كلمة حزب الخلاص في مهرجان الأرض والإنطلاقة

 

العودة إلى صفحة الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أيها الحفل الكريم : ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

فهذا قدر الأحرار أن نلتقيكم في هذا اليوم الأغر يوم الكرامة الوطنية تظللنا فيه أرواح الشهداء البررة لترسم لنا علامات مضيئة في سماء الزمن البطولي حين تباعد بينهم طرق الدبلوماسية العاجزة وحين يحاط بهم من كل جانب فلا يسمح لهم برفع لواء خفاقاً .. هذا يوم الأرض يوم الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن دينهم ووجودهم وهويتهم وقدموا نفوسهم مهراً لتراب فلسطين المبارك ودفاعاً عن الأطفال والشيوخ والمقدسات هذا يوم البطولة يوم الذاكرة المتجددة التي لم تهزمها كل برامج التهويد والتغريب ولا كل ظروف الاستلاب الوطني والثقافي وهو يوم يتزامن مع عيد الأضحى المبارك عيد التضحية والفداء عيد التلاحم والتراحم عيد أبينا إسماعيل الفدائي الأول وورث إبراهيم أبي الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه عيد ينطق بإسلامية هذه الأرض على مدى التاريخ نسباً ودينا وإنه ليشرفنا أن تتزامن هذه الذكرى الجهادية المباركة بذكرى انطلاقة حزبنا على ثرى هذا الوطن التي جاءت تأكيداً على تواصل المشروع الحضاري الإسلامي والصحوة الإسلامية المباركة تواصلاً يعكس دينامية وحيوية هذا الدين وخيرية هذا الشعب المعتز بهويته العربية الإسلامية ورسالته الخالدة تصديقاً لقوله جل وعلا " كنتم خير أمة أخرجت للناس ".

الأخوة والأخوات

نلتقي اليوم في ربوع هذا الوطن المفدى ، وقد بطل السحر ، وانفضح السحرة ولم يعد أمام شعبنا الفلسطيني البطل سوى التأهب والاستعداد لجولة جديدة من التحدى والنضال ، فهذا قدرنا أيها الأحرار بعد أن سلبتنا المفاوضات المهينة جميع صور الحياة الكريمة ، وبعد أن دوختنا الوعود الأمريكية الكاذبة وبعدما قصّ الضعف العربي جناح القضية، وقزم العجز الحلم الفلسطيني وألقى العدو الصهيوني إلى ساحتنا الوطنية الكرة مشتعلة تهدد أمن وسلامة ووحدة شعبنا وفصائله الوطنية .

نعم فلم يمر شعبنا على مدى تاريخه الوطني الطويل يمر بمرحلة تشرذم وضعف وتردد وأزمات وطنية واجتماعية وأخلاقية مثلما مني به بعد الاتفاقات السياسية المذلة بدءاً بأوسلو وانتهاءً بواي ريفر فقد كانت مكاسبنا لا تقاس بخسائرنا خاصة على المستوى الوطني والعربي .. لذلك فإننا نؤكد وبوضوح شديد أن كل الاتفاقايات السياسية التي عقدت مع العدوو الصهيوني قد فشلت وأعلنت إفلاسها ووصلت إلى طريق مسدود ، وليس من الحكمة والمنطق أن نواصل السير في طريق مسدود ليس من ورائه طائل ، ومن هنا فإننا نطالب السلطة الفلسطينية بالعمل على وقف كل أشكال التفاوض السياسي والتنسيق المني مع العدو الصهيوني وأن يطرح البديل المنشود أمام الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في صورة استفتاء أو أي صورة أخرى يتم الاتفاق عليها من قبل كافة القوى السياسية كي يقرر الشعب الفلسطيني بنفسه - وليس عبر فئة محدودة - الطريق الذي يختاره حراً طائعاً دون ضغط أو إكراه وأي بديل يختاره الشعب فنحن نحترمه ونقدره ولن نكون عقبة في طريقه .

إن هذه الخطوة هي التي ستكفل توجيه البوصلة نحو اتجاهها الصحيح وستكفل وحدة وطنية جامعة دون تفرق أو تشرذم وستكفل التفاف الجميع حول طريق واحد هو الذي سيوصلنا إلى حقوقنا المشروعة .

إن أزمتنا الوطنية والسياسية قد نبعت أساساً من تغييب دور الشعب الفلسطيني الذي بات يملى عليه كل شيء دون أن يكون له أدنى دور ، وهذا مكمن الخطر وموضع الداء ، لذلك فالمطلوب أن نعيد لهذا الشعب إحساسه بذاته وقدرته على تحديد مساره .

الأخوة والأخوات

إننا لسنا مخيرين ين المصلحة والحرب وإنما مخيرون بين المصالحة والمصالحة وإن هذه المصالحة لا يمكن أن تقوم إلا على أرض صافية مطهرة من كل آثار الغبن والتحقير والإذلال التي يمارسها طرف على طرف وطني والتي من أبرز مظاهرها عمليات الاعتقال والملاحقات والتنسيق الأمني المتواصل مع العدو الصهيوني وغياب العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الوطن وتفشي صور من الظلم الاجتماعي وتركز الثروة والسلطة في يد فئة قليلة من أبناء هذا الوطن كما أن الوحدة ليست خيار مطلبنا تزيين فيه البيانات والخطب وإنما هو ثمرة لنضالات طويلة ومريرة وجهود مبدعة وإرادة مخلصة .

الأخوة والأخوات

وإننا في حزب الخلاص وانطلاقاً من رسالتنا نرى أن معركة تحرير الأرض لا يمكن أن تنفصل عن معركة الإنسان فهو الأكثر قداسة وهو مرتكز الدولة ووعاء الثقافة وصانع الحضارة وأداة التحرر والتحرير .. وإذا كان الإنسان الفلسطيني هو المخزون الاستراتيجي الأكثر أهمية في مرحلة النضال الوطني فإنه يستحق أن يكون حراً مشاركاً في صنع القرار ،ورسم آفاق المستقبل ، ولا يتم له هذا الحق إلا في إطار من الحياة الحرة الكريمة المرتكزة إلى حكم القانون ، والقضاء العادل النزيه ، بعيداً عن ضغط السلطة المتنفذة ، بحيث يخضع الجميع للسؤال من أكبرهم إلى أصغرهم ويقدم المفسدون للمحاكمة العادلة ..

حياة تقوم على حكم المؤسسات والفصل بين السلطات ، تستمد قوتها من الناخب، بعيداً عن سياسة التعيينات المجحفة والمعطلة لإبداع الشعب الفلسطيني .. حياة حرة كريمة مستمدة من قوة الحق أولاً وقوة الجماهير التي تقف وراء ممثليها الحقيقيين بنزاهة تامة ..

الأخوة والأخوات

علينا أن نجعل من أحداث رفح آخر الأحداث المأساوية المؤسفة وليس ذلك بدفنها وإخفاء حقائقها وإنما مواجهتها بشجاعة ودراسة أسبابها وأبعادها دراسة موضوعية تفضي إلى حقيقة ذلك كله ، ومن ثم استخلاص العبر والعظات ، والتي على رأسها ضرورة مراجعة مجمل السلوك السياسي والاجتماعي والأخلاقي والثقافي للسلطة والبعد عن التفسيرات الأمنية والكلاشيهات الجاهزة ، وإننا نحذر من الاستهانة والتحقير لشعبنا الفلسطيني والتقليل من المشاعر السالبة التي تتراكم يوماً بعد يوم حتى أن شعبنا يوشك على الانفجار ، فهناك شعور عميق بالظلم وهناك خيبة كبيرة وإحباط يتعاظم واختلال اجتماعي يوشك أن يدمر بناءنا الاجتماعي ، كل ذلك يتطلب إجراء مراجعة شاملة لمجمل المنهجيات والأداءات التي تحكم عمل السلطة .

وإننا من هذا الموقع نحيي شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في فلسطين وفي الشتات فقد أثبت على طول تاريخ النضال الطويل بأنه متقدم على قياداته ومتقدم على النخب السياسية والثقافية وأنه شعب التضحية والفداء .

إن حزب الخلاص الوطني الإسلامي الذي يفخر بأنه ساهم إلى حد كبير - ورغم الظروف الصعبة سياسياً واجتماعياً وأمنياً - في معالجة العديد من القضايا الحساسة ومنها وقوفه المشرف ضد محكمة أمن الدولة والحكام الجائرة والاعتقالات السياسية ، كما اتخذ العديد من المواقف الجريئة ضد أشكال الفساد والمحسوبية والتعدي على حقوق المواطنين وتوجه بخطابات عديدة إلى الرئيس ياسر عرفات وأعضاء المجلس التشريعي وكل الدوائر المختصة بضرورة العمل على وقف التجاوزات والخروقات وقد لعبت صحيفة الرسالة دوراً بارزاً وملحوظاً في متابعة القضايا اليومية التي تهم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات وكلن لذلك تأثير واضح وجلي في الشارع الفلسطيني .

إن الحزب الذي يصر على سلوك هذا الطريق الوعر ورغم الثمن الباهظ الذي يدفعه فإنه مصمم على أن يلعب دوراً متقدماً وطليعياً في المعادلة الوطنية السياسية عبر جهود أبنائه المخلصين وعبر جهودكم أنتم الذين أتيتم هنا كي تعبروا عن دعمكم وتأييدكم لهذا المشروع الحضاري فهو منكم وبكم ويدنا معكم وأيديكم معنا ، ونتطلع إلى اللحظة التي تنخرطون في صفوف هذا الحزب لنكون جميعاً لبنة في صرح هذا الدين ولبنة في صرح هذا الوطن .. وإننا نفخر بكم أن تساندونا وتعينونا على حمل هذه الأمانة الثقيلة .. أمانة الدفاع عن الأرض والإنسان ..

إن حزب الخلاص رغم كل المعوقات والعراقيل استطاع بفضل الله تعالى ثم بجهود أبنائه أن يثبت نفسه على الخارطة الفلسطينية : جهداً وعملاً بشكل منهجي ومدروس دن إبطاء أو تردد ودون تهور أو مجازفة ، ويحدونا الأمل أن نحمل تطلعاتكم وهمومكم على عاتقنا ، لذا ف'إن الحزب لن يألو جهدً في تبني قضايا المواطنين في شتى مناحي الحياة من صحة وإسكان وتعليم وعمال وموظفين .. مدافعاً عنهم بكل ما أوتي من قوة وبقدر ما تتاح له السبل ..

يا جماهير شعبنا البطل ..

وفي الختام فإنه لا يسعنا إلا أن نشكركم على هذه المشاركة الكريمة ونحيي صبركم وصمودكم على هذه الأرض المباركة ، وندعو المولى أن يحفظنا جميعاً وأن يحقق لنا وعلى أيدينا النصر المبين إنه على ما يشاء قدير .

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

التحية للأبطال الأسرى والمعتقلين

والله أكبر والنصر للإسلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







آخر تعديل بتاريخ 28/03/00

العودة إلى صفحة الرسالة