقد جازماً ان هذا المبلغ يكفي لبناء بيت وليس ضرورياً ان يكون هذا البيت عمارة . اصلاً الوزارة غير مكلفة باعطائهم اراضي وتعويضاً الا اننا تعاطفنا معهم في ذلك .

ولم تكن هناك اي وعود من قبل الوزارة بإزالة هذه البرك لان امر الازالة ليس بيد وزارة الاسكان وحدها فيجب ان يكون هناك تعاون بين البلديات المجاورة ووزارة البيئة لوقف استخدام هذه البرك بسبب وجود هذا الحي السكني هناك . ولا يليق ان تبقى هذه البرك ، فأنا مع هؤلاء السكان ان مطلبهم واضح وصريح ان لا يجوز وجود مثل هذه البرك عند تجمع سكاني ويجب ازالتها .

وزارة الاسكان مثل جميع الوزارات تجاوبنا معهم وكان من اجل اقامة المشروع والمفروض من اهل القرية التركيز على اقرب بلدية عندهم والبلدية ترفع للرئيس هذه المشكلة .

المفروض من البلديات ووزارة البيئة ان تعمل على حل هذه المشكلة ، فالوزارة غير مسؤولة عنهم ونحن لا نملك الا هذه الارض ولا نستطيع ان نسكنهم في وسط مدينة غزة والبلديات ووزارة الحكم المحلي ووزارة الصحة لم تعترض على نقل هؤلاء السكان هناك ، لذلك عليهم التوقف عن تفريغ مياه الصرف الصحي في هذه البرك وان يكون عندهم مسؤوليات مثل مسؤولية وزارة الاسكان .

** رد وزارة الحكم المحلي

وزارة الاسكان قامت بتوزيع اراض

وزارة الحكم المحلي لم تدخل في هذا الموضوع منذ البداية وانما قامت وزارة الاسكان بذلك وان كنا نرحب بنقل هذا التجمع العشوائي الى اي مكان مناسب اولا والشيء الاخر والاهم انه كان لابد من اعداد البنية التحتية قبل البناء.

نحن في وزارة الحكم المحلي فوجئنا بأن الابنية قائمة والقرية موجودة على ارض الواقع ولا يوجد اي بنية تحتية فيها ، ووزير الاسكان اتخذ قرارا بأن هناك بلدية وهيئة محلية وسمى اسماءهم. نحن في وزارة الحكم المحلي اعترضنا على ذلك لان هذا تجاوز من وزير الاسكان لوزارة الحكم المحلي بأنه يشكل بلديات لذلك اوقفنا هذه التسمية وتقدمنا باعتراضات على شكل هذه القرية ومكانها.

نحن في الوزارة رأينا بأن المجاري من الممكن ان يصبر عليها الناس مع خطورتها ، اما الطرق فالكثير من طرق غزة بحاجة الى رصف وهذا الامر يمكن العيش بدونه اما المياه فقد اتفقنا مع بلدية بيت لاهيا على تزويد القرية بالمياه.

ايضا فوجئنا ان وزارة الاسكان ايضا قامت بحفر بئر مياه في تلك المنطقة لتزويد السكان بالمياه الا ان هذه البئر ايضا وقع عليها لغط كبير جدا من حيث انه ملوث وغير كاف. بخصوص برك الصرف الصحي نحن ندرك خطر هذه البرك على السكان وعلى المياه الجوفية ايضا وهناك تفكير جاد مع سلطة المياه للقيام بمشروع نقل هذه الاحواض الى المنطقة شرقا- لكن قد تطول المدة او تقصر ، هذا يقف على دعم الدول المانحة لتمويل هذا المشروع.

اما بخصوص القمامة في القرية

نحن فوجئنا بوجود القرية لذلك ليس من الممكن تشكيل بلدية وتوفير عمال نظافة بدون توفير دعم مادي لهذه البلدية، حتى توفير سيارة من اي بلدية مجاورة هو عبء على تلك البلدية لانها بحاجة الى نفقات اضافية لتغطية اجور السيارات واجور العاملين والبلديات، اصلا لا يوجد اي دعم مخصص لها من قبل السلطة المركزية وبالتالي اي بلدية غير مستعدة ان تتحمل هذا العبء غير مدفوع الاجر.

لو كان هناك دعم من السلطة المركزية لوزارة الحكم المحلي لقمنا بزيادة نفقات بلدية بيت لاهيا من اجل العمل داخل هذه القرية. اما بخصوص لماذا لم تعترض على اقامة القرية البدوية هناك فهذا الكلام غير صحيح لانه عندما يكون هناك قرار من الرئيس بإقامة هذه القرية لا يمكن الاعتراض.

نحن في وزارة الحكم المحلي لسنا مسؤولين عن السكان انما مسؤولون عن الارض التي سيقيم عليها السكان ، وزارة الاسكان لم تقدم لنا اي خطة ولم تأخذ منا اي موافقة، وزارة الاسكان تريد ان تلقي عن عاتقها مسؤولية هؤلاء السكان.

ومنظر البيوت التي بمجرد ان تراها من بعد تشك بان هذا المكان يمكن ان يسكنه احياء فلا نوافذ ولا ابواب وخرق بالية تسد المنافذ ، شوارع تكاد لا تخلو زاوية فيها من كومة للنفايات ، وان امعنت النظر سترى عن قرب سواحل مياه الصرف الصرحي التي تقع عليها تلك البيوت في مسطح مائي يمتد على مساحة 200 دونم ويزيد تحتضن تلك القرية ، وما ان تدخل اليها حتى تجد الفقر والبؤس والمرض على وجوه اطفال لم تتجاوز اعمارهم الخامسة ينقبون في اكوام القمامة لا يبحثون طبعا عن طعام فاهلهم هم من القى بهذه القمامة ولا يمكن ان يكونوا هناك للبحث عن طعام ولكن تجدهم ينقبون لست ادري عن ماذا ربما يبحثون عن طفولتهم الضائعة في تلك الازمة !!

 

آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة